يتأهب فريق برشلونة، متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم، لإحداث تغييرات جذرية على صعيد الفريق الكروي الأول بالنادي، وذلك بغية تعزيز الخط الخلفي لديه بعدما أظهر هذا الموسم هشاشة دفاعية غير مسبوقة، فضلاً عن تحسين المردود الهجومي في ظل تراجع مستوى لاعبيه دافيد فيا وأليكسيس سانشيز.
وبحسب صحيفة “سبورت”، فقد اتخذ المدير الفني للفريق الكاتالوني، تيتو فيلانوفا، قراراً يقضي بتقليص عدد لاعبي الفريق الأول إلى 22 لاعباً، اعتباراً من الموسم المقبل، على أن يتم الاستعانة بلاعبي الفريق الثاني عند الحاجة لهم.
وأشارت الصحيفة الكاتالونية- التي نشرت رسم جرافيكي تخيلي للاجتماع الذي دام ٣ ساعات في مكتب تيتو مع زوبي رورا وبارتوميو للحديث عن الصفقات – إلى أنّ رغبة المدرب الإسباني بالاستغناء عن عدد من اللاعبين جاءت من منطلق الحفاظ على استراتيجية النادي القائمة على الاعتماد على لاعبي الشباب الذين أنجبتهم مدرسة “لاماسيا” الخاصة بالفريق، بالإضافة إلى تحسين أداء الفريق الذي انخفض تدريجياً في مرحلة إياب “الليغا”.
وأكّدت الصحيفة بأنّ “فيلانوفا” سيعتمد على سياسة الإحلال والتبديل من خلال إبرام أربع صفقات في فترة الانتقالات الصيفية، فضلاً عن الزجّ ببعض العناصر الشابة من الفريق الثاني كخطوةٍ تهدف بالدرجة الأولى لإعادة “برشلونة” لمساره الصحيح والخروج من النفق المظلم بعد فترة التخبط الفني التي عاشها الشهر الماضي عندما تلقى ثلاث هزائم في غضون أسبوعين فقط.
وطبقاً لما أوردته الصحيفة فإن المدير الفني الفريق الكاتالوني يرى في الاستعانة باللاعب الدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا، مهاجم نادي سانتوس البرازيلي، وتصعيد جوهرة “اللاماسيا” جيرارد ديلوفيو، فضلاً عن التعاقد مع مهاجم آخر؛ حلاً سحرياً من أجل تحسين المردود الهجومي للفريق في ظل العروض المتذبذبة لمهاجمي الفريق دافيد فيا وأليكسيس سانشيز.
كما طالب “تيتو” إدارة برشلونة بالتعاقد مع حارس مرمى، لتعويض الخروج المحتمل لحارس مرماه فيكتور فالديز، الذي اتخذ قراراً بالرحيل عن “البارسا” الصيف المقبل أو بعد انتهاء عقده الذي يستمر حتى صيف عام 2014.
وستشمل التغييرات الجذرية التي ستطرأ على برشلونة الموسم المقبل بالدرجة الأولى الخط الخلفي لدى الفريق الكاتالوني الذي أظهر هذا الموسم هشاشة دفاعية غير مسبوقة خاصة في السنوات الأربع الأخيرة، حيث بات الفريق يتلقى هدفاً أو يزيد في المباراة الواحدة، إذ ولجت الكرة شباك الحارسين فيكتور فالديز وخوسيه مانويل بينتو حوالي 50 هدفاً هذا الموسم في شتى المسابقات المحلية والقارية.
ويُعاني “برشلونة” من مشكلات عدة في خط دفاعه تتمثل في الإصابات المتكررة لمدافعه المخضرم كارليس بويول، ومدافعه الفرنسي إيريك أبيدال العائد مؤخراً إلى المستطيل الأخضر بعد غياب قسري لمدة عام عقب خضوعه لعملية زرع كبد في ابريل ٢٠١٢؛ فضلاً عن انخفاض مستوى مدافعه الإسباني جيرارد بيكيه، وزميله خافيير ماسكيرانو.
وسيختار الجهاز الفني لبرشلونة لاعباً من أصل 9 أسماء مطروحة على طاولة الفريق الكاتالوني، وذلك من أجل انتدابه للدفاع عن ألوان الفريق بداية من الصيف المقبل.
ويأتي على رأس تلك الأسماء قلب دفاع فريق بوروسيا دورتموند والمنتخب الألماني ماتس هوملز الذي وقع عليه الاختيار من أندوني زوبيزاريتا، المدير الرياضي بنادي برشلونة، والذي وضعه نصب عينيه لسد ثغرة الدفاع.
ويرتبط “هوملز” بعقد مع ناديه الألماني لغاية صيف 2017 مع مبلغ فسخ عقد يصل إلى 30 مليون يورو، مما يصعب من مهمة إتمام هذه الصفقة، خاصة في حال تم التعاقد مع المهاجم البرازيلي نيمار الذي سيكلف خزينة البارسا 40 مليون يورو، ما يعني استحالة إنفاق “البارسا” مبلغ 70 مليون يورو خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة على لاعبين فقط.
لكن “البلاوغرانا”- من وجهة نظر صحيفة سبورت- سيجد نفسه مضطراً للاستغناء عن أكثر من ١٤ لاعباً، حيث أبدى “برشلونة” استعداده لسماع العروض كافة، المقدمة لمتوسط ميدان الفريق الكاميروني أليكسندر سونغ، والمكسيكي الشاب جوناثان دوس سانتوس، فضلاً عن سانشيز، وفيّا، والمدافع الفرنسي إيريك أبيدال الذي سيتم تعويض رحيله بمنحه منصب إداري.
ويبدو ان إصابة ميسي، التي كشفت عن مردود فني منخفض لبرشلونة داخل الملعب في غيابه، اضطرت الجهاز الفني الى الإسراع في خلق حلول، تحمي الفريق من التعرض لهزة فنية كالتي مر بها في آخر مباراتين في دوري أبطال اوروبا امام الفرنسي باريس سان جيرمان، بسبب خروج ميسي متأثراً بإصابته في مباراة الذهاب، ومشاركته بديلاً وبحذر في مباراة الإياب، والتي كان لميسي فيهما اليد الطولى في تأهل الفريق الى الدور ربع النهائي لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني.