أمس وباكرا الأربعاء، وقع في قبضة الشرطة الماليزية 11 متطرفا من مشجعي المنتخب الماليزي، المعروفين هناك باسم Ultras Malaya اصطلاحا، واستمرت مطاردة آخرين، ممن قاموا بشغب نوعه عنيف، وأثناءه ألقوا قنابل دخانية ومقذوفات نارية من المدرجات على ملعب كان المنتخب السعودي يخوض فيه ليل الثلاثاء مباراة كروية حاسمة ضد الماليزي في تصفيات التأهيل لمونديال روسيا 2018 وكأس آسيا في 2019 بالإمارات، فغطته حزم الدخان وساده الغضب إلى درجة أن اللاعبين عجزوا عن الاستمرار بالمباراة التي كانت نتيجتها 2-1 لصالح السعودي، فأوقفها الحكم قبل 3 دقائق من نهايتها.
https://www.youtube.com/watch?v=580aVCL-xx4
الحكم الهونغ كونغي، ليو ووك مان، قرر إيقافها والإيعاز للاعبين بالعودة إلى غرف الملابس، لأن ملعب “شاه عالم” القريب 25 كيلومترا من العاصمة كوالالمبور “تحول إلى ما يشبه ساحة حرب” لكثرة ما تساقطت فيه قنابل دخانية وحارقة ومفرقعات ومقذوفات نارية انهال بها غاضبون في المدرجات عليه واللاعبين فيه، وفق ما نرى بالفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” الآن، وفوقها كسّروا كراس بلاستيكية ورموها على رجال أمن كانوا حول المضمار، وشوهدت بيارق مشتعلة تتطاير من المدرجات وسط هيجان جماهيري غاضب من ثاني هزيمة ينالها منتخبهم في 5 أيام، وعلى أرضه بين مشجعيه.
هجمات خاطفة شنها ملثمون بعصي وهراوات
خبر الاعتقالات ومطاردة المتطرفين، نشرته صحيفة The Star الماليزية في موقعها اليوم الأربعاء، مضيفة فيما طالعته فيها “العربية.نت” أن شافيان مامات، قائد شرطة مدينة “شاه علم” الصغيرة، رفض التعليق على خبر الاعتقالات، لكنه أوضح أن التحقيق “آخذ مجراه لمعرفة كيف تم إدخال القنابل والمقذوفات النارية إلى الملعب” وذكر أن شرطته لم تتبلغ بإصابة أحد من مشجعي “الأخضر” وأن سفيرا أبلغه ذلك، من دون أن يشير الى ما إذا كان السفير هو السعودي لدى ماليزيا، فهد الرشيد، أو آخر.
إلا أن الموقع نفسه ذكر في خبر منفصل أن عددا من مشجعي السعودي تعرضوا “وهم في المدرجات وخارج الملعب، لهجمات خاطفة من ملثمين مسلحين بعصي وهراوات” وأن يمنيا يدرس بماليزيا وعمره 23 سنة، ترضّض كاحل قدمه الأيمن من تعثره وسقوطه أرضا وهو يحاول الهرب من مهاجميه، وقال: “لم أكن أتوقع ذلك. جئنا لمشاهدة المباراة، فحدث هذا (لي) وأنا في صدمة. هذه ليست ماليزيا” طبقا لما نقلت عنه الصحيفة التي رآه محررها وهو يعرج.
الشيء نفسه ذكره مشجع آخر، عمره 26 واسمه محمد أبو عبيدة، بأن متطرفين هاجموه على المدرج، فأسرع هاربا إلى الخارج، وقال للصحيفة: “الحرس أخبرونا أن كل شيء تحت السيطرة خارجه، وعندما خرجنا (أثناء الشغب) هاجمنا حاملون للعصي، فعدنا ثانية الى الملعب خائفين” لكنه اعترف بأنه لم يصب بأذى.
“ضربوني وأخذوا ساعتي وتركوا بمعصمي كدمات”
تمضي The Star في روايتها فتذكر أن مشجعي السعودي “مضوا إلى ردهات الملعب، وانتظروا فيها إلى أن وصلت 8 باصات نقلتهم بمرافقة الشرطة” ثم روّجت في خبرها أن احتجاج “ألتراس مايا” ربما كان بسبب خسارة المنتخب أمام الإماراتي صفر- 10 في مباراة بينهما الخميس الماضي ضمن تصفيات التأهيل نفسه، أكثر مما هو احتجاج من هزيمته أمام المنتخب السعودي أمس الثلاثاء.
وكان هناك على المدرجات من “ألقى قنابل مضيئة على عشب الملعب” على حد ما ذكرت أهم صحف ماليزيا الناطقة بالإنجليزية، وهي New Straits Times التي قرأت فيها “العربية.نت” شهادة من ذكرت أنه مشجع سعودي عمره 23 واسمه أحمد المبارك، وشكا لها أن 20 ماليزيا تكاتفوا عليه وهاجموه خارج الملعب، وقال: “ضربوني وأخذوا ساعتي وتركوا بمعصمي كدمات” في إشارة إلى أنهم انتزعوا الساعة من يده عنوة وانتشالا.