العنوسة المقنّعة

مقال مرسل من Amy

بواسطة: Amy

العنوسة المقنّعة هي ظاهرة اجتماعية تتعلق بالأشخاص الذين يقررون الزواج ليس بدافع الرغبة الشخصية أو التوافق العاطفي، بل لإرضاء المجتمع وتلبية التوقعات الاجتماعية. كثير من الأفراد في مجتمعاتنا يجدون أنفسهم في علاقات زواج بسبب الضغوط الاجتماعية أو الأسرية، رغم أنهم ليسوا مستعدين نفسياً أو عاطفيًا للزواج. هذه الظاهرة تكشف عن التوترات الداخلية التي يواجهها البعض في محاولة مصالحة رغباتهم الشخصية مع التوقعات المجتمعية.

يميل الكثيرون إلى الزواج المقنّع لأنهم يشعرون أن المجتمع يضع مقاييس محددة للقبول الاجتماعي، حيث يُعتبر الزواج جزءًا أساسياً من الاستقرار الشخصي و النجاح الاجتماعي. في كثير من الأحيان، يكون الزواج هو الخطوة المقررة التي تفرضها الأسرة أو المجتمع كوسيلة للانتقال إلى مرحلة الجديد في الحياة. بعض الأشخاص يدخلون في هذه العلاقات دون أن يشعروا بالشغف أو الارتباط العاطفي، بل لأنهم يخافون من الوحدة أو الرفض الاجتماعي في حال لم يحققوا هذا المعيار الاجتماعي.

تتمثل العنوسة المقنّعة في أن الشخص يدخل في علاقة زواج لإرضاء الآخرين، ويقضي جزءاً كبيراً من حياته في محاولة إخفاء مشاعره الحقيقية تجاه هذا الزواج. قد يظهر الشخص في الواجهة وكأنه سعيد ومتوافق، لكنه في الواقع يعيش في حالة من القلق أو الاستسلام للظروف التي فرضتها المجتمع أو الأسرة عليه. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى الاحباط العاطفي والندم لاحقاً، حيث لا يجد الشخص نفسه في هذا الزواج بل يشعر أنه مجرّد أداة للتماشي مع القيم السائدة.

المجتمع يلعب دوراً كبيراً في فرض معايير الزواج. وفي بعض الأحيان، قد يواجه الأشخاص ضغوطاً شديدة من أجل أن يتزوجوا في عمر معين أو أن يرتبطوا بأشخاص معينين بسبب التقاليد الاجتماعية. لكن العنوسة المقنّعة تتجاوز الزواج في حد ذاته، حيث إنها تشمل الاختيارات الشخصية التي يتم التنازل عنها لأجل القبول الاجتماعي، مما يؤدي إلى مشاعر من الضياع والندم.

في الختام، يمكن القول إن العنوسة المقنّعة هي مشكلة تعكس الصراع الداخلي بين الرغبات الشخصية والضغوط المجتمعية. يتطلب هذا النوع من الزواج الوعي الذاتي والتواصل الجيد مع الذات قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المهمة في الحياة.
للحديث نقية عن تبعات هذا النوع من الارتباط من خيانة وما إلى ذلك …