مرسلة من ابن سوريا:

ثلاث سنوات عجاف مرّت على الشعب السوري .. عانى خلالها الويلات في خضم حرب بين نظام أتى إلى السلطة من اكثر من أربعين عاماً … فيها ورث الابن السلطة عن أبيه في نظام يُحكى لنا أنه نظام جمهوري .. وعن طريق مهزلة دستورية ربما لم تجر إلا في زمن هذا النظام وفي بلد يحكمه مثل هذا النظام ..وبين جماعات مسلحة معارضة لذلك النظام يصفها النظام وأتباعه بالارهابية ..كما يصف تلك الحرب بالمؤامرة الكونية التي تستهدف سوريا كبلد وكحضارة ..

والآن وبعد تلك السنوات الثلاث الأليمة .. ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية تم تفصيلها لتناسب رئيس النظام القائم كما هي عادته دائماً يحق لي كمواطن سوري ان اسأل هذا السؤال :

ماهي انجازات ذلك النظام في صد الهجمة العالمية على سوريا ؟ .. وماهي انجازاته في تخليص سوريا من الجماعات ” الارهابية” المسلحة ..؟

يمكن صياغة هذا السؤال بشكل آخر .. وهو هل بامكان أي ” منبحكجي ” او ” تابع للنظام ” أن يقول وبثقة إحدى العبارات الآتية :

– ” لو لم يفعل النظام (كذا) لقُتل مئات الآلاف من السوريين ”
– ” لو لم يفعل النظام (كذا) لتشرد ملايين السوريين ..”
– ” لو لم يفعل النظام (كذا) لدخلت القاعدة والمتطرفين إلى سوريا
– ” لو لم يفعل النظام (كذا) لتدولت القضية السورية ..
– ” لو لم يفعل النظام (كذا) لكان الآن الصوت الطائفي هو الأعلى في سوريا
– ” لو لم يفعل النظام (كذا) لكانت سوريا أغلب مدنها مدمرة ومعاملها منهوبة .. ”
حبذا لو يضع لنا المنحبكجي الموقر أي انجاز فعله النظام مكان كلمة ( كذا ) وسنكون له من الشاكرين ..

الحقيقة المؤلمة أن النظام نفسه قد سعى إلى كل ما سبق وسعى إلى تحقيقه وجعله واقعاً يُعاني منه السوريون الأمرين .

في المقابل يستطيع أي معارض ان يقول وبثقة الآتي :
– لقد قتل النظام مئات آلاف السوريين المدنيين باستخدامه أشد أنواع الاسلحة فتكاً من براميل وكيماوي وقنابل عنقودية ضمن مدن مأهولة بالسكان ..
– لقد شرّد النظام السوري ملايين السوريين نتيجة العنف المفرط في التعامل مع المسلحين
– لقد ساهم النظام بشكل كبير في انتشار القاعدة والمتطرفين في سوريا .. عندما اطلق قادتهم من السجون .. وعندما غض الطرف على المتطرفين الطلقاء مع أنه يعرفهم ويعرف تحركاتهم وكان الامن لا يزال قويا وله سلطة في كل سوريا .. وعندما أهمل الحدود في بداية الأزمة ولم ينشر عليها ولو جندياً واحدا لتقليل دخول المسلحين ما أمكن .. وعندما كان يحرّض الناس على حمل السلاح وغير ذلك كثير ..
– لقد ساهم النظام في تدويل القضية السورية عندما رهن القرار السوري لكل من روسيا وايران .. والأمر واضح ولا يحتاج إلى كثير عناء لاكتشافه .. حتى الروس والايرانيون باتوا لا يخفونه ولا يراعون حتى ان كانوا يسببون الاحراج للنظام .. وقبل أيام قال نائب رئيس الاركان الايراني ” النظام السوري هو خط الدفاع الأول عن (( الثورة الايرانية )) وايران تدعمه دون حدود ..!!
هل يحتاج هذا الكلام إلى شرح ؟ ..كل ما يجري في سوريا من قتل ومآسي لخدمة الثورة الايرانية ..ولا نستغرب .. ألم يقل قبله أحد رجال دينهم ” سوريا هي المحافظة رقم 35 في إيران ” ..
– لقد ساهم النظام بشكل مباشر في اذكاء الطائفية المقيتة .. عندما استجلب مقاتلين طائفيين بامتياز من دول أخرى ليقاتلوا إلى جانبه ..وبذلك كرّس المواجهة الطائفية بشكل نهائي وقطعي ..
– واخيراً ماذا فعل النظام لحماية البنية الاقتصادية للبلاد ؟ لا شيء ..لماذا لم يقم بحمايتها منذ البداية وتركها عرضة للصوص والسارقين الذين كان الفضل الأول في تشكيلهم يعود له بالذات ..

