لم تحظ مباراة نهائية للبطولة منذ سنوات بمثل ما يحيط بمباراة الليلة بين الهلال والنصر في نهائي بطولة كأس ولي العهد، التي سيحتضنها استاد الملك فهد الدولي في الرياض، ويرعاها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إذ شهدت زخماً إعلامياً، وتحول موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إلى ساحة عراك بين أنصار الناديين العاصميين، وسط توقعات بأن يشهد استاد الملك فهد حضوراً جماهيرياً طاغياً.
وجاء تأهل الهلال للمباراة النهائية على حساب الفيصلي بفوزه عليه في نصف النهائي بهدف نظيف حمل إمضاء قائد الفريق ياسر القحطاني، في حين بلغ النصر الدور نفسه بفوزه على الرائد بهدفين دون مقابل سجلهما كل من المحترف البرازيلي رافائيل باستوس ومحمد السهلاوي.
ويدخل كلا الفريقين المباراة بصفوف تكاد تكون مكتملة، باستثناء فقدان النصر لمهاجمه الإكوادوري جيمي أيوفي، الذي تعرض لإصابة أنهت موسمه، بيد أن مهاجماً جديداً سيعوّضه في المباراة، وهو اليوناني انجيلوس خاريستياس، الذي تم التعاقد معه بعد انتهاء فترة الانتقالات الشتوية.
وفيما يعيش النصر انتعاشة فنية غير معهودة في السنوات الأخيرة بفضل الانتصارات المتتالية للفريق سواء في مسابقة كأس ولي العهد أو بطولة الدوري أو حتى في مسابقة كأس الاتحاد العربي؛ فإن الصورة تبدو معكوسة بالنسبة للهلال، الذي يمر بحالة من انعدام وزن، أثّرت كثيراً على نتائجه وعروضه في الآونة الأخيرة.
ويعوّل الأوروغوياني دانييل كارينيو مدرب النصر على الحالة النفسية والفنية المتصاعدة للاعبيه من أجل كسب الرهان وإحراز اللقب الذي طال غيابه عن النادي، ولاسيما بعد أن قاد الفريق للفوز في الديربي الأخير الذي جمع بين الفريقين في الدوري قبل ثلاثة أسابيع على الملعب نفسه.
كما يعتمد المدرب الذي أحدث طفرة في النادي وأعاد الأمل لجماهيره، على توليفة من اللاعبين تمتزج فيها الخبرة مع الشباب، وترتكز على خط دفاع هو الأقوى على الإطلاق بين دفاعات الفرق الـ14 المشاركة في الدوري، وتضم مهاجماً خطيراً ويضرب بقوة في مباريات القمة، وهو محمد السهلاوي.
وفي المقابل، يرجّح عامل الخبرة كفة الهلال، الذي أصبح معتاداً على بلوغ المباريات النهائية حتى لو لم يكن في أحسن حالاته، وأصبحت بطولة كأس ولي العهد من البطولات المحببة بالنسبة له بعدما نال لقبها 11 مرة، فيما لم يذق النصر حلاوتها سوى مرتين متتاليتين خلال موسمي 1972-1973 و1973-1974.
ويدخل الهلال المباراة تحت قيادة مدرب “مؤقت” هو الكرواتي دالاش زالاتكو، والذي خلف الفرنسي أنطوان كمبواريه، بعدما دفع الأخير ثمن السقوط أمام النصر بالذات في المواجهة الأخيرة في الدوري بهدف نظيف، ولن تقبل منه الجماهير سوى إحراز اللقب لرد الاعتبار للفريق الجار، وحرمانه من لقب انتظرته الجماهير طويلاً جداً.
وإذا كان النصر يملك دفاعاً حديدياً كان له الدور الأهم في انتصارات الفريق الأخيرة، فإن الهلال يمتلك هجوماً كاسحاً سجّل 52 هدفاً هذا الموسم في الدوري فقط، بقيادة الثلاثي المكون من البرازيلي ويسلي لوبيز، والدولي ياسر القحطاني، والكوري الجنوبي يو بيونغ سو.
وتمكن هؤلاء اللاعبين الثلاثة معاً طوال مباريات الدوري الحالي من تسجيل 36 هدفاً، وهو رقم يفوق مجموع ما سجله جميع لاعبي النصر خلال البطولة نفسها، إذ يبلغ رصيد “العالمي” من الأهداف 32 هدفاً فقط، بينما ترجح كفة النصر هجومياً في بطولة كأس ولي العهد، بفضل تألق السهلاوي.