في فيديو قصير على موقع “يوتيوب” يظهر فنسنت، الأسمر، بين لاعبي ماكابي تيل أبيب، متحدثاً عن العنصرية، في لحظة ما، يظهر وكأنه الوحيد من بين اللاعبين الذي يعاني منها بشكل يفوق الباقين، يرفع ناظريه نحو الكاميرا ويقول: “نحن كذلك نحسّ”، وسط مؤثرات صوتيه هتافات جماهيرية تقلد أصوات القرود وتشتم العرب.
يتذكر اينياما، كيف كان حريصاً على السفر الى إسرائيل قبل 8 أعوام، بحثاً عن حياة كريمة، لم يجدها في إفريقيا رغم لعبه في فريق انيمبا المرموق، حط رحاله في فريق بني يهودا المتواضع، لأن الراتب الذي يجده في إسرائيل لن يجده في بلاده، ولهذا يعترف علناً بحبه للبلاد التي منحته كل شيء ويقول: “إسرائيل بلد عظيم، إنه مكان جميل، وأنا سعيد بكوني أحد المقيمين فيه”.
لكن السعادة التي عاش فيها فنسنت لم تستمر، واكتشف بعد حين، أن التقدير المادي ليس أهم من التقدير المعنوي ويقول: “العنصرية في إسرائيل مشكلة كبيرة، والبعض يتعامل معها بتساهل، الاعتداءات العنصرية تجاهنا كلاعبي كرة قدم باتت أمرا مؤرقا، الأمر لا يتوقف على الجماهير، بل شخصياً أعاني منها في المطاعم وفي الشوارع.. وللأسف الاتحاد الاسرائيلي لا يقيم وزناً لتلك الأمور”.
ويدين الحارس النيجيري رقم 1 حالياً في بلاده، للكرة الإسرائيلية التي منحته حضوراً مختلفاً على المستوى الدولي. وصوله الى كأس الاتحاد الاوروبي مع بني يهودا، جعل غريمه التقليدي، هابويل، يخطفه، وحينها تألق الحارس العملاق ليصل بالفريق الى دوري أبطال اوروبا في 2010م، ولفت الانظار بالأداء المبهر الذي قدمه أمام ليون الفرنسي وشالكه الألماني، وبعدها يرحل الى ليل الفرنسي، لكنه لم يستقر هناك، ويقفل عائداً نحو اسرائيل وهذه المرة بقميص ماكابي تيل أبيب، وحينها عادت الهتافات العنصرية ضده، لكنه حقق بطولة الدوري الاسرائيلي، ويطلبه رينيه جيرارد، مدرب ليل الجديد للعودة الى الدوري الفرنسي، حيث حقق رقماً قياسياً بالحفاظ على نظافة شباكه لـ1062 دقيقة كأفضل رقم في تاريخ حرّاس الدوري الفرنسي منذ عام 1993م.
وخلال عام واحد، حقق اينياما قفزتين مهمتين بمشواره الدولي مع نيجيريا، الأولى بالحصول على كأس أمم افريقيا 2013م للمرة الثالثة بتاريخ بلاده، فيما كان عاملاً مهما بصعود بلاده الى الدور الثاني بكأس العالم للمرة الأولى منذ 16 عاماً، بفضل تصدياته أمام ايران والبوسنة.
تجربة إسرائيل لا تبارح ذهن فنسنت اينياما، فهو يستغل كل فرصة للحديث عنها، ويقول: “من الجنون أن يشبهك البعض بالقرد لأن لون بشرتك يختلف عنه.. حاولت التغيير كثيراً، لكني فشلت، وقررت أن أتعايش مع واقعي.. وأستمر بطريقي غير آبه بما يقولون”.
فنسنت.. نيجيري يحب إسرائيل ويكره “وجهها الأسود”
ماذا تقول أنت؟
وتب