عندما أسمع أحدهم يقول ان النظام يدافع عن البلد .. وأن النظام يدافع عن سوريا ضد مؤامرة كونية ..اتذكر كلاماً قرأته مرة لأحدهم ..” انتصار آخر على شاكلة هذا الانتصار ستُمحى سوريا من على الخريطة ” .

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. ” انتصار آخر على شاكلة هذا الانتصار ستُمحى سوريا من على الخريطة
    ………………………………………………………
    أحسنت أخي أبن سوريا كلامك صحيح
    بشارون المجرم …..جرايمه بحق السوريين إسرائيل نفسها عدوتنا لو حاربتنا ما بتقدر تنكب الشعب السوري وتعمل فيه ربع اللي عمله هالقاتل الفاجر من قتل وتعذيب وتشريد وضياع أجيال من السوريين اللي عايشوا هالجرائم الفظيعة
    النكبة اللي عملها ببلادنا ما فيه نكبة بتعادلها إلا نكبة فلسطين واللي تحمله شعبنا خلال 3 سنيين من عمر هالثورة وقبلها 30 سنة من عمر نظام البعث وإجرامه ما حدا تحمله …أحقر نظام قمعي على وجه الأرض نظام مستعد يحرق الأخضر واليابس حتى يبقى حتى طائفته نفسها لو ماتت كلها ما بيهمه إلا هو وعائلته …لكن المصيبة مو هون كلنا منعرف هالنظام وحقارته لكن أنه يبقى سوريين بعد كل جرائمه يدافعوا عن نظامه المجرم ويلاقوله حجج ومبررات ويحكوك لسه بنظام ممانعة ومقاومة وإرهاب هادا هو اللي ما بيتصدق …إذا كان الإنتصار أنك تشرد نص السوريين وتقتل الألاف منهم وأنك تسلم سلاحك الكيماوي اللي مخوف إسرائيل منك وتدمر أغلب مناطق سوريا وتدخل انجس المخلوقات على وجه اللارض وهنن مجوس إيران وعملائهم اللي معروف كيدهم وخبثهم وأنهم تفوقوا على اليهود فيه وتخليهم يحتلوا بلادك لكن الهزيمة كيف بتكون !!
    حسبنا الله ونعم الوكيل فيه تعبنا من كتر ما حكينا ودعينا وبكينا …سلمنا أمرنا لله وحده هو قادر يكسر شوكته وينصف شعبنا المظلوم الصابر

  2. أحسنت يا أخ ابن سوريا الحرة..
    كلامك سليم و منطقي..
    الله لا يربح هالنظام المجرم اللي صار له زمن بيلعب نفس المسرحية المملة..!!
    الهي بجاه النبي.. تاخذه و تريح الخلق منه!!
    قولوا آمين يا سامعين ..!!

  3. الأخ إبن سوريا
    كل ما قلته صحيح تقتيل إجرام تعتير تشحير و تهجير و قصف أكثر من مرة للأراضي اللبنانية لكن بالمقابل إعتقادي الخاص و فهمي المتواضع للأزمة السورية يقولان لي ان محرك الأزمة الأساسي هم الصهاينة و ليس اي طرف آخر سوريا بلد غنى أمريكا و إسرائيل أرادته فقير مقطع الأوصال و السعودية حليفة أمريكا التقليدية كانت تدعم المعارضة لتدمير سوريا ليس إلا و هذا يفسر ضعف تسليح المعارضة و فقدانها مراراً مواقع كانت كسبتها من النظام
    سوريا بلد غنية لكن سوء توزيع الثروات يعطي إنطباع إنها بلد فقير

  4. كنت اتمنى أيها الأخ الكريم لو اجريت بحث عن التطور الإقتصادي لسوريا قبل الحرب أعتقد هناك يكمن الجواب عن سؤال لماذا اراد الصهاينة الحرب على سوريا!!!!
    هذا لا ينفي مسؤولية بشار في سوء معالجته للأزمة و أعتقد ان الصهاينة كانوا مراهنين على ذلك الشعب المعتر
    و الجزء الشريف من المعارضة إنجر كما يعلم الجميع الى الحرب و هكذا ٠٠٠
    ممكن القول أن بشار طابت له اللعبة في بعض المراحل و تصرف كعادته

