أنت و ذاتك‎

عليك بنفسك فهذبها فأنت أكثر الناس معرفة بها، كن صريحا معها و قومها و لا تنكر أمامها أخطاءك و لا تحاول يوما أن ترفع من شأنها أكثر من اللازم فان لم تضعها بنفسك على ذات الأرض التي تستحق أن تقف عليها ،لن تطل قدماها الأرض و لن تقف عليهما للأبد.

أنت و ذاتك توأمان ، يدرك كل منهما ماهية الآخر ، فلا حرج عليك إن اعتذرت يوما لنفسك لإجحافك في حقها، و لا حرج عليها إن كشفت أمامك أوراقها ، لأنك إن لم تقرأها بإمعان فلن يقرأها أحد آخر لك ، لأن أحدا لن يملك القدرة على قراءة رموزها و تعابيرها غيرك،فأنت معلمها و أنت مهذبها و أنت قارئ أوراقها الوحيد و عليك أن تفهمها.

كن قاضيا على نفسك ، و اصنع من عقلك و قلبك و ذاتك محكمة أنت قاضيها و آنت الحاكم في أراضيها.

أقم مملكة لنفسك داخل نفسك و تعلم من حكمة غيرك و انهل من تجاربهم ما يثري فكرك و ينير عقلك ، فلطالما استفاد أمهر العلماء من تجارب أبسط الناس.

أنت ، هل وقفت يوما أمام ذاتك و حاسبتها دونما حاجز يحول بينكما؟
هل كانت نفسك مرآة لفعالك ذات مرة؟ ، هل حكمت عليها بأنها مذنبة و لو لمرة؟
متى اعترفت بخطئك أمام الناس أو أمام نفسك؟
و متى أنصفت ذاتك،فلم تعطها التبريرات أو المسوغات لاقتراف ما اقترفت؟
أنت و ذاتك، هل تساءلت يوما من أنت و من ذاتك؟
و هل عرفت الإجابة؟

ابحث في أعماق نفسك و كن صريحا معها ، و اعلم انه لا حرج من مصارحتها لأنها مرآتك التي لن يرى أحد صورتك فيها كما تراها أنت.

فرح مصطفى هبره
22/8/2002