مقال مرسل من اسماعيل جمعه الريماوي

بقلم اسماعيل جمعه الريماوي

بعد أن خرجت قرارات القمة العربية باهتة وبدون أي قوة تدعمها أو آليات لتنفيذ ولان اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة يدركون أن العرب أكثر ما يستطيعون فعله هو الجعجعة والقرارات الفارغة ، بدئت اسرائيل فعليا بتنفيذ مشروع ترامب الخطط جاهزة وسفن تنتظر، نتنياهو رسم الخطوط العريضة لتهجير الغزيين، و وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وضعها قيد التطبيق العملي، إذ يقول “يمكن لأي مواطن من غزة مغادرة القطاع من ميناء أسدود أو مطار رامون، من الواضح أن ذلك أفضل حل”.
ولأجل ذلك أنشأت إسرائيل مديرية خاصة في وزارة الدفاع لتشجيع هجرة الغزيين طوعاً، وبدأ كاتس دراسة ترحيل المدنيين من غزة، لكن واجهته مشكلة أن مصر قد ترفض السماح بهذا الأمر ولا تقبل سفر الفلسطينيين من أراضيها لأنها أدركت الهدف الإسرائيلي من ذلك ، لذلك قرر كاتس الموافقة على السماح لسكان غزة بدخول الأراضي المحتلة عام 48 بعد إجراء فحص أمني بغرض الهجرة فقط.
ويضيف كاتس، “في هذه المرحلة يدور الحديث عن سكان غزة الذين سيطلبون ذلك، فقط بعدما يمرون بفحص أمني مشدد، يمكنهم استخدام ميناء أسدود أو مطار رامون”.

هذه هي المرة الأولى تفتح فيها إسرائيل الدخول لسفر سكان غزة، حيث جهزت إسرائيل معابر جديدة لقطاع غزة تحت إشرافها مع مراقبة الأميركيين، ووجود دور محدود للسلطة الفلسطينية، لتسهيل التعامل مع سكان غزة أثناء تطبيق خطة تهجيرهم .

في حين تفرض إسرائيل الحصار الخانق وتهدد بالعودة للقتال لأجل شيء واحد فقط هو تشجيع السكان على الهجرة طوعاً، فما تقوم به تل أبيب حالياً هو تعبير صريح عن رفضها مخرجات القمة العربية في شأن غزة ولم تكترث بها أو بقرارتها أو بشيء اسمه عرب .

صحيفة معاريف الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة اكدت إن إسرائيل تعمل على تنفيذ المبادرة الأميركية لتهجير سكان قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن المصادر نفسها قولها إن الإدارة الأميركية شكلت فريقا متخصصا للترويج لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.

وأوضحت أن الفريق الأميركي على اتصال بمديرية “الهجرة من غزة”، التي أنشأتها وزارة الدفاع الإسرائيلية .
في الوقت نفسه، نقلت معاريف عن المصادر التي لم تكشف عن هويتها أن إسرائيل تروج أن هدف من الخطة ليس دفع سكان غزة لمغادرة القطاع، بل مساعدة المهتمين بالهجرة، على حد وصفها.
في غضون ذلك، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، إنه سيعود إلى الحكومة في حال العودة إلى الحرب، وإيقاف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتنفيذ خطة ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وكانت مجلة إيبوك الإسرائيلية ذكرت، أن ترامب جاد في خطته بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه، وهو عازم على تنفيذها .

ونقلت المجلة عن مصادر أميركية أن “ترامب يواجه حاليا اختبارا سيحدد موقف العالم العربي منه”، مؤكدة أنه لا يستطيع التراجع بعد تصريحاته بأن مصر والأردن ستنفذان خطته لحاجتهما للمساعدات الاميركية.

وفي وقت سابق ، أعلن البيت الأبيض أنه يعارض الخطة العربية بشأن قطاع غزة، ويدعم رؤية الرئيس ترامب لإعادة إعمار غزة خالية من حركة حماس .

وجاء إعلان البيت الأبيض بعد يوم من البيان الختامي للقمة العربية ، الذي يرفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى أو ظروف، واعتماد الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة، مشددا على اعتبارها خطة عربية جامعة.

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
ومن ناحية أخرى تسلم في اسرائيل رئيس أركان جديد للجيش ومقرب من نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف حيث أوكل إليه التحضير للعودة الى الحرب في غزة من خلال مناورات برية كبيرة تسعى للسيطرة على الأراضي، وسوف يصاحب هذه الخطوة إطلاق نار كثيف من الجو والبر والبحر، بهدف ممارسة ضغوط شديدة على السكان و دفعهم إلى الهجرة حيث تمارس سياسة الأرض المحروقة و تضعهم أمام ثلاث خيارات اما الموت جوعا من خلال منع دخول المساعدات و المواد الإغاثية أو الموت تحت القصف أو الرحيل .

الجيش الإسرائيلي استلم كميات كبيرة من الذخيرة والصواريخ والقنابل التي تزن الفي رطل .
فمنذ دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض تكثف الدعم الأمريكي لإسرائيل كما أن الوضع الأمني على الحدود مع لبنان وسوريا والضفة الغربية يسمح بتخصيص قوات احتياط كبيرة للمعركة في غزة.
كاتس وزير دفاع الاحتلال أكد في جلسة تقييم للوضع عقدت قبل أيام، وشارك فيها كذلك مسؤولون أمنيون، بينهم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية. وورد في الجلسة أنه من “المتوقع وصول أساطيل احتجاجية من المتظاهرين إلى شواطئ غزة، وقد توجه الجيش لوزير الأمن للحصول على التعليمات بشأن ذلك.

حيث أوعز لقوات الجيش بإتاحة وصول قوارب الاحتجاج إلى سواحل غزة، و إنزال المتظاهرين إلى داخل غزة، والاستيلاء على القوارب، ونقلها إلى ميناء أسدود حتى يمكن استخدامها لإجلاء سكان غزة .

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. قد تكون خطة التهجير التي يحضر لها الاحتلال مفيدة للكضية!!
    وان السخاينة يخربون بيوتهم بايديهم!!
    المهم ان يكون للعرب بديل ، ويستطيعون ان يحولوا التهجير لسلاح فعال في ايديهم ، وان يكونوا جاهزين لكل الاحتمالات ، ويلعبونها صح ! فما الفائدة من وجود ثلاثة ملاين انسان في غزة ، والسخاينة يقتلون لهم اطفالهم ونسائهم ، ويفرضون عليهم التجويع والامراض والحياة الكسيفة ، ويصبحون عبء على المقاومة نفسها ؟؟
    فبالامكان ابقاء مئة الف رجل غزاوي فقط يحولون غزة لمقبرة للاحتلال ، بينما بقية الغزاوين مليونين ونصف يتفسحون على التايمزو ! ويعرفون العالم بقضيتهم !
    فليس كل مرة الهجرة خسارة او هزيمة ، شرط ان تعمل بطريقة ذكية ، فحتى رسول الله صلى الله عليه واله والمسلمين هاجروا من مكة وتركوا كل شيء ثم ما لبثوا ان عادوا منصورين .
    وحتى هجرة الفلسطينين في عام ثمانية واربعين لم تكن غلط او خطيئة ، انما الغلط ان العرب لم يعرفوا ان يستقبلوهم بشكل جيد وكريم او يجعلونهم يعدون العدة للعودة منتصرين . ولو انهم هاجروا الغرب كان افضل من هجرتهم الى الدول العربية التي تعاملت معهم وكانهم ليسوا بشر ! واسكنوهم مخيمات بائسة وتامروا عليهم وتاجروا بقضيتهم .
    ما يفعله السخاينة من السعي لتهجير اهل غزة قد يكون فيه نهاية لدولتهم ودمارها للابد !
    فقط علينا ان نلعبها صح ونحول ذلك لاقوى سلاح بايدينا !!
    والعاقل يفهم .

  2. كل عمليات التهجير انقلبت على صانعيها بالوبال !!

    صدام في بداية حكمه هجر اكثر من مليون معارض له الى ايران بحجة ان اجداد اجدادهم ايرانيون ! وذلك كذب طبعا فالاغلبية هم عرب شيعة ، فتحولوا الى قوة عسكرية تقاتل نظامه وتخترق الحدود وتعمل انتفاضات متكررة تزعزع نظامه !
    هذا غير الملاين الاخرى الذين اجبرهم على الهجرة للتايمزو كحضرتنا ههههههه وكان مفكر اني راح اسيبو بسلام هههههههه فاصبحت كل يومين عامل له مظاهرة وفضيحة بجلجلال امام سفارته في لندن هههههههههه وخربنا انا والاخرين علاقته مع أحبابه الغربيين ههههههه .

    ونفس الشيء حصل مع نظام بشار الاسد ، فهو سمح لملاين السورين بالهجرة لتركيا والمانيا والغرب عموما ، فاصبحوا وبالا عليه ، وبالتالي اسقطوا حكمه بعدما نظموا انفسهم وتسلحوا ، وحصلوا على دعم تركي وغربي ، واصبح العالم يريد ان يسقط كي يعود المهاجرين لبلدهم .

    فاي عملية تهجير في العالم لا تخدم من يقوم بها ان كان محتل او نظام قمعي !

    ولو ان الهنود الحمر في امريكا يومها هاجروا الى دول اخرى ونظموا انفسهم وتسلحوا لما نجح الرجل الابيض بالسيطرة على امريكا ! لكن قبلوا بالابادة على الهجرة .
    الهجرة سنة النبين عند التعرض للظلم والقمع ، و كلها تنتهي لصالح المظلوم المهجر . والخيبة للظالمين .

  3. هناك آية قرآنية تفرض على المسلم ان يهاجر اذا كان مستضعف في وطنه وليس عنده قدرة على التغير من الداخل ، انما يخرج ليجد ما امكن من الوسائل التي تساعده على تحقيق التغير المنشود ، اما بقاءه كرهينة عند الظالم فغير مقبول ، لان الطاغية او المحتل اما يقتله او يجعله جزء منه ويسلب كرامته ودينه ، فالاحسن ان يخرج ويعد العدة للعودة منتصرا …
    الاية هي :
    إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *