مقال مرسل من اسماعيل جمعه الريماوي

بقلم اسماعيل جمعه الريماوي
لم تتوقف “إسرائيل” عن استغلال كل لحظة من الانقسام الفلسطيني والانشغال الدولي لتكثيف مشاريع الضم وفرض وقائع جديدة على الأرض، فمنذ إعلانها نيتَها ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، عملت الحكومة الإسرائيلية على تسريع وتيرة الاستيطان، وتحويل المناطق المصنفة “ج” إلى مستوطنات متكاملة تربط بين التجمعات الإسرائيلية الكبرى، ما يجعل من فكرة الدولة الفلسطينية حلًّا غير واقعي.

ورغم إعلان “تأجيل” خطة الضم على إثر اتفاقيات التطبيع برعاية إدارة ترامب في دورتها السابقة، فإن الحكومات الإسرائيلية أبقَت على مخططات التوسع الاستيطاني طوال السنوات الماضية.
وقد شكَّل هذا العنوان جوهر اتفاق الائتلاف الحكومي بين بنيامين نتنياهو وقوى اليمين الصهيوني في “إسرائيل”، والذي بدأ بتعديل قانون فك الارتباط وإعادة الاستيطان في شمالي الضفة الغربية، ولم ينفك يمرر قوانين شرعنة البؤر الاستيطانية، وإعادة الاعتبار إلى المشاريع الاستيطانية الكبرى وفي مقدمتها مشروع اي 1 الذي يفصل الضفة فصلًا نهائيًّا عن مدينة القدس و يقسم شمال الضفة الغربية عن جنوبها .

في هذا السياق، تعَدّ تصريحات سموتريتش وعودة ترامب طورًا جديدًا يعزّز من طموحات اليمين الإسرائيلي في ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، ما يفرض تحديات استراتيجية على السلطة الفلسطينية، التي تجد نفسها عاجزة عن تقديم استراتيجيات مواجهة فعالة.

ففي حين تصاعدت دعوات الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصفوف لمواجهة هذا المخطط، اختارت السلطة التركيز على تعزيز سيطرتها الأمنية الداخلية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى استعدادها في الانخراط في برامج مواجهة فعلية مع المخططات التي تهدّد جوهر المشروع الوطني الفلسطيني أو حتى الوجود الفلسطيني ذاته الذي أصبح مهددا .

وفي الوقت الذي يستند برنامج السلطة الفلسطينية السياسي، ومن خلفه برنامج حركة “فتح”، إلى خيار “حل الدولتين” بوصفه الشكل الأجدى لحل “الصراع” مع الاحتلال، والتمسك بالتفاوض والمقاومة السلمية خيارًا لتحقيق هذا البرنامج، فإن الواقع منذ عقود يكشف أن لا تفاوض يجري مع الاحتلال، ولا مقاومة سلمية على الأرض تشكّل أي نوع من الضغط لوقف المخططات الإسرائيلية.

ويتزامن هذا الواقع مع توجّه صهيوني يميني مستمر لفرض الوقائع على الأرض، ما يجعل فكرة حل الدولتين في السياق الحالي غير قابلة للتحقق، خصوصًا مع رفض المشهد السياسي الإسرائيلي، الحاكم والمعارض على حد سواء، لهذا الخيارَ أرضية لأي نقاش مستقبلي. حتى أن أكثر الخيارات الإسرائيلية “إيجابية” تجاه السلطة، تكتفي بحصر دورها في الجوانب الأمنية وتقليل التكلفة على الاحتلال.

من المفهوم لدى الجميع أن الاحتلال لن يعيد النظر في خياراته طالما أنها خيارات مجانية غير مكلفة، وطالما أن تطبيقها لا يتطلب سوى المزيد من القرارات التي تمرَّر في الائتلافات الحكومية الإسرائيلية، دون أن تقابَل بأية تكلفة فعلية لجعل الاحتلال يدفع ثمن احتلاله.

