مقال مرسل من تغريد

بواسطة تغريد:

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الناس واستغلالها في تشكيل القرارات
في عصرنا الحالي، أصبح التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لا يقتصر دور هذه المنصات على تيسير الاتصال بين الأفراد فحسب، بل أصبح لها تأثير كبير في صناعة الرأي العام. ومع الانتشار الواسع للمعلومات عبر الإنترنت، بدأنا نلاحظ أن الناس أصبحوا يتقبلون المعلومات دون تدقيق أو تحليل عميق. هذا التقبل الأعمى للمحتوى المعروض على منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام يؤدي إلى غزو العقول بتوجهات وأفكار غالباً ما تكون مشوَّهة أو مغلوطة.

استغل أصحاب المصالح الخاصة هذه الظاهرة لإنشاء إيديولوجيات هجينة تهدف إلى توجيه الجماهير نحو مصالحهم الخاصة. بدلاً من تقديم الحقائق المُجرَّدة، أصبحنا نشهد محاولات لتشكيل الرأي العام من خلال استخدام أساليب تشويشية تُديرها شركات إعلامية أو جهات سياسية. لا يتم فقط نشر المعلومات المغلوطة، بل يتم أيضاً استخدام التأثير العاطفي والتلاعب النفسي لإقناع الناس بأن هذه الأفكار هي الحقيقة الوحيدة. هذا يشمل إعلانات مدفوعة، أخبار مُزيفة، وأحياناً حملات مُنسقة من قِبل أطراف مُحدّدة.

في هذا السياق، يستغل بعض الأطراف هذه الظاهرة لتحريك الجماهير نحو قرارات معينة تتماشى مع أجنداتهم. سواء كانت أجندات سياسية، اقتصادية أو اجتماعية، فإن تحريك الناس عن بُعد أصبح أكثر سهولة. إدمان الأخبار والتحديثات السريعة جعل الناس في حالة من الاستجابة التلقائية لكل ما يُعرض عليهم، مما يؤدي إلى التأثير على قراراتهم بشكل تدريجي ولكن قوي. يُظهر هذا كيف يمكن لعدد قليل من اللاعبين الرئيسيين أن يتحكموا في مسار الأحداث من خلال التأثير على ما يراه الناس ويقرؤونه.
إنَّ غياب الوعي النقدي في التعامل مع الأخبار والمحتوى على الإنترنت يؤدي إلى تأثير سلبي طويل المدى على المجتمعات. فبدلاً من أن يكون لدى الأفراد القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على مُعطيات حقيقية، أصبحنا نشهد تسارعاً في تبني الآراء المُضللة، مما يزيد من الانقسامات ويُؤثر على الاستقرار الاجتماعي. لهذا السبب، يجب أن يكون هناك دعوة قوية لتعزيز الوعي الإعلامي وتحفيز الناس على التفكير النقدي بدلاً من الانصياع الأعمى لما يُعرض عليهم.

باختصار، تُعَدُّ وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً ذو حدَّين. بينما يمكنها أن تكون وسيلة فعالة للتواصل وتبادل المعرفة، فإنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى أداة قوية في يد من يسعى للتلاعب بعقول الناس. ومن خلال استغلال ضعف الوعي والتقبل الأعمى، يمكن للأطراف التي تتحكم في وسائل الإعلام أن توجه القرارات الكبرى للأفراد والمجتمعات بشكل يخدم مصالحها الخاصة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫9 تعليقات

  1. ما هو المقصود بالايديولوجيات الهجينة ؟؟
    اذا كان المقصود بها عقائد تخالف الشريعة فاكيد مرفوضة .
    لكن ان كانت نظريات و افكار جديدة وابداعية اجتهادية حيث لا نص منزل او اثر من سنة المعصوم ، فاهلا وسهلا ولتوضع للنقاش والبحث والتجريب العملي واستخلاص النجاح ، وان ثبت جدوتها فلتوضع محل التنفيذ بلا نقاش .
    مشكلتنا ليس بالجديد من الافكار والنظريات ، انما المصيبة الكبرى بما ورثناه من قديم او ما زلنا نعتقده وننفذه دون تحديث يتماشى مع متطلبات العصر .
    فاكثر من تسعين بالمئة مما نمارسه في ادارة شؤون الحياة المختلفة سياسة واقتصاد بل حتى ادارة المساجد والاوقاف والحوزات الدينية وتخريج الطلبة والدعاة فيه نواقص ان لم اقل ان بعضه كوارث !! ولا بد من تغيره .
    والا الزمن سيسحق شعوبنا ان تجمدت على ما هي عليه .
    لدينا مفكرين عظماء وشيوخ دين ورجال سياسة واقتصاد ممكن ان يجدوا بديل حضاري لما هو سائد حاليا وقد اكل الدهر عليه وشرب ، واغلبه سبب لتخلفنا .

