أثار اعتداء المهاجم البلجيكي ايدين هازارد لاعب تشلسي الإنكليزي على أحد الصبية جامعي الكرات خلال مباراة فريقه البارحة أمام سوانزي سيتي صدمة في وسائل إعلام بريطانية انتقدت اللاعب بحدّة، وسط توقعات بفرض عقوبة قاسية عليه من قبل الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.
ووقع الحادث قبل عشر دقائق من نهاية المباراة التي جرت في إياب الدور نصف نهائي لبطولة كأس رابطة المحترفين، حين تباطأ الصبي تشارلي مورغان، في إرجاع الكرة داخل أرض الملعب، واحتفظ بها وهو منبطح فوقها، فما كان من هازارد سوى ركله بقوة في محاولة منه لاسترجاع الكرة.
وسارع حكم المباراة كريس فوي لإشهار البطاقة الحمراء في وجه المهاجم البلجيكي، قبل أن يتم تسوية المشكلة مع الصبي عقب المباراة داخل غرفة خلع ملابس تشلسي، إذ اعتذر هازارد وأكد أنه كان يريد ركل الكرة وليس جسد مورغان، الذي تنازل بدوره عن تقديم شكوى للشرطة.
سلوك مشين
وانتقدت وسائل إعلام بريطانية اللاعب البلجيكي مؤكدة أن تصرفه لم يكن مقبولاً على الإطلاق، حيث وصفت صحيفة “ديلي ميل” الحادثة بـ”المشينة”، وتوقعت فرض عقوبة قاسية على اللاعب، لكنها انتقدت في الوقت نفسه أسلوب جامع الكرات في إهدار الوقت.
وقالت الصحيفة واسعة الانتشار، إن حادثة هازارد أساءت كثيراً لسمعة تشلسي، بعدما شاهد الملايين الذين تابعوا المباراة الصبي وهو يتلوّى من الألم، ودعت إدارة “البلوز” لمعاقبة لاعبها على تصرفه المجنون، كما نوّهت إلى أن هذه الحادثة ليست التصرف السيئ الأول من لاعبي تشلسي خلال الموسم الحالي، الأمر الذي جعل سمعة بطل أوروبا على المحك.
وفي وقت لاحق، ذكر نادي تشلسي في موقعه على شبكة الانترنت أن عددا من لاعبي الفريق مثل جون تيري وفرانك لامبارد حرصوا بعد نهاية المباراة على إحضار الصبي إلى غرفة تغيير الملابس، بوجود هازارد، الذي اعتذر عن الحادثة، مؤكداً أنه حاول ركل الكرة وليس جسد الصبي.
أما سوانزي الذي خرج متعادلاً من المباراة بدون أهداف ليضمن التأهل للنهائي، فأكد من جانبه أن مورغان تنازل أمام شرطة جنوب ويلز عن توجيه أي اتهامات للاعب وقبل اعتذاره، مشيراً إلى أن الشرطة التقت بالصبي ذو الـ17 عاماً ووالده، اللذان أكدا عدم الرغبة في تصعيد القضية.
ولفت النادي الويلزي في بيان رسمي إلى أن الصبي شعر بسعادة كبيرة بالترحاب الذي لقيه من قبل لاعبي تشلسي، وقد اعتذر هو أيضاً على سلوكه واحتفاظه بالكرة بشكل مبالغ فيه، مؤكداً أن الأمر انتهى عقب المباراة مباشرة وأصبح جزءاً من الماضي.
ولم يستبعد الإسباني رافائيل بينتيز مدرب تشلسي فرض عقوبة داخلية على هازارد، وقال إن اللاعب ارتكب خطأ دفع الفريق ثمنه بعد طرده اذ لعب بعشرة لاعبين في وقت كان في أمسّ الحاجة لتسجيل الأهداف، مضيفاً: “سنتحدث إلى اللاعب ونتعامل مع الأمر في إطار داخلي”.
ومن جانبه، هاجم الدانماركي مايكل لاودروب، مدرب سوانزي هازارد، وقال لشبكة “سكاي سبورت” إن هذا التصرف لا يمكن قبوله أو تبريره، مشيراً إلى أن اللاعب سيندم حتماً على ما فعله حينما يشاهد الحادثة فيما بعد على شاشات التلفزيون.
ونفى لاودروب بشدة أن يكون قد أعطى تعليماته لصبية الملاعب بالتأخير في إعادة الكرات إلى أرض الملعب بغية إهدار الوقت، وقال إن من تابع المباراة لم يشعر بأن ثمة تعمد في ذلك من الصبية، ولا يمكننا كفريق أن نعوّل على هذه الطريقة للعبور إلى النهائي على حساب فريق مثل تشلسي.
مدافعون عن هازارد
وفي الوقت الذي انتقد البعض هازارد على تصرفه، وجد في المقابل كثيرون ممن دافعوا عنه، ولا سيما لاعبي الفرق الأخرى، وبعض المحللين الفنيين في القنوات الرياضية البريطانية، مثل مدرب المنتخب الإنكليزي وتشلسي السابق غلين هودل.
وقال هودل إن الحادث يستوجب على الاتحاد الإنكليزي فتح تحقيق مع مسؤولي سوانزي سيتي بشأن سلوك صبية الملاعب الذين يحضرهم خلال مبارياته، والذين تكرر احتفاظهم بالكرات حينما يحتاجها لاعبو الفرق المنافسة، وهو أمر لا يمكن تبريره.
وذهب النجم الدولي السابق مايكل أوين في نفس الاتجاه، حينما أشار في معرض تعليقه عبر موقع “تويتر” إلى أنه يكره الشخص الذي يرتكب خطأ ثم يقوم بالبكاء، في إشارة منه إلى سلوك مورغان، لكنه أكد في ذات الوقت أنه لا يستطيع القول بأن هازارد لم يرتكب مخالفة.
ولعل التعليق الأكثر غرابة وإثارة للجدل هو ذلك الذي غرّد به اللاعب الدولي الإنكليزي السابق ولاعب مرسيليا الفرنسي الحالي جوزيف بارتون، حيث كتب إن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هازارد هي أنه لم يركل فتى الكرات بقوة أكبر عقاباً له على احتفاظه بالكرة.