واجه منتخب فلسطين لكرة القدم ظروفاً عصيبة وقاسية جداً خلال مشاركته في تصفيات بطولة كأس التحدي الآسيوي التي اختتمت في دولة نيبال، وتمكن خلالها من التأهل للبطولة الخاصة بالمنتخبات الواعدة في القارة الصفراء بعدما تصدر المجموعة الرابعة على حساب أصحاب الأرض.
ومنذ أن حلّت بعثة المنتخب الفلسطيني في العاصمة النيبالية كاتماندو واجه مصاعب جمّة، وظروف إقامة بالغة القسوة، في بلد يعد من الأفقر على مستوى العالم، ويفتقد للحد الأدنى من الإمكانات والمقومات الرياضية.
ولعل أكثر ما عانى منه منتخب فلسطين هو تردّي أحوال الملاعب الخاصة بالتدريب وحتى الملاعب التي احتضنت المباريات، إذ داهمت الكلاب والخنازير أكثر من مرة التدريبات متسببة بحالة من الذعر والهلع بين اللاعبين، وسط لا مبالاة عجيبة من المضيفين.
وخلال إحدى الحصص التدريبية اقتحم قطيع من الخنازير ملعب التدريب وتغذّى على عشب الملعب، دون أن يحرك المشروفون عليه ساكناً، قبل أن يشهد التدريب اللاحق دخول عدد كبير من الكلاب، التي لا يجرؤ أحد في كاتماندو على صدها، لأسباب دينية وعقائدية.
ولم تتوقف متاعب المنتخب الفلسطيني عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل ظروف الإقامة في فندق متواضع جداً، في حين شهد الملعب الذي استضاف المباراة الأخيرة له في التصفيات أمام أصحاب الأرض انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة، بينما قذف مشجعو المنتخب النيبالي لاعبي المنتخب الفلسطيني بالحجارة، وتسبب ذلك بإصابة أحدهم.
أما أغرب ما في الأمر فكان غياب العلم الفلسطيني عن التذاكر الخاصة بمبارياته الثلاث في التصفيات، اذ وضع القائمون على التصفيات بدلاً منه علم الأردن، وهو ما حدث كذلك خلال المباراة الختامية، حيث لم يظهر لعلم فلسطين أي أثر، وكان العلم الأردني المتواجد بدلاً منه رغم أن منتخب “النشامى” لا يشارك في التصفيات.
ورغم كل تلك المصاعب وغياب تسعة لاعبين محترفين عن منتخب فلسطين، تمكّن من الصعود لنهائيات كأس التحدي التي يتأهل المتوّج بها لبطولة كأس الأمم الآسيوية المقبلة المقررة في أستراليا، حيث حقق الفوز في مباراته الأولى على بنغلادش بهدف نظيف، قبل أن يكتسح منتخب جزر الماريانا بتسعة أهداف دون مقابل.
وفي المباراة الأخيرة أمام نيبال، سيطر التعادل السلبي بدون أهداف ليتأهل “الفدائي” إلى النهائيات بعدما حصد سبع نقاط.