  2. صباح الخير
    موضوع شيق ولا بد من الاعتراف انها مرحلة جديدة تحمل مفاهيم جديدة وعلينا تقبلها شئنا أم أبينا

    هل ممكن من فضلكم تخبروني كيف يمكنني أن أنشر موضوع

    1. مساء الخير ايمي .. يُسعدني أن الموضوع أعجبك.
      بالنسبة لي، ذهبتُ للصفحة الرئيسية ومن ثم زواية القُراء ، حيث توجد أيقونة أو شكل – سمّها ما شئتي – مكتوب عليها “شارك بكتابة موضوعك على نورت”

      بالتوفيق

  3. مرحبا الاخت تغريد
    أحسنتم
    موضوع حيوي وهام
    وسبق وكنت أنا نزلت مشاركة مشابهه لا أعلم إذا كنتي أطلعتي عليها
    أم لا ( واسميته فن أحتلال أو أغتصاب العقول )
    .
    فأسمحي لي أن أعمل لها كوبي هنا …لإعادة قراءتها
    لإنها همزة وصل مع موضوعك …وربما يلقي الضوء على بعض النقاط الهامة لنصل الى هدف ومضمون موضوعك
    .
    (أسف بسبب سطور الموضوع )
    نحن نعيش تحت الأحتلال
    أحتلال من نوع أخر ..ليس احتلال أرض أو بيت أو أي شيء مادي
    لقد تمت أحتلال عقولنا ..نعيش حالة اللاوعي
    كيف تم أو يتم ذلك !!!!!!!

    (فلنتعرف على فن احتلال وبرمجة العقول )
    هل تتذكرون فليم تيتانك
    إن غرق سفينة التيتانيك قصة واقعية حقيقية
    كان عليها تقريبا 2230 شخصا تم إنقاذ 706 شخص فقط
    هذا يعني ان 1500 شخصا لقوا حتفهم .
    أغلب الناس ماتوا بسبب الغرق كان من بينهم أطفال ونساء …ماتوا من الرعب والخوف وهم يصرخون …..مشاهد مؤلمة
    وتم عرض فليم بهذه المأسأة
    .
    ولكن لماذا كان تركيز مشاهدين الفليم على البطل الذي مات بسبب برودة المياه وليس الغرق
    الكثير تأثر لموته …وكانوا يتمنون أن يظل البطل حي
    .
    و العجيب …أن هناك الكثير من لم يهتم أو يبالي أو يشعر بهولاء ال1500 …… بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال
    لم يكن هناك تعاطف قوي تجاه هؤلاء .. ولانتذكر في الفليم إلا على البطل والبطلة
    .
    نعم كان التركيز عليهم واأمنية المشاهد ان ينجو البطل ويظل حي من أجل حبيبته

    ولكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل
    رغم إنه ( لص ومدمن خمر ولاعب قمار .. بل وقام بالزنا مع خطيبة رجل أخر)

    ولماذا لم تشعر بالتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السن الذين ظهروا وهم يغرقون في الفيلم ..
    الجميع تعاطف مع البطل والبطلة بالرغم من كل عيوبهما
    في حين تناسوا في نفس الوقت التعاطف مع الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم
    .
    هذا أمراً خطير …
    لقد تم السيطرة على عقلك وأحتلاله
    وتم التركيز على أمراً واحد … هو ما أراده صانعي الفليم
    .
    والجواب
    أن ما حدث بشعورك .. كان مقصود وعن عمد
    استطاع المؤلف والمخرج ..أن يجذب عقلك ويسحب تفكيرك ألى هدف يسعى إليه

