موقفان في غاية التناقض سُجلا هذا الأسبوع، أحدهما في بلد عربي ومسلم هو السعودية، وثانيهما في هولندا.. في البلد الأول كسرت قلوب أطفالٌ أيتام وشوهت فرحتهم، حين طردوا من الملعب لمجرد أنهم رغبوا في مشاهدة مباراة وتحية نجومهم المفضلين، أما في البلد الثاني فجاء اللاعبون بأنفسهم إلى منازل بعض الأطفال .. وأهدوهم قمصانهم!.
ما حدث في السعودية، هو أن 25 طفلاً يتيماً دخلوا ملعب الملك فهد الدولي في الرياض قبيل مباراة النصر والأهلي في إياب ربع نهائي كأس الأبطال، الاربعاء الماضي، وذلك عن طريق جمعية “إنسان” التي تعتني بشؤونهم، لكن إدارة الملعب طردتهم، مرتين، وليس مرة واحدة.
أحد المسؤولين في المؤسسة أكد أن مشاركة الأطفال الأيتام “المفترضة” في المباراة جاءت بتنسيق مع إحدى الشركات الكبيرة، وكانوا يعتزمون حمل الورود والصور، ويدخلون برفقة لاعبي الفريقين إلى أرض الملعب، لكن وفي اللحظة الأخيرة مُنعوا من فعل ذلك، وطُلب منهم مغادرة ارض الملعب!.
بعد ذلك استمر مسلسل التلاعب بمشاعر الأطفال، حيث تم التنسيق من جديد لكي يدخلوا مع بداية الشوط الثاني لأرض الملعب، وبالفعل استعدوا لذلك وعادت الابتسامة إلى وجوههم، بيد أنها لم تدم طويلاً، إذ مُنعوا للمرة الثانية من مرافقة اللاعبين.
التصرف أثار حزن الأطفال الصغار، ونشرت لهم صوراً وهم في حالة أسى، بل إن بعضهم لم يقدر على حبس دموعه، فيما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الغضب والاستياء والأسف من جماهير الكرة السعودية، التي عبّرت عن صدمتها من المعاملة السيئة للأطفال.
تداعيات القضية التي شغلت الرأي العام السعودي استمرت فيما بعد، ويبدو أن الانتقادات للجهات المسؤولة عمّا حدث أثمرت، إذ صدرت توجيهات الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل، بتخصيص 100 مقعد في كل مباراة للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وأمر بتخصيص يوم أولمبي رياضي للجمعيات الخيرية، بما في ذلك جمعيات الأيتام.
وأكد الأمير نواف أنه سيستقبل الأيتام الذين لم يتمكنوا من حضور المباراة الأخيرة في أقرب فرصة للاطمئنان عليهم، وأضاف بأن “ما حدث لبعض أبنائنا من منسوبي جمعية أيتام أثناء إقامة مباراة النصر والأهلي على استاد الملك فهد الدولي أمر مرفوض، ولا نقره أبداً”.
أما شركة “صلة الرياضية” فأكدت أن عملية النزول إلى أرض الملعب أثناء المباريات الرسمية – وكما جرت العادة – تحتاج إلى موافقات وتنسيق بين عدد من الجهات المسؤولة “وإشعارنا بذلك نحن المشغلين للمباريات، ولم يردنا من الاتحاد السعودي لكرة القدم ما يشير للسماح لأي جهة بدخول الملعب”.
وأضافت: “أجرينا اتصالات عدة، وحاولنا مع المسؤولين أصحاب الصلة لتلبية رغبة الجمعية، ولكنهم رفضوا تحمل المسؤولية؛ وبالتالي لم يكن من الممكن السماح لمنسوبي الجمعية بدخول أرضية الملعب”.
وقررت الشركة التبرع بمبلغ 300 ألف ريال لصالح جمعية إنسان، وهو ما يعادل دخل المباراة بالكامل، وكذلك دعوة الأبناء أنفسهم من الجمعية الذين حضروا المباراة السابقة لحضور المباراة النهائية، والسير مع اللاعبين.
تناقض “صارخ”
على النقيض تماماً، سجّل عدد من لاعبي أياكس أمستردام الهولندي موقفاً إنسانياً لا يمكن وصفه إلا بـ”الرائع”، حينما توجهوا إلى منازل عدد من مشجعي الفريق وخاصة الأطفال منهم، وأهدوهم قمصان الفريق الجديدة التي سيخوضون بها الموسم المقبل.
اللاعبون قاموا بهذه المبادرة غير المسبوقة دون أي تنسيق مسبق مع جماهيرهم، حيث تعرفوا على منازل المشجعين وجالوا في سياراتهم الخاصة حاملين معهم درع الدوري الهولندي الذي توّجوا به قبل أيام، ثم دقوا الأبواب، وأهدوا جماهيرهم القمصان، والتقطوا معهم الصور التذكارية، وغادروا.
ما فعله لاعبو أياكس حظي بإشادة واسعة في الصحافة الهولندية، التي ثمّنت الفكرة غير المعهودة، وأكدت أنها تعبر عن تواضع منقطع النظير منهم، وخطوة تزرع السعادة والفرح في نفوس المشجعين، ولاسيما الأطفال منهم.
هكذا هو اليتيم……الناس مستخسرة فيه الفرحة..!!
على رأي أهل مصر: الكعكة في يد اليتيم عجبة!!!!!
و لكن اليتيم له الله…هو من لا يغفل عنه..!!
”….فأما اليتيم فلا تقهر و أما السائل فلا تنهر و أما بنعمة ربك فحدث” صدق الله العظيم.
في الغرب يعطون قيمة للمواطن …و يزرعون فيه أشياء جميلة تجعله ينظر للمستقبل نظرة تفاؤل…!!
و عند العرب…يحطمون نفسيته و يجعلونه متشائما من كل شيء..!!