سي ان ان — أثار فوز قطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، الكثير من الجدل، خصوصاً فيما يرتبط بممارسة الألعاب في درجات حرارة الصيف الحارقة، وظروف العمال المهاجرين الذين يقومون بأعمال البنية التحتية لكأس العالم، ومزاعم الرشوة والفساد.
وادعت أحدث التقارير االتي نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، أن مسؤول قطري دفع أكثر من 5 ملايين دولار لتأمين دعم لفوز بلاده باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
ودفع ذلك الإدعاء بعض الشركاء الرئيسيين للفيفا الذين يعتقد أنهم دفعوا حوالي 180 مليون دولار لأغراض الرعاية والإعلان مثل “أديداس” و”سوني،” بالتعبير عن مخاوفهم.
وأوضحت “سوني” في بيان: “نتوقع أن يتم التحقيق في هذه الإدعاءات بشكل مناسب، وأن تتمسك الفيفا بمبادئها في النزاهة والأخلاق والعدل في جميع جوانب عملياتها.”
ويدرس محقق مستقل في الفيفا هذه المزاعم، إذ من المتوقع، أن تظهر خلاصة نتائج التحقيق في تموز/يوليو الحالي. وأكدت قطر أنها تتعاون في التحقيق، لافتة إلى أنها حققت الفوز بطريقة عادلة.
وأثار النقاش حالياً، تساؤلات عدة حول ما إذا كانت قطر ستخسر استضافة كأس العالم 2022.
ويعتقد رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني، أن إعادة الانتخابات يعتبر أمراً ضرورياً، إذا ثبتت اتهامات الفساد.
ونتيجة لذلك، ما زال الأمر غير واضح، فيما إذا كانت البلاد ستواصل استعداداتها على قدم وساق.
وقد بدأ العمل فعلياً في بناء الإستاد الأولى، إذ خصصت الحكومة جزءاً كبيراً من ميزانية العام الحالي، أي 62 مليار دولار للإنفاق على البنية التحتية لكأس العالم.
ويعتقد بعض الخبراء أن في حالة خسارة قطر لإستضافة كأس العالم 2022، فإن ذلك قد يؤثر على مشاريع وخطط البناء.
وفي هذا السياق، قال كبير الإقتصاديين في “سيتي غروب غلوبال ماركتس” في الشرق الأوسط فاروق سوسة إن “التراجع في مشاريع البناء سيكون لديه تأثير كبير على نمو الناتج المحلي الإجمالي”، مضيفاً: “اذا نظرتم على المدى الطويل، قد يتمثل الخطر الأكبر بفقدان العلامة التجارية لقطر.”
وأضاف سوسة أن “قطر لديها طموحات حتى تكون مركزاً إقليمياً للمؤتمرات، والتمويل، والسياحة،” مشيراً إلى أن “كأس العالم يعد جزءاً لا يتجزأ من تلك الخطة.”
وفي المقابل، أكد مسؤولون قطريون أن الخطط ستمضي قدماً.
وأوضح الرئيس التنفيذي في بورصة قطر راشد بن علي المنصوري: “أولا: نحن واثقون من أن كأس العالم سيكون في قطر في العام 2022. ثانياً، لن يتوقف أي شيئ، بل سيستمر بخطوات سريعة.”
ولفت المنصوري إلى أن هناك الكثير من المشاريع التي بدأت قبل إعلان الفوز بكأس العالم ومن بينها مشاريع المستشفيات، والمترو، والاستاد، والمطارات، والموانئ الجديدة، ومدن لوسيل،. مضيفا أن “هذه المشاريع مخصصة للأجيال القادمة، وليست فقط محدودة بحدث واحد.”
ورغم من ذلك، ما يزال عدم اليقين يثير التوتر في الأسواق المالية في قطر بعدما نشرت “صنداي تايمز” تقريرها.
ورغم من التأثير الكبير لإحتمال الصدمات المالية، أشار اقتصاديون إلى أن البلاد ما يزال لديها ثروة هائلة من الغاز للإعتماد على ذلك.
وتعتبر قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، وهذه حقيقة ليست المتوقع أن تتغير في أي وقت قريب في العالم.
وقال سوسة إن “تكلفة إستخراج الغاز في قطر، تعتبر ذات كلفة أقل بكثير من كل المصادر الجديدة الناشئة، لذا تتمز قطر بالكلفة المنخفضة لتوفير الغاز إلى الأسواق.”
وأكد سوسة أن “قطر لديها عقود طويلة المدى تستمر لمدة 20، أو 30 سنة، لذا، فإن حصتها في السوق تعتبر مستقرة نسبيا.”
ويبقى أن نرى إذا كان هذا الأمر، يمكن أن يتغير للأفضل أو للأسوأ، إذا خسرت الدولة الخليجية الحق في استضافة كأس العالم 2022.