أحببته في صمت

بقلم أمل جمال النيلي

لم أذق من حلاوة الحب قطرة .. كنت أخاف أن يجرح قلبي فابتعدت عنه .. نفرت من أي لحظة ممكنة تجذبني إليه.
كنت أرفض حتى أى لمسة حب في أحلامي .. وحينما أقرأ أي رواية رومانسية لا أتخيل نفسي حتى المعشوقة .. أخاف التعمق فأقتنع بحلاوته .
جاء عيد ميلاد أخي .. ومعه كان ميلاد أولي لمسة حب .. لمحته يقف بجانب أخي يحدثه .. جذبني وجعلني أرقب كل حركة يقوم بها .
قادتني قدماي لأخذ كوب عصير لأخي ..أخذه مني وأعطاها له .. نظر إلي ِ وأكمل حديثه .. شعرت بالإهمال وكنت سأنصرف لولا طلب أخي الوقوف معهم .
وقفت ولا أعرف لما بقيت ، وقفت أرقب حركاته وهو من حين لأخر ينظر نحوى , وقد اعجبنى وقاره .
انتهي الحفل وليته لم ينته .. فكرت فيه مراراً .. تمنيت رؤيته .. سبحت بخيالي لأتخيله أمامي .
بحثت بين صور أخي عن واحدة له .. أخذتها في صمت دون علمه .. ماذا سأقول أحببت صديقك من أول نظرة .. وقعت وذقت حلاوة الحب .
كنت أراه في منزلنا .. أصبحت أراغب في مجالسة أصدقاءه وأخواتهم .. نتحدث في شتي الأمور .
وفي أخر موعد أعطي كتاب لأخي .. أعجبته القصة فنصح أخي بقراءتها .. شدني الفضول لأعرف ما يقرأ .. جلست مكانه لأشتم عطره وأقرأها .
كنت أتصفح صفحاته فوجد ورقة .. لم تكن ورقة عادية .. كانت رسالة حب .. رسالة كتب بها :
” يا من أحببتك وتفتح قلبي لنورك .. يا من تخيلت نفسي أراقصها علي أنغام الرقة والحنان .. نرقص رقصات حالمة لقلب أحب بجنون .
رأيت النور يبزغ في سمائي .. عرفت مصدره عيناك ِ .. تخرج منه نجمات تسطو علي قلبي .. تخطفه فأسير معه طائع .
يفوح منك ِ عطرا ً يجمل عالمي .. لن أنسي أبداً لحظة تذكر عطرك .. ينبض قلبي ويرفرف .
حبك لم يعد برعم .. حبك أشجار ترعرعت .. تنمو بلا حارس يسقيها .. تنمو وريقات كتب عليها أرق الكلمات .. لو سقطت وريقات .. ستنمو أخري لحب لا ينفذ أبدا ً.
حبك لم أعرف مثيل له .. حبك كخيل أنطلق في سباق له بداية وليس له نهاية .. يهرول بلا مراقب .. حبك يهرول كخيل وحيد القرن فريد سمعت عنه في الأساطير .. ليس له مثيل في الواقع سواك ِ .
حبك كمياه شلالات اندفعت هربا ً للقاء حبيب ينتظرها .. وجبال حبِ من بعيد تلوح لي حب ِ شامخ كالجبال .. عالية .. ظاهرة لا تخفي وجودها .. وأنا لا أخفي عشقي .. فلم يعد حبِى سراً .
لكني أخاف من صخور تعيق طريقي .. تمنعني من تكملة طريقنا .. لكننا سنتجاوزها لطريق الراحة وصفاء القلوب .. قلوب محبة لطريق الحب الأبدي .
عيونك ترقبني .. وعيوني ترقبك .. أبوح بحب عميق .. وحمام سلام يرفرف .. يهنئ بأفراح وطبول . “
كلماته لمسة قلبي .. ألهذه الدرجة يعشقني .. أخذ أول خطوة معلنا حبه .. لم يخاف حتى من أخي .. كيف خطر في ذهنه بأني سأقرأها .. لا يهم لقد منحني قلبه وأنا أيضا ً.
فجأة سمعت جرس الباب .. وقفت وراء الباب لأري من .. وجدته يحدث أخي .. أخبره أنه نسي رسالة في الكتاب .
ألم يخف بهذه البساطة .. أم كتبها لم يرغب أن أقرأها .. عبر عن حبه لنفسه فقط .. أكمل كلامه وقال كتبتها لخطيبتي ونسيتها في الكتاب .. أحضرها لي حتى أعطيها لها اليوم .
لم أعرف أن لديه خطيبه .. أول مرة أذق حلاوة الحب ويكن من طرف واحد .. كان مجرد سراب لن أترك قلبي يعشق مرة ثانية أبدا ً