(CNN)– لم يكد الفريق القيادي الجديد للاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة فوزي القجع، يحتفل بانتخابه في الجمع العام الماضي للاتحاد، على رأس هرم الكرة المغربية حتى فجر الاتحاد الدولي لكرة القدم قنبلة بعدم اعترافه بالانتخابات التي أجراها الاتحاد المحلي في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وكان الجمع العام للاتحاد المغربي قد جرى في ظروف استثنائية، إذ امتدت أشغاله الى زمن قياسي تجاوز 17 ساعة، وتخللته مناوشات وتبادل للشتم والسب في مشهد أثار استياء الشارع الرياضي المغربي، الأمر الذي يفسر ارتياح شرائح واسعة من المغاربة لقرار الفيفا.
وكانت الفيفا قد راسلت الاتحاد المغربي مرتين مطالبة في المرة الأولى، بتأجيل الجمع العام الى ما بعد تنظيم مونديال الأندية المقرر في المغرب من 11 الى 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ثم منبهة في المرة الثانية الى أن النظام الأساسي للاتحاد المغربي غير متلائم مع أنظمة الاتحاد الدولي، إلا أن رئاسة الاتحاد المغربي تجاهلت مراسلتي الفيفا.
وجاء في بيان للجنة الطوارئ بالاتحاد الدولي، أن قرار عدم الاعتراف بالانتخابات جاء بناء على “عدم التزام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بواجبها المتمثل في الامتثال لتوجيهات فيفا، المادة 13، الفقرة أ، من النظام الأساسي للاتحاد الدولي.”
وطلب الاتحاد الدولي اعتماد نظام أساسي يتماشى مع لوائحه المعيارية قبل تنظيم انتخابات جديدة خلال النصف الأول من عام 2014، على أن تتولى في غضون ذلك اللجنة التنفيذية المنتهية ولايتها، برئاسة علي الفاسي الفهري مسؤولية إدارة الجامعة.
وجاء القرار أقل من المخاوف التي أبداها بعض المراقبين في الشارع الرياضي، من احتمال اقدام الفيفا على الغاء احتضان المغرب لكأس العالم للأندية.
وقال الخبير في الشؤون الرياضية، منصف اليازغي، إن الفيفا كانت “رحيمة” بالاتحاد المغربي حين لم تتخذ قرارا يؤثر على سير الأنشطة الرياضية المبرمجة، ذات الطابع الوطني أو الدولي.
وأضاف اليازغي في تصريح بالرباط: “إن قرار الفيفا كان منتظرا بالنسبة للمطلعين عن قرب على الشأن الكروي في البلاد، وجاء ليعاقب تعنت الرئاسة المنتهية للاتحاد واللائحتين المتنافستين على الرئاسة، حيث اصر الجميع على تنظيم الانتخابات ضدا على ارادة الاتحاد الدولي.”
وعلى ضوء قرار الفيفا، باتت خارطة الطريق المستقبلية تنص على استمرار الرئاسة الحالية للاتحاد المغربي في تدبير شؤون الكرة مؤقتا، وعقد جمع عام استثنائي يخصص لملاءمة أنظمة الاتحاد المحلي مع الفيفا، ثم عقد جمع عام عادي لانتخاب الرئاسة الجديدة للاتحاد.
وفي سياق متصل، أوضح منصف اليازغي أن أجواء الجمع العام للاتحاد المغربي قدم نموذجا سيئا يعكس الاختلالات القائمة في تدبير الشأن الكروي بالبلاد، متوقعا أن تكون ردود الفعل الوطنية والدولية على ما حدث عاملا محفزا للأطراف المتدخلة في تدبير الاتحاد على تجاوز “هذا العار” والتركيز على تكريس الحكامة واحترام القانون في هذا القطاع.