عندما تنظر في وجه الهداف الأورغوياني العظيم لويس سواريز للمرة الأولى ستقع عينيك مباشرة على أسنانه الطويلة البيضاء اللافتة والبارزة قبل أن يبتسم.
وحتى عندما يبتسم هداف ليفربول فإن كل تقاسيم وجهه تصبح ملامح ثانوية أمام ثناياه البيضاء.
بدأ سواريز مسيرته الاحترافية في ناسيونال الأورغوياني قبل تسعة أعوام، وسجل في أول مواسمه 12 هدفا، فتحت للفتى اللاتيني أبواب الاحتراف الخارجي، فشد الرحال إلى جرونيننغن الهولندي مدافعا عن ألوانه في 33 مباراة ومسجلا 13 هدفا، أغرت الكبير اياكس امستردام في طلب وده، وهو ما كان قبل أن يستقر في الريدز الإنجليزي عام 2011.
ورغم تسجيله 41 هدفا تحت قمصان بلاده، إلا أنها تذوب في ذاكرة أبناء مونتفيديو أمام الكرة التي تصدى لها بيده أمام غانا في مونديال 2010، وحرم بها النجوم السوداء من بلوغ نصف النهائي، ولم يحفل يومها بالبطاقة الحمراء التي غادر الملعب بها أمام العبور إلى الدور التالي.
بدأ سواريز مشواره لاعبا بسمعة سيئة للغاية، إذ كان زبونا دائما لدكاكين الخمر الرخيصة في الشوارع الخلفية لمدينته مونتيفديو، حتى تم القبض عليه مخمورا في إحدى الليالي، فصاح في وجهه مدرب ناسيونال: إما الخمر أو الكرة، لا مكان لك بيننا بعد اليوم. التجربة المريرة للشاب الأورغوياني أخرجت رجلا جديدا عرف معنى الاحتراف والشهرة والأضواء بعد ذلك.
ورغم ابتسامته الجميلة التي تبرز جمال عينيه، الا أن أسنانه الطويلة ظلت دائما تتصدر المشهد ليس في الشكل فقط، بل حتى في الفعل، حتى سمي العضاض نسبة إلى عدد المرات التي استخدم تلك الأسنان في الفتك بالمدافعين. أول مرة كانت عام 2010 حين غرس ثنيتيه في كتف المدافع باكال لاعب ايندهوفن فتعرض لسيل من الانتقادات الساخرة، انتهت بوقفه سبع مباريات، لم تثنه عن تكرار الفعلة موسم 2013 تحت الوان ليفربول وهذه المرة كان الضحية الصربي ايفانيوفيتش مدافع تشلسي، ويومها أطلقت عليه الصحافة الانجليزية لقب “العضاض”، وتناقلت وسائل الإعلام الجديد والقديم صورته يعض مدافع البلوز بكثير من السخرية والغرابة، فيما كانت عقوبة الإنجليز أشد وانكى من الهولنديين، بعدما قرر اتحاد الكرة إبعاده عن الملاعب عشر مباريات كاملة.
ومع عبور منتخب بلاده إلى ثمن نهائي مونديال البرازيل الحالي، لم يتأخر سواريز في وضع بصمة أسنانه على العبور، حين أحكم فكه هذه المرة في ظهر المدافع الإيطالي جورجيو كليني لاعب اليوفي في الدقائق الأخيرة من المباراة التي قهرت الطليان وأعادتهم إلى روما يجرجرون أذيال الخيبة.
الشكاوى التي أعلنها بوضوح المدافع الايطالي كليني، بعد الحادثة فسرها البعض بمحاولة استغلال سوابق سواريز أمام الحكم والإعلام، وأن كل ما حدث كان نطحة عفوية في كرة مشتركة، بينما قال آخرون إن العضاض سواريز مارس هوايته في العض مجددا، والكلمة الحسم ستكون للجنة الانضباط في “فيفا” غدا.