تأهل المنتخب الفرنسي إلى الدور ربع النهائي من مونديال البرازيل بعد تغلبه على المنتخب النيجيري 2-0، ضمن منافسات دور الـ 16 للبطولة.
وأحرز هدفي المباراة والتي أقيمت على ملعب استاد ماني جارينشا الوطني كل من بول بوغبا في الدقيقة 79 والنيجيري جوزيف يوبو خطأ في مرماه في الدقيقة 91.
بدأ المنتخب الفرنسي المباراة بخطة 4-3-3 على أمل التسجيل باكرا والسيطرة على مجريات المباراة، ولعب في الهجوم كريم بنزيما وأوليفير جيرو وماثيو فالبوينا.
وفي المقابل قدم المنتخب الأخضر أداء قويا في خط الدفاع منع الفرنسين من هز الشباك باكرا.
ومع ذلك كاد المنتخب الفرنسي أن يسجل في الشباك النيجيرية أكثر من مرة عن طريق بوغبا وجيرو وماتيودي وكاباي.
وفي هذه الأثناء استحوذ المنتخب النيجيري الذي أظهر تنظيما عاليا في الوسط على الكرة بنسبة 53 %.
وفي النصف الثاني أشرك ديشامب المهاجم جريزمان مكان جيرو لتنشيط الخط الهجومي.
بعدها اقترب المنتخب النيجيري من افتتاح التسجيل بتسديدة قوية لـ أوديموينجي أبعدها الدفاع.
وفي الثلث ساعة الأخيرة عاد المنتخب الفرنسي ليسطر على المباراة بشكل كبير وشن سلسلة من الهجمات تألق حارس النيجيرين فينسنت إينياما في صدها.
وسدد كاباي صاروخية في الدقيقة 77 تكفلت العارضة النيجيرية بها، كما أرسل بنزيما رأسية قوية أبعدها الحارس في الدقيقة 79، وكل هذا وسط تراجع واضح من المنتخب الإفريقي.
وجاء هدف كتيبة ديشامب الأول عن طريق بول بوغبا في الدقيقة 79، من ركنية ارتدت من حارس الأخضر ووصلت لبوغبا الذي لم يتوان عن وضعها في الشباك النيجيرية.
وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع أطلقت فرنسا رصاصة الرحمة في القلب النيجيري بعد عرضية من فالبوينا ارتدت بالخطأ من المدافع الإفريقي يوبو إلى وسط شباكه ملعنة فوز الديوك الفرنسية 2-0 وتأهله إلى ربع النهائي لملاقاة الفائز من المباراة الأخرى لدور الـ 16 بين ألمانيا والجزائر.
ألمانيا تنقذ فرنسا من حرب أهليّة بعد فوزها على الجزائر ..
كيف ذلك ؟
لم يكن من السّهل على “الكولون ” الفرنسي بعقليته الاستعلائية القديمة، رؤية الأعلام الجزائرية ترفرف في شوارع مرسيليا و باريس، ونيس ، و راح السياسيون و اليسار و اليمين و مختلف الكارهون لكيان مختلف يعيش داخل تفاصيل الدولة الفرنسية، يخبطون عشواء في محاولة التخلّص من هذا الفعل الشديد الوقع على فرنسا على كافة الأصعدة .
“الكلون” الفرنسي لا شكّ يخشى من حقيقة وجود هذا الكيان البارز داخل نسيج المجتمع الفرنسي وتمكّنه من فرض منطقه على الأرض، ويعمل جاهدا لنفيها، بل يحاول الظهور في ثوب المتحكّم في الوضع ولو على حساب النظام العام، في خرجات ” تهريجية ” من حين لآخر، بل صار التعامل مع حقيقة جزائريو فرنسا شرٌّ لا بدّ منه فراح ( يخبّص )؛ على سبيل سنّ قانون منع رفع الأعلام الأجنبية بكثافة داخل الأراضي الفرنسية ! أو حرق العلم الجزائري من طرف بعض المشجعين الفرنسيين وسط العاصمة الفرنسية كتعبير أوضح و أفصح عن هذا الواقع في فرنسا !
و دفعت الترسبات التاريخية و الثقافية في وجدان الفرنسيين كما الجزائريين إلى استغلال الحدث العالمي؛ لتفريغ شحناتهم الداخلية، في مظاهر الاحتفال في كلّ مباراة من مباريات المنتخبين، الأمر الذي جعل من الصدام حتمية منطقية لصراع ظلّت تجلياته مخفّية في ثوب الثقافة الفرنسية و التسامح الشكلي في ظلّ الاستغلال الغربي لكفاءات العالم الثالث تحت مظلّة الحضارة الفرنسية.
و أصبح الصراع الأزلي بين فرنسا و الجزائر يتمظهر بشكل واضح و جليّ في صور الاحتفالات الجزائرية التي لا تفوّت الفرصة بترديد شعارات مستفزّة على شاكلة 123 فيفا لالجيري، و الاحتفال بطريقة هيستيرية و عدوانية، ذات عمق سوسيولوجي داخلي لا يمكن فهمه إلى بالرجوع إلى حقيقة أن فرنسا استعمرت الجزائر دهرا من الزمن و أن الجزائريون لم و لن ينسوا هذا الأمر، و لا شكّ سيدور الدهر لينتقم الجزائري من جلاديه !
بالمناسبة هناك أنباء أنّ الجزائريون أحرقوا فرنسا كردّ فعل على حرق العلم الجزائري، لو تأهلت الجزائر على حساب ألمانيا وقابلت فرنسا في عيد استقلال و ذكرى دخول المستدمر أيضا،لرأينا ردّ فعل أكبر من الفرنسيين يتجاوز إحراق علمنا، ولرأينا ردة فعل أعنف من جزائريو فرنسا ..
و منهُ فإن ألمانيا أنقذت فرنسا من أتون حرب واقعة لا محالة !