سيكون ملعب “كامب نو” في مدينة برشلونة الإسبانية، الليلة، مسرحاً للحدث العالمي الذي يترقبه ملايين الأحياء على الكرة الأرضية، حين يحتضن موقعة “الكلاسيكو” بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ملك إسبانيا (1-1 ذهاباً).
ويتسلح الفريق الكاتالوني بعاملي الأرض والجمهور لتخطي ندّه الأزلي، حيث يتعين عليه الفوز بأي نتيجة أو التعادل بدون أهداف من أجل حجز بطاقة الصعود إلى المباراة النهائية ليقابل الفائز من مباراة أتليتيكو مدريد وإشبيلية (2-1 ذهاباً).
ويضع برشلونة نصب عينيه تضميد جراحه ومصالحة جماهيره الغفيرة بعد الخسارة الموجعة التي تعرض لها في مباراته أمام آي سي ميلان الإيطالي في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بهدفين دون مقابل، فضلاً عن الأداء الباهت الذي ظهر به “البلاوغرانا” في مباراته أمام ضيفه إشبيلية في المرحلة ٢٥ من الدوري الإسباني لكرة القدم بالرغم من فوزه بهدفين مقابل هدف.
وستكون الفرصة مواتية أمام برشلونة الذي مازال يفتقد مدربه تيتو فيلانوفا لمواصلته العلاج في نيويورك بعد استئصال ورم متجدد في الغدة اللعابية، من أجل استعادة توازنه من بوابة الغريم قبل أن يتواجها مرة أخرى السبت المقبل في الدوري قبيل لقاء إياب الدور ثمن النهائي من أمجد الكؤوس الأوروبية.
ويدخل برشلونة المباراة أيضاً لتأكيد تفوقه في هذه المسابقة، حيث يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بها برصيد 26 بطولة كانت المرة الأولى عام 1909، مقابل 18 بطولة للفريق الملكي، كانت المرة الأولى عام 1905.
كما يأمل الفريق الكاتالوني معادلة خصمه اللدود في الفوز بالمواجهات المباشرة، حيث سبق لهما أن لعبا في 223 مباراة، فاز الريال في 88، مقابل 87 حالة فوز للبارسا وتعادلا في 48 مواجهة، سجل خلالها الريال 374 مقابل 362 للبارسا.
في حين تحمل المواجهة بينهما الرقم 32 على صعيد المواجهات في بطولة كأس الملك فقد تقابل الفريقان سابقاً 32 مرة، وفاز الريال في 10 مباريات، والبارسا في 15 مباريات، فيما تعادلا في 7 مباريات، وقد سجل ريال مدريد 60 هدفاً، فيما أحرز البارسا 64 هدفاً.
وفي المقابل، يتطلع النادي الملكي حامل اللقب 18 مرة آخرها عام 2011، إلى إنقاذ موسمه المحلي من بوابة “الكلاسيكو”، إذ ستكون هذه المباراة فرصة لرد الاعتبار والثأر من منافسه الذي أخرجه من ربع نهائي بطولة الموسم الماضي.
ونجح ريال مدريد في فك طلاسم عقدته أمام النادي الكاتالوني والتي باتت جزءاً من الماضي، لاسيما بعد تفوَّقه على الأخير في بداية الموسم الحالي حين جرّده من لقب كأس السوبر المحلّية بالفوز عليه 2-1 إياباً مستفيداً من النقص العددي في صفوف خصمه منذ الدقيقة 28 بعد طرد البرازيلي أدريانو، وذلك بعد أن كان برشلونة قد تفوق في مباراة الذهاب على أرضه بنتيجة 3-2 ما سمح للنادي الملكي برفع الكأس إثر الهدفين اللذين سجّلهما خارج قواعده.
وسيُعول المدير الفني لنادي ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينهو، على خدمات مواطنه كريستيانو رونالدو الذي يطمح إلى تحقيق رقم قياسي جديد، بالتسجيل في ملعب برشلونة متصدر الليغا “كامب نو” للمرة السادسة على التوالي.
ونجح الدولي البرتغالي في هز الشباك في آخر 5 زيارات للفريق الملكي إلى إقليم كتالونيا وتحديداً في ضيافة برشلونة.
وكما جرت العادة، تنتظر “رونالدو” قمة من نوع خاص أمام منافسه الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يأمل هو الآخر في معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف في مباريات “الكلاسيكو” البالغ عددها 18 هدفاً والمسجل باسم ألفريدو دي ستيفانو أسطورة ريال مدريد السابق.
ويتفوق مهاجم ريال مدريد على – أفضل لاعب في العالم خلال الأعوام الأربع الماضية – بعدد الأهداف المسجلة في العام الجديد 2013، علماً أن الأول لم يشارك أساسياً في مباراة فريقه الأخيرة أمام ديبورتيفو في الليغا.
وسجّل رونالدو 15 هدفاً مقابل 14 لميسي سواء على صعيد البطولات المحلية في إسبانيا أو حتى الأوروبية، فضلاً عن المباريات الودية رفقة منتخبا بلديهما.
ويعتبر الجناح الأرجنتيني دي ماريا من أبرز الأوراق التي يعتمد عليها مورينهو، ولكن يوجد سببان قد يغيرا رأيه، أولهما أن دي ماريا لا يعيش أفضل أوقاته وقد تلقى بالفعل عدة ملاحظات من المدرب البرتغالي خلال الموسم، وثانيهما ظهور صانع الألعاب البرازيلي ريكاردو كاكا بمستوى طيب على مدار المباريات الأخيرة.
وفي حال دخول كاكا ضمن التشكيل الرئيسي لمباراة الكلاسيكو فسيكون على حساب دي ماريا، ولكن تلك عقبة أخرى لأن مورينهو سيخسر جناحا يلعب على الأطراف بينما يميل كاكا للتحرك في العمق مما سيضطر أوزيل إلى الميل لأحد الطرفين كي يأخذ البرازيلي حريته خلف المهاجمين.
ويأمل المدرب البرتغالي في أن يبدع كاكا أمام برشلونة والاستفادة من انطلاقاته ولمساته الأخيرة القاتلة للخصوم، مثلما تألق في مباراة ديبورتيفو لاكورونيا في الليجا، ولكنه قد يستقر في النهاية على الدفع بدي ماريا وعدم المساس بخطته المعهودة 4-2-3-1.
وعادت مشكلة الإصابات لتؤرق مورينهو مجددا في الخط الخلفي للميرنجي حيث لايزال بيبي في مرحلة التعافي من إصاباته لكنه لم يصل للمستوى المطلوب بعد وقد ظهر خلال مباراة ديبورتيفو أنه يفتقر لشيء ما، لذا يبرز الفرنسي فاران كبديل مثالي خاصة بعد أداءه الممتاز أمام العمالقة مثل برشلونة ومانشستر يونايتد الإنكليزي.