  5. هذه إحدى وجهات النظر و اعتقد إنها لا تتعارض مع الأولى
    ==================================================
    المحرقة السورية..قراءة تحليلية للموقف الأميركي ـ الروسي
    واشنطن وموسكو مستفيدتان من الحرب الأهلية السورية، الأولى بتخلصها من عبء المقاتلين الشيشان، والثانية بإلقاء الميليشيات الشيعية ومسلحي القاعدة في المحرقة.
    بقلم: محمد الياسين
    ستمرار الحرب واتساعها يصبُ في مصلحة واشنطن وموسكو الاستراتيجية بهدف التخلص من اعدائهما، في حرب تُدار بالوكالة! حيث تحولت سوريا منذ بداية الأزمة قبل أكثر من عامين إلى ميدان حرب وساحة لتصفية حسابات دولية واقليمية مُتبقية من حرب العراق!

    عندما قررت الإدارة الأميركية سحب قواتها من العراق رغم إدراكها لحجم الكارثة التي خلفتها بتسليم مفاتيح البلاد لإيران، فهي قد حققت هدفين رئيسيين لها، نفضت عن كاهلها عبء الحرب العراقية، وكذلك تخلصت من المطرقة الإيرانية التي سلطتها طهران طوال سنوات عبر أذرعها الميليشياوية على القوات الأميركية! ما يعني ان إيران كانت من أكثر الأطراف التي تضررت إزاء قرار الإنسحاب ذاك!

    رأت الاستراتيجية الأميركية أن إضعاف الدور الإيراني في المنطقة يأتي من خلال فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران من جهة، وجر حلفائها بالمنطقة إلى حرب طويلة الأمد من جهة آخرى، وكان لسوريا نصيب من معادلة الصراع تلك، كونها تشكلُ ثقلاً بالمنطقة، وتعتبر من أبرز قلاع المشروع الإيراني واليد الضاربة فيه، لا سيما ان نظام الأسد يُعتبر الرئة التي يتنفس من خلالها حزب الله في لبنان.

    فكان بالامكان لإدارة أوباما ان تتخذ قراراً بازاحة الأسد منذ الأشهر الاولى لبداية الازمة، لكنها أرجأت ذلك كيما تتفاقم الأزمة وتتحول الثورة السلمية إلى حرب طاحنة ثم تتهيأ الجغرافية السورية لاستقطاب المقاتلين الاجانب من شتى دول العالم، بما فيها الحرس الثوري والأطراف التابعة إلى النظام الإيراني (حزب الله، الميليشيات الشيعية الأخرى) للقتال إلى جانب النظام السوري من جهة، وتنظيم القاعدة والجهاديين السُنة من شتى اصقاع الارض للقتال إلى جانب المعارضة من جهة ثانية، بالتالي تتحول سوريا وفق هذا السيناريو إلى محرقة لكل الأطراف المتقاتلة فيها دون استثناء.

  6. مهاجرون

    من الخراب إلى الخراب

    ومن الذئاب إلى الذئاب

    فدروبنا لن تنتهي مادام يحكمنا السراب

    وعذابنا في صمتنا قد فاق آلام العذاب

    مهاجرون

    من الغياب إلى الغياب

    ومن التراب إلى التراب

    فلما نموت ولم نزل نحيا ويحكمنا الكلاب

  7. بتعرفي يا وروود ان قريتنا زالت من الوجود تقريباً تهدمت القرية بفعل القصف المتنوع ثهم أزالتها الجرافات كما سمعت من أقاربي ما قيمة الحياة عندما يعيش الإنسان بلا جذور
    سيتفرق أفراد القرية هنا و هناك لكن القرية إنتهت حتى المقابر زالت عن الوجود
    الحمد لله الذي دُفن والدي في بيروت

  8. اخت نهى الله يرحم الوالد ان شاءالله
    شلونكي ان شاءالله بخير؟

  9. عراقية
    شكراً إلك انا الحمد لله منيحه هالمرة أنا باديتك بالسلام بموضوع الممثل السوري

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *