رفض الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ورابطة الأندية الإنجليزية تخليد ذكرى رحيل رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر التي توفيت الاثنين الماضي، وذلك بسبب الذكريات السيئة التي عاشتها الكرة الإنجليزية في عهدها.
ولم توافق رابطة الأندية على طلب قطبي مانشستر سيتي واليوناتيد بالوقوف دقيقة حداد في مباراتهما التي جرت الاثنين وانتهت بفوز سيتي بهدفين لهدف.
أما الاتحاد الإنجليزي فرفض هو الآخر إجراء مراسم تأبين لـ”المرأة الحديدية” – وهو اللقب الذي اشتهرت به تاتشر – ذلك خلال مباراتي الدور نصف النهائي في كأس الاتحاد الإنجليزي التي ستقام نهاية الأسبوع الحالي.
ويأتي رفض الاتحاد والرابطة المشاركة في مراسم تأبين وتكريم تاتشر الشخصية الأكثر إثارة للجدل ما بعد الحرب العالمية، بسبب ما وصفت به بأنها “كابحة الرياضة”، خصوصا وأن الرياضة وتحديداً كرة القدم في عهدها كانت تعيش أياما مظلمة، جراء سياستها المتعسفة ضد الكرة، وقوانينها التي فرضتها لتحجيم هذه اللعبة.
وأصدرت حكومة تاتشر إبان حادثة هيسل قرارا بحظر مشاركة الأندية الإنجليزية في البطولات الأوروبية، كما أدانت جمهور ليفربول الذي توفي منه (39) شخصا في حادثة هيسل الشهيرة.
واتهم الرياضيون تاتشر بأنها هاجمت جميع جماهير الكرة الإنجليزية لتشويه صورة الجماهير بعد حادثة هيسل، وتحديدا جماهير ليفربول، قبل أن يتم الاعتذار العام الماضي من قبل الحكومة البريطانية لمشجعي ليفربول عن وقائع تلك الاتهامات التي طالتهم إبان حكومة تاتشر.
وطالبت الحكومة التي كانت تقودها تاتشر بإقرار مشروع إلزامي يمنح بطاقة هوية شخصية لجميع جماهير كرة القدم – الذي كان أول نظام قمعي في أوروبا – في حين وصف حزب العمال الاقتراح على أنه “جريمة ضد الآداب العامة”.
وتواصلت سياسات تاتشر العنيفة ضد كرة القدم، حين قررت إجراء اختبارات على جثث حادثة نادي برافورد عام 1985 التي راح ضحيتها (56) شخصا، وذلك للبحث عن آثار الكحول أملا في الحصول على أدلة لتشويه سمعة أولئك الذين راحوا ضحية الحريق، وكانوا من مشجعي النادي، وقضوا بعدما اشتعلت القمامة في المدرجات الخشبية للملعب.
يذكر أن عام 1990 الذي خرجت فيه تاتشر من رئاسة وزراء بريطانيا اعتبر عام إعادة بعث الكرة الانجليزية من جديد، بعد أعوام عديدة من إزدراء حكومة تاتشر لكرة القدم.