ينضم الفلسطيني الأميركي عدي عبوشي إلى صفوف لاعبي كرة القدم الأميركية، الرياضة الأشهر والأكثر شعبية في الولايات المتحدة، حيث يشاهدها عشرات الملايين، الأمر الذي أثار جدلاً.
ومن المتعارف عليه أنه من الصعب بمكان أن تكون لاعب كرة قدم أميركي وأن يتم اختيارك من قبل فريق “الجيتس” في نيويورك، فهو حلمٌ للكثير من اللاعبين على مستوى الجامعات.
ولكنه حلم تحقق للاعب الفلسطيني الأميركي الذي ترعرع في بروكلين عدي عبوشي والذي يبلغ الواحدة والعشرين من العمر وتخرج لتوه في جامعة فرجينيا.
وأكد عبوشي لـ”العربية” عندما التقته في مركز تدريب فريق “الجيتس” في نيوجيرزي أن هدفه، بالإضافة إلى تغيير رأي الأميركيين في العرب، هو أن يشجّع العرب الأميركيين على النظر إلى الرياضة ليس فقط كهواية بل كمهنة.
وعبوشي هو من أوائل الفلسطينيين الأميركيين الذين سيلعبون في فريق احترافي لكرة القدم في الولايات المتحدة، وهو يُدرك أهمية ذلك، فكرة القدم الأميركية هي أكثر الرياضات شعبية هنا، يشاهد كل لعبة عشرات الملايين من الأميركيين، ويعتبرون اللاعبين مشاهير. ففكرة أن تعلب في رابطة “الفوتبول” الوطني هنا، كما أن تلعب في فريق برشلونة أو مانشستر يونايتد في أماكن أخرى في العالم.
ومن جانبه، قال عبوشي: “كوني ألعب في فريق كرة قدم أميركي سيغير آراء الكثير من الأميركيين عن الفلسطينيين وسيعطي الناس منفذاً على الثقافة العربية وعلى الجالية هنا”.
عبوشي لا يخفي جذورَه العربية ولا المسلمة، ويقول إنه يصوم غالب شهر رمضان حتى أثناء أيام التدريب الشاقة.
ويشارك عبوشي في مؤتمرات فلسطينية أميركية، مثل مؤتمر أهل البيرة السنوي وعلى صفحته على توتير يعيد تغريد مقالاتٍ تتحدث عن المشقات التي يعانيها الفلسطينيون، حتى إنه زار فلسطين قبل عدة أعوام وتحدّث عن تأثير ذلك عليه.
وقال عبوشي: “قبل زيارتي لفلسطين لم أكن قد غادرت الولايات المتحدة من قبل، ذهبت إلى هناك ورأيت التشديدات على الفلسطينيين والقوانين والقيود التي يُضطرون للعيش تحت وطأتها وهم مظلومون، كل هذا يجعلني أدرك كم أنا محظوظ”.
وأضاف أنه رياضي ولا يريد أن تطغى السياسة على سيرته المهنية، فهو لا يعبر عن آراءٍ مثيرةٍ للجدل حول القضية الفلسطينية، ولكن ذلك لم يمنع بعض المواقع اليمينية الصهيونية من مهاجمته واتهامه بأنه متطرف إسلامي وحتى أنه معاد للسامية.
موقع “فرونت بيج” انتقد استخدام عبوشي لتعبير “النكبة” في وصفه لأحداث عام 48 في الأراضي الفلسطينية، كما هاجمت إعادة تغريدة لصورة امرأة فلسطينية استولى المستوطنون على بيتها.
موقع “ياهو” الرياضي ردّد هذه الاتهامات، كما قام أحد المسؤولين في رابطة البيسبول، جوناثين ميل، بنشر تغريدةٍ تُشبّه بين عبوشي ولاعبٍ آخر متهم بالقتل، وتم سحبُ المقال الرياضي والاعتذار من قبل كاتب التغريدة في ما بعد.
رائد جرار، وهو المتحدث باسم المركز العربي الأميركي لمكافحة التمييز، قال إن على موقع “ياهو” و رابطة البيسبول الاعتذار، مشيراً إلى أن تأثير عبوشي على المجتمع الأميركي من تقديم صورة إيجابية للفلسطينيين هو ما يريد المتطرفون إلغاءه بهدف “محاولة إبقاء الصورة السلبية للعرب والمسلمين داخل الولايات المتحدة”.
أما عبوشي وفريق “الجيتس” فلم يعلّقا على الاتهامات، حيث نشر عبوشي تغريدة يشكر فيها مؤيديه.