المرابطون ، أسود الاسلام ‎( الأخيرة )‎ ..!!

بقلم مأمون

في الموضوع السابق رأينا كيف تنازل أبو بكر اللمتوني عن امارة المرابطين لابن عمه يوسف بن تاشفين ، وعاد هو ليدخل الاسلام في كثير من دول أفريقيا … ورأينا كيف كان الحال في الأندلس من الفرقة والتشتت والاقتتال بين المسلمين ,, واستعانتهم بالنصارى ودفع الجزية لهم … ومحاصرة ألفونسو لاشبيلية والمراسلات التي جرت بينه وبين صاحب اشبيلية ” المعتمد بن عباد ” وأن المعتمد أرسل له رسالة من سطر واحد جعلته يجمع جيشه ويعود أدراجه ..
******
كان الحصار مضروباً حول اشبيلية .. وقد أرسل ألفونسو للمعتمد رسالة مليئة بالسخرية والاستخفاف يقول له فيها «كثُر بطول مقامي في مجلسي الذِّبَّان، واشتدَّ علي الحرَّ فأتحِفْنِي من قصرك بمروحة أُرَوِّح بها عن نفسي، وأطرد بها الذباب عني»
قلب المعتمد الورقة ، وكتب رده ، وكان عبارة عن سطر واحد .. جعلت الفونسو ينهزم .. كانت رسالة المعتمد :
“قرأت كتابك وفهمت خيلاءك وإعجابك وسأنظر لك في مراوح من الجلود اللَّمْطِيَّة[نسبة الى قبيلة لمطة] في أيدي الجيوش المرابطية، تُريح منك لا تروح عليك إن شاء الله”
لقد لوّح له بالاستعانة بالمرابطين ..وألفونسو يعلم علم اليقين من هم المرابطين ،، ويعلم من هو أمير المسلمين ، يوسف بن تاشفين ..فما كان منه إلا أن فك الحصار المضروب حول اشبيلية ..!!
عندما لوّح المعتمد بالاستعانة بالمرابطين .. وافقه قسم من ملوك الطوائف وعارضه قسم آخر .. وقالوا له إن سيفان لا يمكن وضعهما في غمد واحد .. أي أن يوسف بن تاشفين اذا جاء للأندلس فسيستولي عليها لنفسه .. ومع ذلك فقد استقبل يوسف بن تاشفين وفداً من بعض ملوك الطوائف يدعونه للتدخل في الاندلس وانقاذ المسلمين هناك مما هم فيه ..
ولم يتردد يوسف بن تاشفين فأعد عدته .. وجهز جيشه وسفنه .. وعبر عبوره الأول إلى الأندلس ..!!

دخل بن تاشفين إلى الأندلس فوجد الوفود تنتظره لتستقبله استقبال الفاتحين .. فسجد شكراً لله الذي استعمله لخدمة المسلمين ومؤازرتهم ..ثم توجه الى اشبيلة ودخلها دخول الأبطال ..والتقى بابن عبّاد وتقاطر المجاهدون والمتطوعون من شتى أرجاء الأندلس لينخرطوا في جيش يوسف البالغ ثلاثين ألف مقاتل ..

وتوجه الجيش نحو منطقة اسمها ” الزلاقة ” لتحدث هناك معركة من أشهر معارك التاريخ ..!!

كان النصارى قد استعدوا لمقدم يوسف بن تاشفين .. وجمعوا جيشاً تقول بعض الروايات أنه وصل إلى أكثر من ثلاثمئة ألف مقاتل .. يقوده ألفونسو بنفسه وهو يقول ” بهذا الجيش أقاتل الانس والجن وملائكة السماء ” ..

التقى الجيشان .. وتتلاحم السيوف ،، وتتنفلق الهامات .. وتطير الرقاب .. وتطيش العقول .. وتتعالى صيحات الله أكبر مُعلنة النصر للمسلمين .. وينهزم ألفونسو شر هزيمة .. وتنتهي معركة الزلاقة التي لا نُبالغ إن قلنا أنها تعد من المعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين تماماً كمعركة اليرموك ومعركة القادسية ..!!

وكشأنه دائماً .. كان يوسف بن تاشفين عظيماً بعد نصره ..ويضرب لنا مثلاً آخر لا يقل روعة عن انتصاره في الزلاقة .. رفض يوسف بن تاشفين أن يمد يده الى الغنائم الكثيرة التي جمعها المسلمون بعد انتصارهم .. وتركها لأهل الأندلس ..فمقصده لم يكن الغنائم .. بل كان الجهاد في سبيل الله وتوحيد المسلمين .. ثم جمع جيشه .. وعاد يوسف بن تاشفين إلى المغرب ..
ليترك ملوك الطوائف ليعودون سيرتهم الأولى في الاقتتال والتناحر .. ويعودا ليستنجدوا بيوسف للمرة الثانية ويعبر العبور الثاني ..ويتككر ما حدث في العبور الأول من نصر .. وتبين له أن هؤلاء الملوك ليسوا أمناء على الأندلس .. وأنه لا بد من توحيد لأندلس تحت راية واحدة لموجهة الأخطار .. فأخد يستولي على ممالك الطوائف واحدة وراء الأخرى .. وليقاتله المعتمد بن عباد الذي استنجد به ذات مرة .. ثم يُصبح الأندلس تحت راية المرابطين ..

ويتوفى يوسف بن تاشفين رحمه الله وقد أتم من العمر مئة سنة .. بعد حياة قضاها بالجهاد في سبيل الله ..ورافعاً راية لا إله إلا الله ..
رحمه الله وجزاه عن الاسلام والمسلمين كل خير ..

ولكم مني كل الود والورد ..!!

أخوكم .. مأمون .