من كان يصدق أن فريقا صغيرا من مدينة المبرز في منطقة الأحساء سيقهر كل الأندية الكبار ويتفوق بميزانية لا تتجاوز الـ20 مليون ريال في السنة على أندية صرفت أكثر من 150 مليون على تعاقداتها ومدربيها.
قبل أن يبدأ الدوري السعودي لم يكن أكثر المتفائلين في المبرز يعتقد أن النموذجي الذي انتهى الموسم الماضي في المركز السادس قادر على أن يهزم الجميع.. وكان كل طموحهم التقدم نحو المراكز الأربعة الأولى، واللعب في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل.. وحتى بعد أن أنهى الفتح الدور الأول متصدرا كان الكثيرون يعتقدون أنها مجرد صدارة مؤقتة .. ولكن الآن وبعد مضي 24 جولة من الدوري وقبل النهاية بأسبوعين انتهت الحكاية وكتب الفتح النهاية جميلة لقصة قهر المستحيل، وصنع المعجزة وانتزع لقب دوري زين السعودي للمحترفين لأول مرة في تاريخه وفي موسمه الرابع منذ صعوده لدوري المحترفين في موسم 2009.
ولم ينتظر الفتح أن يخرج أكبر حضور جماهيري في استاد مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الذي وصل إلى ما يزيد عن 21 ألف متفرج دون أن يفرح بالفوز واللقب معاً دون تأجيل للحسم أمام خصم عنيد كالأهلي، وكسب المباراة بهدف وحيد سينمائي لهدافه دوريسسالومو ليصل إلى النقطة (61) وبات الفتحاويون الأبطال.
ويملك الفتح، الذي كسر احتكار مثلث: الهلال، والشباب ، والاتحاد، فرصة لأن يحطم الرقم القياسي لعدد نقاط البطل والمسجل باسم الهلال والشباب بـ64 نقطة لكل منهما، خاصة وأنه تبقت له مباراتان أمام الاتفاق والوحدة ويمكنه أن يصل للنقطة 67.
وحقق الفتح ذو الميزانية المتواضعة والتي لم تتجاوز العشرين مليونا انتصارات مدوية، فهزم الهلال والشباب والأهلي والاتحاد.. بمجموع انتصارات 19 مباراة و4 تعادلات وخسارة وحيدة كانت أمام الشباب على ملعبه ووسط جماهيره.. وتمكن الفتح من اعتلاء صدارة الدوري بفضل القوة الهجومية التي يتمتع بها الفريق، فسجل لاعبوه 47 هدفاً، ولم تلج شباكه سوى 21 هدفاً خلال 24 مباراة حتى الآن.
ويدين الفتحاويون لكل ما حققوه للعمل الإداري المميز الذي يقوم به عبدالعزيز العفالق وطاقمه، إضافة للاستقرار الفني الذي يقف على هرمه التونسي فتحي الجبال الذي يعيش عامه الخامس مع الفريق في حالة نادرة من الدوريات العربية.
ويعيش الفتح تجانس غير مسبوق بعد أن أبقى التونسي الجبال على المحترفين الأجانب متمثلاً في الرباعي الكنغولي دوريس سالومو هداف الفريق بـ16 هدفاً، وصانع الالعاب البرازيلي ألتون جوزيه الذي سجل 11 هدفاً ونجح في صناعة 8 أهداف لزملائه اللاعبين، والسنغالي كيمو سيسوكو والأردني شادي أبوهشهش.. كما دعم صفوفه في بداية الموسم بعدنان فلاته من الاتحاد و مبارك الأسمري من القادسية وأحمد الموسى من الوحدة.