اضطر سلمان القريني إلى تقديم استقالته من منصبه مشرفاً عاماً على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، استجابة – لما أسمته مصادر مقربة من القريني نفسه – لـ”الضغط” الذي مارسته عليه اللجنة الأولمبية، بأن يعود إلى عمله معها ويترك إدارة المنتخبات، أو أن يترك وظيفته فيها، وينتقل تماماً إلى اتحاد القدم، وذلك بعد نجاحه في إدارة المنتخب المحددة سلفاً بمباراتين هما الصين في السعودية وإندونيسيا على أرضها، في تلميح إلى وجود موقف مسبق بين القريني وسلفه في إدارة المنتخبات محمد المسحل.
ونقلاً عن مصدر داخل اللجنة، فإنه لا يحق لسلمان ولا غيره، الجمع بين الوظيفتين معاً، خصوصاً وهو يحصل على راتب شهري كبير فيما وظيفته معطلة.
ووفقاً لحملة التصحيح الوظيفي التي بدأت في اللجنة الأولمبية قبل أشهر ويقودها أمينها العام، رئيس إدارة شؤون المنتخبات سابقاً محمد المسحل، فإن غالبية موظفيها يتقاضون مرتباتهم بانتظام منها كوظيفة رسمية، لكنهم لا يعملون فيها، وإنما في قطاعات رياضية أخرى، ويحصلون على مكافآت مالية شهرية مجزية أيضاً.
وهو ما أجبر اللجنة على إبلاغهم في خطابات رسمية، باختيار العودة إلى العمل تحت سقفها، أو نقل خدماتهم إلى القطاعات التي يعملون فيها الآن، خصوصاً أن اللجنة تحتاج إلى كوادر كثيرة لتسيير أعمالها.
ولفت المصدر إلى أن القريني عمل 11 عاماً خارج إطار اللجنة الأولمبية، مديراً متفرغاً للكرة (7 سنوات مع منتخب الناشئين، و4 سنوات مع نادي النصر)، وبالتالي فإن مكانه في “الأولمبية” استمر محجوزاً له، ومرتبه الشهري كان وما زال يصرف بانتظام.
ونفت الأمانة العامة في اللجنة الأولمبية تسلمها (رسمياً) حتى نهاية دوام، اليوم الأربعاء، خطاب استقالة القريني، بل إنهم لم يسمعوا به حتى، لافتة إلى أنه – في حال صح خبر الاستقالة – ربما يكون تم رفعه بشكل مباشر إلى الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية الأمير نواف بن فيصل.
وتساءل المصدر: “كيف يستقيل سلمان القريني من وظيفته الرسمية في الدولة والتي يحتسب له من خلالها راتبه التقاعدي، لمجرد أنه طلب منه العودة لممارستها نظاماً؟ هذه مغامرة، لكنني ما زلت أرى أنها مجرد مناورة”.
واستغرب في الوقت نفسه تلكؤ اتحاد القدم السعودي في نقل خدمات القريني على ملاك إحدى الشركات التابعة له، أو طلبه ليعمل على ملاكه بنظام الإعارة، ليقوم بمهامه في شكل نظامي دون أن تتأثر جهة عمل على حساب أخرى.
وبحسب الأنباء المتداولة في الأيام الثلاثة الماضية، فإن القريني سيضع خطاب طلب إعفائه من الإشراف على المنتخب السعودي الأول على طاولة اتحاد القدم يوم السبت المقبل، لكن رئيس الاتحاد أحمد عيد، سيعمل جاهداً على ثني القريني عن قراره، خصوصاً وقد أدلى بتصريحات صحافية قال فيها صراحة: “لن نسمح له بالرحيل”.