    ( وهذا ما يحدث في حياتنا اليومية …سواء عن قصد أو عن غفله )
    أن تسليط الضوء بواسطة الأعلام المضلل على أشياه تافهه …لتركيزك عليها …هي لعبة ذكية ومكر شديد.. لإشغالك عن الواقع الأهم
    وهذا ما يحدث الآن ..ودائماً
    شعب بأكمله يتم أبادته بالقتل والتجويع والحصار ونحن نشاهدهم ,امام أعيوننا
    ولكن سرعان ما نتناسى أمرهم
    . فهناك الكثير من الضباب المتعمد لحجب الرؤية يحيط بعقولنا وأذهاننا ..فيقطع الأرسال بالتشويش عليها .. ونفقد الأتصال بهم عن طرق عقولنا
    بل إن عالمنا العربي أصبح معظمه ليس فيه بقعة موحدة
    بعد عبثت فيه قوى النفوذ بواسطة العملاء والأيدي الخائنه
    ونحن نعلم ولا نفعل شيء
    .
    فعقولنا منذ سنوات تم برمجتها بمهارة بالتوجيه اللأرادي الى نقط أستقبال لها جاذبيه مزيفه ..
    نتجه إليها كنوع من الهروب عن الواقع
    مثل متابعة تصفيات كأس العالم والخوف من عدم المشاركة فيها
    أخبار أهل الفن والفنانات ومشاهير الكرة ..و الاحتفالات بمولد النبي والأئمة ال12 واللطميات .. ومسابقات ملكات الجمال و وموهبة أحسن صوت .
    أيضا إشغالك بالبحث عن لقمة العيش من أجل البقاء والخوف من الفقر
    بل لقد أصبحنا أسرى لجهاز صغير لانتركه من أيدينا …يأخذنا ويسحبنا من الواتس الى الفيس الى التوتير الى الماسنجر الى التيك توك الى اليوتيوب الى …الى.. الى … حتى أطفالنا أصبحوا أسرى له أيضا
    .
    هكذا يتلاعب بنا أصحاب النفوذ …ومراكز القوى …والطغاة المستبدين

    ( الخلاصة )
    لقد تمت برمجة عقولنا والعبث به على مايريده أصحاب النفوذ والطغاة لإغتصاب عقولنا وتوجيهها
    وفق رؤيتهم السياسية أو المذهبية أو المنفعة المادية
    مستغلين كل وسائل قذرة لديهم من نفوذ وتحكم في الأعلام
    لإحتلال عقولنا …. دون رد فعل منا ..وكأنه نوع من التنويم المغناطيسي …فأصبحنا مجرد هياكل أشباح زومبي
    هناك من يحرك عقولنا بالريموت كونترول عن بعد
    وقد فقدنا القوة على قطع وكسر القيود لإننا ريموت عقولنا ليست بأيدينا
    ولا عزاء لنا جميعا
    هذا نداء وصرخة أمل
    من فضلكم … أرحلوا بأموالنا ولكن .أعيدوا لنا عقولنا لنشعر أننا بشر

  4. حسنا ياعزيزتي ساوضح الفرق
    شذا كل شيء حدّه، وشذا الرائحة: حدّة ذكاء الرائحة، كما جاء في (مختار الصحاح).
    لا فرق في المعنى، لكن الكتابة الصحيحة للكلمة هي (شذا)؛ بناء على قاعدتها الصرفية: ما كان ثلاثيًا يُنظر في جذر الكلمة، فإذا كان أصلها واوًا (شذو) كُتبت بالألف القائمة.
    شذا تعني طيب الرائحة وشذى تعني الشر كالروافض
    هذا يعني ان شذا ذهبت لاهلها😎

    1. يلعنك يا عبيط يا لولو استدبار ما فاهم لا لغة ولا حاجة ههههههه
      الولية عنكود عندما تشفر لنا يكون اسمها شذا بالالف العمودي ههههه ويقال لها :
      انت شِهاد وزهور والأباريق اللواتي من حبورْ

      لكن عندما تلطش فيك فانها تكتب بالالف المقصورى لانه تكون قد
      جعلت من لولو ابو قرون طرطور هههههه
      وعندها بالرضا السمح وبالصفو لنا تدور
      في رواق شائق الحسن طهور
      وعندها تذكرني بالجواري الحسان السواقي فاكون لها شكور هههههههه
      على كل اسم شذا يذكرني بواحدة من سنوات طويلة الله يستر عليها خطبتني من احدى زوجاتي العراقيات هههههه والله كانت مصرة جدا هههههه لكن للاسف سارت الامور بما لم تشتهي السفن .
      قسمة .

  5. جمعتكم مباركة جميعاً
    وشكراً لمروركم جميعاً

    السيد سراج شكراً لإثراء موضوعي بإضافة سطورك
    مع أنني أرى (مجرد رأي) أن سطورك كانت لتُثري أكثر موضوعي الآخر “الكيل بمكيالين” ، فاستشهادك بفيلم التايتانيك يصب في نفس السياق. فبالإضافة إلى أن وسائل الإعلام تُسيطر على طريقة قراءتنا للأحدث، فإن صُناع الإعلام / الأعمال الفنية ينهجون نهج الكيل بمكالين فيما يُقدموه لنا.
    صُناع فيلم التايتانيك لم يكتفوا بالكيل بمكيالين فقط، بل جعلونا نحن – الجمهور – شركاء لهم في نهجهم إذْ بيكينا بلوعة على موت البطل وبالكاد عطفنا بزفرةَ حزن على الـ 1500 الآخرين!
    دمتم بخير

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *