ثماني سنوات فقط تلك التي أمضاها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الملاعب، وخلالها صنع من الانجازات ما جعل مقارنته بمواطنه “الأسطورة” دييغو أرماندو مارادونا أمراً حتمياً، رغم أن الأخير أمضى 22 عاماً داخل المستطيل الأخضر، تحول خلالها إلى أحد عظماء الرياضة في التاريخ.
لكن “برغوث” برشلونة يبدو مصمماً على تجريد “أستاذه” مزيداً من الأرقام، والتي كان آخرها تفوقه عليه في عدد الأهداف الدولية بعدما سجل ثلاثة أهداف في المباراة الودية التي جمعت منتخب “التانغو” مع غواتيمالا.
ورفع ميسي رصيده من الأهداف الدولية إلى 35 هدفاً، تساوى بها مع المهاجم الدولي السابق هيرنان كريسبو، وتخطى مارادونا الذي سجل 34 هدفاً، لكنه يبتعد بفارق 21 هدفاً عن الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني النجم السابق غابرييل عمر باتيستوتا.
ميسي أظهر تواضعاً معتاداً لدى حديثه عن رأيه بتجاوزه لعدد أهداف مارادونا عقب المباراة، وقال إن تخطي رقم مارادونا هو الأمر الأقل أهمية بالنسبة له في المباراة الودية أمام غواتيمالا، والتي تمكّن فيها منتخب الأرجنتين من الفوز بأربعة أهداف نظيفة.
وجدد ميسي التأكيد على أن مارادونا بالنسبة له هو الملهم والأستاذ، رافضاً الخوض في الجدلية الدائمة حول من هو الأفضل بينهما، علماً بأنه قال في وقت سابق أنه لو لعب 100 عام لن يصل لمستوى مارادونا.
لكن وفيما تختلف الآراء وتتعدد حول المقارنات الفنية بين النجمين، فإن لغة الأرقام تؤكد يوماً بعد آخر أن ميسي سيتفوق تماماً في غضون سنوات قليلة، لو استمر على نفس المنوال مع فريقه ومنتخب بلاده، والعقبة الوحيدة التي قد تحول دون ذلك هي اخفاقه –لحد الآن- في التتويج بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده.
وخلال السنوات الثماني التي لعبها، تجاوز ميسي العديد من أرقام مارادونا التي سجلها الأخير على مدى ما يزيد على عقدين من اللعب، إذ سجل “البرغوث” 313 هدفاً مع برشلونة خلال 379 مباراة، مقابل 311 هدفاً لمارادونا في 589 مباراة.
أما مع منتخب الأرجنتين فسجل ميسي 35 هدفاً مقابل 34 هدفاً لمارادونا، وجاءت أهداف ميسي خلال 82 مباراة، مقابل 91 مباراة خاضها مارادونا مع منتخب “التانغو”، ومن المؤكد أن لاعب برشلونة سيتفوق في عدد المباريات الدولية، خلال وقت وجيز إن سارت الامور معه كما ينبغي.
وعلى صعيد البطولات الأوروبية يتفوق ميسي بحصوله على ثلاث بطولات لدوري الأبطال مع برشلونة، مقابل لقب وحيد لمارادونا وهو كأس الاتحاد الأوروبي حينما كان لاعباً في صفوف نابولي الإيطالي.
ولعل الجزئية الأهم التي يتفوق فيها مارادونا على ميسي، هي نجاح الأول في إحراز لقب كأس العالم مع منتخب بلاده عام 1986، وكان حينها لـ”دييغو” الفضل الأكبر في هذا التتويج، وسيكون ميسي أمام حتمية إحراز اللقب العالمي، ووقتها يمكن لأنصاره الجهر بقناعتهم بأنه أفضل من لعب كرة القدم على الإطلاق.