ميدانيًّا، لم تحاول السلطة الفلسطينية تفعيل خيارات تصدٍّ فعلية للخطط الاستيطانية، حتى التوافق الفلسطيني على تشكيل لجنة لقيادة المقاومة الشعبية بقي حبيس الأدراج والاجتماعات الشكلية دون أن يتحول إلى برنامج عمل ناجز يمكّن الشعبَ الفلسطينيَّ من التصدي للمخططات الإسرائيلية.
لم تكتف السلطة الفلسطينية بهذا الموقف السلبي تجاه المبادرات الوطنية، بل إن أجهزتها الأمنية لم تشكّل أي درع دفاعي أمام الشعب الفلسطيني الأعزل المعرض لاعتداءات المستوطنين وجرائمهم، وكانت أبرز هذه الجرائم الهجمات الكبرى على قرية حوارة وحرقها، والهجمات على قريتَي ترمسعيا وعوريف، وغيرها من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، دون أي تحرك للدفاع عن الفلسطينيين من قبل قوات الأمن المسلحة التابعة للسلطة بل اتخذت الموقف المعاكس بردع اي تحرك ضد الاحتلال أو مقاومته و بملاحقة المقاومين و شيطنة المقاومة.

بل واتخذت السلطة أيضا خيارات الانكفاء داخل مقراتها في كل محطة تطلبت مواجهة مع الاعتداءات الإسرائيلية والاستباحة الممنهجة لكل أراضي الضفة المحتلة، بما في ذلك مناطق “أ” التي يفترَض أنها تحت سيطرة أمنية كاملة للسلطة.

في نفس الوقت بدأت مخططات الاحتلال لتهجير سكان الضفة الغربية، عبر البدء في تفريغ مخيمات شمال الضفة في جنين وطولكرم وغيرها، بينما لا تقوم السلطة الفلسطينية بأي خطوات ولو إعلامية أو حتى شكلية لوقف هذا النزيف الديمغرافي.

بناءً على هذه المعطيات، فإن هذا السلوك الميداني يظهر تناقضًا صارخًا مع ما تبقَّى من مشروع السلطة السياسي، الذي يتبدد أفقه يومًا بعد يوم أمام أعين قيادتها، دون أية محاولة فعلية للحفاظ على مكتسباتها أو حتى تعزيز شرعيتها أمام الشعب الفلسطيني.

وفي الوقت الذي تكمن فيه الأولوية الوطنية لكل فلسطيني في إيجاد السبل الأجدى لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل سعي حكومة الاحتلال الحالية إلى “حسم الصراع” وابتلاع ما تبقَّى من أراضٍ فلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني ، اختارت السلطة الفلسطينية التركيز على إعادة حشد الدعم الدولي وكسب القبول الإسرائيلي لاستمرار بقائها، وهو ما تحقق عبر إثبات قدرتها على أداء الدور الأمني المطلوب منها وفقًا للمقاييس الإسرائيلية والدولية، والمتمثل بملاحقة المقاومة ومنع اندلاع انتفاضة فلسطينية.

ومنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تعمل السلطة الفلسطينية، ولا ماكينتها الاجتماعية والجماهيرية، على الحشد وتحريك الشارع نصرة لقطاع غزة وأهله الذين يتعرضون لحرب متواصلة وشلال دماء لم يتوقف منذ أشهر، وإنما استثمرت السلطة بكل قدراتها في شيطنة المقاومة المسلحة وحشد كل ما تستطيع من ماكينتها الإعلامية ضدها و ما حدث في مخيم جنين و عملية حماية وطن أبرز مثال على ذلك.

بل وروَّجت السلطة لفكرة أن خيار حمل السلاح في مواجهة الاحتلال يجلب الدمار والخراب للشعب الفلسطيني، ويفتح الباب أمام ردود أفعال إسرائيلية لا يستطيع الشعب الفلسطيني تحمّل تكاليفها، ومن أجل ذلك استخدمت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية قطاعَ غزة، الذي تخلَّت عنه عمليًّا، كفزاعة، وأبرزت الدمارَ فيه كعامل ردع للجمهور الفلسطيني لمنعه من الالتفاف حول خيار المقاومة .
وفي الوقت الذي يخرج فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكل عجرفة وغرور ليعلن نيته تهجير أهالي قطاع غزة ومباركته لخطط الاحتلال في الضفة الغربية ، والذي أدى إلى رد فعل دولي رافض لذلك ، نجد ان السلطة غائبة تماماً عن المشهد.

هذا الغياب لا يمكن فهم أسبابه بمعزل عن وضع السلطة الفلسطينية الحالي ، فهي أشبه ما يكون بوكالة أمنية للاحتلال، كما أنها تغرق حتى رأسها في مستنقع الفساد الإداري والمالي وردع المقاومة وطرد الكفاءات ، بينما اصبحت الواسطة والمحسوبية وحكم الحزب الواحد أو حتى حكم الشخص الواحد هي الأساس في كل شيء .

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫8 تعليقات

  1. ما يحصل في الضفة فظيع بل جريمة حرب كما تقول الاخبار !
    فأكثر من 42 الف فلسطيني في مدن طمون، وطولكرم وجنين أصبحوا مهجرين خارج منازلهم، إثر العملية العسكرية التي اعلن الاحتلال انها ستستمر في مدن شمال الضفة الغربية.

    و ان الاحتلال الاسرائيلي، اصدر قراراً يتيح للجنود الصهاينة بالتعامل مع سكان هذه المناطق بذات التعامل الذي تعامله جيش الاحتلال في قطاع غزة.

    اي ان هذا القرار، يتيح للجندي الاسرائيلي اطلاق النار علي أي فلسطيني في طمون وجنين وطولكرم باعتبارهم مقاتلين وسيكون مخيراً لقتل أي شخص دون حساب، بوصفه أنه في ارض معركة، وهذا ما يعتبره خبراء حقوق الانسان بأنه جريمة حرب، حسب القوانين الدولية.

  2. لها الله ضفة نهر الاردن هي وغزة هاشم .
    ارض كهذه مباركة ، مادام في عقول غبية لهذه الدرجة !!! فالكثير من اهلها لا يستمعون ولا يعقلون ولا يفقهون ما نقول … ولا العربان لها يخلصون !!!

    تعطيهم نصائح وافكار ومشاريع فعالة لانقاذ العرض والاهل والارض ….. وهم زعران وما نافع عندهم الا الدبكة والهز وتزحلوق نجوى سيقان !!

    تلاقيها من عبوسي ابو مازن والا ملك الاردن الذليل ؟؟!!!
    طلبنا منهم وحدة مؤقتة مع الاردن ومصر رفضوا ولم احد فيهم من يفهم !! ( اذا استثنينا تشفير عنكود بالموافقة يا بعد الروح عليها هههههه طالعة على خطيبها السابق ممكن تشغل عقلها ههههه ) اما البقية عقولهم مو شغالة والان راح ياخذ ترامبو غزة ويعطي الضفة لنحنحياهو ،

    نصحناهم بتعديل مشروع ترامب ليصبح اهل غزة مليونيرية ولكل منهم فلة او قصر فيه جاكوزي وحمام مغربي واثنين امازيغيات يعملون تدليك للجعبور صاحب البيت ههههههه ويخرجون سياحة واستجمام وليس مطرودين آو لاجئين وبالامكان اقناع ترامب بذلك ، رفضوا واصلا ما فهموا ؟؟!! و كل الي طلع بايديهم قالوا لترامبو بلسان الملك الاردني انه مستعد ياخذ الفين طفل مريض يعالجهم في الاردن ؟؟!!
    اما عبوسي ابو مازن صار يشارك بقتل المساكين في جنين وغيرها ؟؟؟!!

    ما ادري الطم والا شنو اعمل ؟؟!!

    اما رئيس الوزراء العراقي البقرة المتجهمة السوداني قلت له اعطي كل عائلة غزاوية عشرين الف دولار فورا من خلال توزيع ثمانية مليار دولار فقط يتبرع بها الشعب العراقي وحتى الشعب الانكليزي الشقيق وعجائزه الثوريات كجاراتي الانكليزيات ههههه راح عمل جسر على نهر دجلة واسماه جسر غزة ؟؟!!
    هل نحن بحاجة لمزيد من الجسور في بغداد ، وطفال غزة تموت جوعا يا صومالي ما اعرف سوداني ؟؟!!
    متى تحسون على انفسكم يا عربان وتستمعون للاذكياء والمفكرين منكم ؟؟؟
    اذا بقى الحال هكذا فكما يريد ترامبو ان ياخذ غزة لجعلها ريفيرا الشرق فانه غدا سياخذ البصرة فهي اصلا كانت تسمى فينيسيا الخليج !! وربما حتى الاسكندرية واهوار جنوب العراق لانها مواقع سياحية مربحة !!
    قال جسر غزة قال وغزة راحت لترامبو يا سوداني !!

  3. لا يوجد للعربان مشروع عقلاني يخرجهم جميعا بجهد جماعي الى النور !!
    وحتى لا يدرون ماذا يحاك لهم !!
    وكل مشاريعهم من باب صورني واني ما ادري !!
    ايها الاغبياء مصيركم وامنكم القومي بل وجودكم في خطر !! وراح تصبحون مثل الهنود الحمر او الغجر !!

    لولا اني اكتشفت ان المزمزيغ اصولهم ملعوب فيها واكثرها فيتنامية او تبع المدودح الكوري الشمالي ههههههه كان طلبت الجنسية المزمزيغية ههههههه لكن هيهات هههههههه و يا للعار ان تكون جدتي ولية تروح تدور كوحكاح اخر الليل وتجمد بالبرد هههههههه وقاعدين يحتفلون فيها ، حال المزمزيغ اسوء من العرب ، لا ربما العرب اصابتهم عدوى الغباء من المزمزيغ ذات نفسهم هههههههه لان كثير عرب عملوا كوحكاح مع مزمزيغيات هههههه اخرهم ابن كاظم الساهر هههههه فاحتمال العربان صاروا اغبياء وهيلين مثل المزمزيغ هههههههه في وحدة في نورت مزمزيغية هبلة ههههههه تقول السعدين امازيغ هههههههه ضحكت الناس عليها ههههههه

  4. رئيس الوزراء العراقي البقرة المتجهمة السوداني قلت له اعطي كل عائلة غزاوية عشرين الف دولار فورا من خلال توزيع ثمانية مليار دولار فقط يتبرع بها الشعب العراقي وحتى الشعب الانكليزي الشقيق وعجائزه الثوريات كجاراتي الانكليزيات ههههه راح عمل جسر على نهر دجلة واسماه جسر غزة ؟؟!!
    هل نحن بحاجة لمزيد من الجسور في بغداد ، وطفال غزة تموت جوعا يا صومالي ما اعرف سوداني ؟؟!!
    متى تحسون على انفسكم يا عربان وتستمعون للاذكياء والمفكرين منكم ؟؟؟
    اذا بقى الحال هكذا فكما يريد ترامبو ان ياخذ غزة لجعلها ريفيرا الشرق فانه غدا سياخذ البصرة فهي اصلا كانت تسمى فينيسيا الخليج !! وربما حتى الاسكندرية واهوار جنوب العراق لانها مواقع سياحية مربحة !!
    قال جسر غزة قال ؟؟ وغزة راحت لترامبو يا سوداني !!
    يا اهبل حافظ على امنك القومي العربي المشترك اولا وبعدها ابحث عن دعاية على طريقة صورني واني ما ادري .

  5. اليوم غزة ستصبح تبع ترامبو ويسميها ريفيرا الشرق !!
    وغدا الاسكندرية ياخذها ترامبو ويسميها كونستانسا او مامايا الشرق ! ( اجمل مدن رومانيا على البحر الاسود)
    وبعد غد تضيع البصرة وياخذها ترامبو ويسميها فينيتسيا الخليج !!
    اما الشعوب يتم طردهم وترحيلهم الى الصومال او زمبابوي هههههههه
    والحكام مشغولين بصورني بدون ما ادري ههههههه هل شفتم استقبال العاهل الاردني بعد رجوعه من امريكا؟؟
    كانه فتح القسطنطينية هههههههه والكاميرات تصور وهو عامل نفسه مو داري ههههههه
    يا سلام عليكم يا عربان ههههههه

  6. نحن العرب كلما تضيع منا بلاد او مدينة ويحتلوها الاعداء ، نقوم نسمي شارع او سينما باسمها كذكرى وخلاص ههههههههه
    في العراق يوجد شوارع وسينمات وملاهي اطفال باسم الاندلس والقدس وغرناطة ههههههههه وهكذا وجدت حتى في سوريا والاردن !
    اما الان صار عندنا جسر باسم غزة هههههههه وخلاص ، واكيد هذا راح ينسينا ان المدينة دمرت عن بكرة ابيها وقتل من اهلها وجرح حوالي ١٧٠ الف انسان اطفال ونساء !
    كما ان الجسر المقام على نهر دجلة واسمه غزة راح ينسينا ان ترامبو استولى على غزة وطرد اهلها هههههههه
    يا بني عربو انصحكم من الان ان تسموا الديسكوهات في بلادكم باسم غزة ومستقبلا باسم البصرة والاسكندرية لانه راح تروح وتضيع هذه المدن حالها حال القدس والاندلس وغزة ههههههه وعندما يشوف المواطن العربي ان الديسكو الي يسهر فيه اسمه غزة هههههههه فذلك ينسيه ابو الامة العروبية باكملها هههههههه ولن يطالب بالتحرير والمقاومة والي منو هههههههه

    1. ضحك اشبه بالبكاء بل اقسى من اللطم والعويل …. والعرب نيام و مخدرين !!
      ما عاد يصحيهم شيء !!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *