السلام عليك يا صاحبي

السلام عليك يا صاحبي
.
يا صاحبي
ما ليَ أرى انكساراً في صوتك ..وحزناً في عينيك؟
أتحسب …أنك لست من الصالحين،
لأن لك ذنوب …. عجزت أن تتخلص منــها ؟
وأنك تتوب ثم تعود إليها ….لاتفارقها
.
من قال لكَ أنه ليس للصالحين ذنوب؟
ومن قال لك أنهم ليسوا في حرب مستمرة ؟
تارة مع الشيطان،…. وتارة مع أنفسهم
فيربحون مرة، ويهزمون مرات ،
كل الصالحين .كذلك يا صاحبي،
ولكن الله تعالى لحبه لهم أرخى عليهم ثياب ستره
.
يا صاحبي،
اقرأ قول ربك:…﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
.
أتحسب أن كل الجهاد هو حرباً بسيف ودرع ؟
إن قتالك لتحافظ على نقاء قلبك، هو جهاد!
سيكتب الله تعالى لك أجر صراك مع الشيطان وهوى النفوس
,
وأعلم
أن حزنك بعد المعصية،
ونهوضك بعد الانتكاس،
واستغفارك بعد الخطيئة، …كل هذا جهاد في سبيل الله،
.
كل الناس مذنبون يا صاحبي،
الصالحون والطالحون على حدِّ سواء،
ولكن الصالحين يستترون ولا يجاهرون،
.
يا صاحبي،
كل الملاجىء دون الله كاذبة
وإن الندم بعد الذنب صلاح،
والدمعة بعد المعصية صلاح،
والاستغفار بعد الخطيئة صلاح،
مادمت تشعر بمرارة الذنب فقلبك مازال حي
فأنت من الصالحين….فالسيئون لا يشعرون بكل هذا!
.
ياصاحبي
القلــــــوب الممتلئة بالحب …لا يأتي يوم و تجف عنها المياه…
نتواصل بالقلوب ….و إن أَبعدتنا الدروب
نجود على بعضنا بِالدعاء و….. إِن صعب اللقـــــــاء
.
أخيراً
عندما ذهب أحد الغافلين الى جهنم …لم يجد أصحابه
فتعجب وسأل عنهم
فقالوا له …لقد تابوا جميعاً بعد موتك