في ربيع الثورات العربية ظهر التيار الإسلامي علي الساحة العربية بصورة لافتة للنظر في تونس وليبيا ومصر وتعالت الأصوات ما بين مؤيد ومعارض إلا أن الشعوب قالت كلمتها في تأييد هذا التيار من الإسلام السياسي.

ما من موضوع أثار ويثير من الجدل والاهتمام والترقب مثل ما أثاره التيار الاسلامي وحركاته الدينية المسيّسة. فهناك اليوم حركة عنيفة في بعض الاقطار العربية وهادئة في أُخرى . قوام هذه الحركة هو الإسلام . وهناك بالمقابل تحسس وتخوف ، وبالتالي تعامل متعدد الأوجه مع ما اتفق على تسميته بـ تيار الصحوة الإسلامية ، فبعض الجهات تعمد إلى التقليل من شأنه والتعامل معه كظاهرة عادية وطارئة ، في حين تعمد جهات أُخرى إلى الاهتمام الشديد به وفتح باب المواجهة الساخنة مع مختلف مظاهره .

ولكن أين يكمن جوهر المشكلة؟ هل المشكلة في بعض المجتمعات العربية  التي ضاقت حركة التطور فيها فوجدت في الإسلام مخرجاً للحل؟ وهل المشكلة في ذلك الانفلات الجديد لظاهرة الإسلام بعد حصار تاريخي طويل وبعد فشل الأيديولوجيات التي قدمتها الحركات الكبرى  في التاريخ؟ وهل يكون الإسلام الذي فرض عليه الحصار هو السبيل الأخير كما كان السبيل الأول كإطار للتعامل مع ظواهر الحياة البشرية وبالتالي يكون  التيار الاسلامي هو الفتيل الذي سيشعل لهيب حركة جديدة في العلاقات المختلفة وعلى جميع الأصعدة؟

لقد تنامت ظاهرة التيارات الإسلامية المسيّسة وتصاعد أدوارها وتأثيراتها السياسية والاجتماعية في العديد من الاقطار  العربية  إذ أصبحت هذه التيارات تشكل تحديات للنظم الحاكمة في العديد من الاقطار العربية  .. لذلك حظيت باهتمام كبير من قبل العديد من الباحثين العرب والأجانب ، وكذلك من قبل مراكز البحوث العربية والأجنبية المعنية بالدراسات العربية والشرق أوسطية والإسلامية ، وما ترتب عليه ظهور عدد كبير من الكتب والدراسات والتقارير التي تناولت الإسلام والسياسة في الوطن العربي من مداخل عدة ورؤيا مختلفة وذلك تحت قائمة طويلة من المسميات والعناوين مثل:- الإحياء الإسلامي ، الانبعاث الإسلامي ، الصحوة الإسلامية ، الاصولية الإسلامية ، الإسلام السياسي ، الحركات الإسلامية ، التطرف الإسلامي ، الحركات الإسلامية الراديكالية ، الجماعات الإسلامية المسلحة  .. ولا يتسع المجال للتفصيل في تعريفات هذه المفاهيم كما وردت في أدبيات حركات وتيارات الصحوة الإسلامية المسيّسة ، ولكنها تشير في معظمها إلى ظواهر تعكس اشكال وتجليات العلاقة بين الإسلام والسياسة في الوطن العربي ، كما إنها تعتبر محملة بالعديد من الانحيازات القيمية والايديولوجية مما يجعلها موضع خلاف وتنازع شديدين ما يحد من الأهمية النظرية والتحليلية لمعظمها .

       إن الدراسات التي ظهرت خلال السنوات الماضية قد اهتمت بصفة أساسية بالبحث في عوامل ظهور التيار الاسلامي وأسباب تنامي دور بعض حركاته المسيّسة التي كانت موجودة بالفعل . وإذا كان البعض قد نظر إلى هذه الحركات كجزء من ظاهرة الإحياء أو الانبعاث الإسلامي التي اتخذت أشكالاً عدة: سلوكية ، وسياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية ، منذ بدايات الربع الأخير من القرن العشرين ، فإن دراسات عدة أوردت أسباباً كثيرة لتفسير هذه الظاهرة . ومن أبرز هذه الأسباب : الأزمة المجتمعية بأبعادها السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، التي شهدتها اقطار عربية عدة بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة منذ منتصف السبعينات من القرن العشرين والتي تصاعدت حدتها خلال عقدي الثمانينات والتسعينات ما جسَّد إخفاق النظم العربية فيي تحقيق الشعارات التي رفعتها منذ الخمسينات بشأن التنمية المستقبلية والعدالة الاجتماعية والعيش الرغيد واحترام حقوق المواطنة وصيانة الوحدة الوطنية وسيادة الوطن

ومن هنا طرحت حركات هذا التيار شعار (الإسلام هو الحل) باعتبار أن البدائل التي تبنّتها النظم العربية من ليبرالية وقومية واشتراكية قد فشلت ووصلت إلى طريق مسدود . ومن الأسباب الأُخرى التي طرحت في معرض تفسير الظاهرة المعنية ، تزايد مظاهر وأشكال تبعية الاقطار  العربية للخارج ، واتساع موجة الغزو الثقافي الغربي للمنطقة ، وبخاصة مع تقدم وسائل الإتصال والإعلام ما أوجد أو كرس قناعة لدى قطاعات اجتماعية واسعة في الوطن العربي والعالم الإسلامي مفادها أن ذلك يمثل خطراً على الإسلام .

ان التيارات الفكرية في تاريخنا العربي: التحررية التحديثية (الليبرالية)، القومية، الاشتراكية، قد وصلت الى طريق مسدود. كلها وعدت بالتنمية والعدالة الاجتماعية فتعمقت الفجوات بين الطبقات الاجتماعية. وبالتحرير فترسخت التبعية. وبالحرية فعمت السلطوية مهيمنة على المؤسسات كافة، وهمش الشعب، فلم يتمكن من المشاركة في صنع تاريخه ومستقبله على صورته ومثاله .

 
شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

    1. وماهو التقدم في تظرك ياستي sandy الآراب آيدل والرقص والعري ومايوهات في برامج flash …ورقصني على خمسة ونص مع ستك هيفا……مشكور أخي رامي الموضوع أكثر من رائع بوركت…

    2. يا ساندي لماذا لا تلهين نفسك بالخشبة التي تعبدينها وتتركي المسلمين بحالهم وهذه ليست بأول مره تدخلني بمواضيع لا ناقة لك ولا جمل فيها

  1. ماذا تقولين يا ساندي المتقدمة ؟؟!!! الإسلام متخلف يعني ؟؟!!! يعني انت هلا متطورة و متقدمة و بلدك ما شا الله عليها و خايفة من الإسلام ليخلفك؟؟؟!!!

  2. والله المتخلف الي بخجل من دينو ومن عاداتو ومن تقاليدو والي بصدق كذب الغرب بالديمقراطية والحرية

  3. هذا صحيح 100في ال100 المستقبل للاسلام والاسلاميين رغم انف الكفرة والملحديين العلمانيين ..وليس اخواننا المسحيين الذين هم ايضا متشبتون بدينهم فهم مع الاسلام والاسلاميين معززين مكرمين لا يصيبهم الا مايصيبنا نحن معا في كل شيء

  4. يا رامى موضوع جيد ولكن أين هى الحركات الاسلاميه ؟
    كل ما هو موجود على الساحه حاليا إسلام سياسى وليس الاسلام نفسه !
    لم نرى حركه سياسيه إسلاميه تدعو لتطبيق الشريعه الاسلاميه على جميع المسلمين ! إنما هى حركات قص ولزق بما يتناسب وأهوائهم السياسيه وأطماعهم الشخصيه فى كل الدول الاسلاميه المستقره والغير مستقره ؟ دين يخدم الكرسى وليس كرسى يخدم الدين ؟
    فتوى تخرج الصبح ضد فلان لان ميوله السياسيه تختلف عن ميولنا وغير مؤيد لنا ! وفى المساء تخرج فتوى أخرى تنقض فتوة الصباح لان الطرف الاخر غير من قناعاته السياسيه وصارت تلائم طموحاتنا ؟
    حتى المشايخ أصبحوا يحاربون بعضهم البعض بالفتوى ضد بعضهم !

  5. أوافقك يا أخي رامي إن “الإسلام هو الحل”
    لكن ممكن حد يقوللي فين هو الإسلام اللي بتتكلموا عليه؟
    هو كل من قال إحنا إسلاميين وسوف نطبق الشريعة، هما مسلمين حقاً؟؟
    لا أعتقد!!
    إحنا محتاجين ناس مسلمين حقاً .. مش ناس بيستغلوا كلمة إسلام ليوصلوا للسلطة
    وهذا هو حالنا للأسف!!

  6. هلا نها
    ممكن سؤال وسؤالين وعشره ما عندى مشكله بالمره !
    جوابى مثل ما قلت الاخت شهيره كلهم بالهوا سوا ؟
    أنا لا أحب السيد حسن نصرالله لانه شيعى فهو ليس إمام ولا عالم بل رجل دينى عادى جدا وعندى إختلافات عقائديه معه فهو يؤمن بأمور لا أؤمن بها !!!
    ما أحبه فيه شجاعته وحبه لوطنه لبنان فقط ؟

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *