بقلم حيدر محمد الوائلي
في العاشر من رمضان في السنة العاشرة لبعثة النبي محمد (ص) وقبل الهجرة بثلاث سنوات في شِعب أبي طالب حيث القهر والمعاناة والحصار…
طارت حمامات الروح لروحٍ تركت لذة الدنيا وزينتها لوغدٍ أحرق الأخضر واليابس ليتلذذ بها فخسر بعدها خسراناً مبينا، فالخير كل الخير للصابرين وليتنعم الأوغاد بملذاتها وحطامها حتى حين…
قصة امرأةً تركت التجارة والأموال وإيلاف قريش وقوافل الشتاء والصيف، لتعبد رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف…
رحلت من دنيا المعاناة والقهر أم المؤمنين خديجة وعمرها (65) سنة بعد شباب التجارة والخير الوفير، فضحت به وبمالها ومكانتها للعزيز القدير…
تزوجها النبي محمد (ص) وعمره خمس وعشرين سنة وعمرها أربعين، أي أنها قضت (25) سنة في معاناة وقهر ومحاربة قريش لها لزواجها من يتيمٍ فقيرٍ نبيٍ أتى برسالة تنصر الله بالعقل والعدل محارباً الجهل والظلم وهي سيدة نساء العرب ومن كبار تجارها وحملة رؤوس أموالها…
في عام من أعوام الضيم والقهر وحصارٍ دام سنوات…
طارت حمامات الروح بيضاء من غير سوءٍ مغادرة أرضاً مُلِئَت قيحاً ودماً وظلاماً ونتانة من فعال الناس وظلم بعضهم بعضاً…
رحلت تلك الروح النقية التي لا مكان لها بأرض الجاهلية لتسكن جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت لها ولأمثالها…
رحلت فحزن النبي محمد (ص) حزناً شديداً لفقدها وقبل أيام لفّه الحزن أيضاً بفقد حاميه وناصره عند الشدائد والضيق عمه عبد مناف (أبي طالب)…
كلاهما رحلا في أسبوعٍ واحدٍ، فيا له من وقعٍ عظيم وأسبوعٍ حزين…
سمى الرسول (ص) العام الذي فيه ذلك الأسبوع الذي فقدهم فيه عام الحزن، لا أسبوع الحزن ولا شهره…!! والله يقول واصفاً رسوله: (وما ينطقُ عن الهوى # إن هو إلَّا وحيٌ يُوحى) (اية3-4/سورة النجم) .
قصة امرأة ثرية وتملك من الأموال ما تغرق به مدن بأكملها، ولكنها تضحي بهِ من أجل دينٍ جديد، وعقيدةٍ جديدة، وإيمانٍ جديد، قد حاربه كل بطون القبائل وكبرائها، وحاربه أهل الجاه والتجارة، ففدت السيدة خديجة تجارتها ومالها وصحتها ومن ثم روحها لأجل عقيدة لم يعتنقها سوى المظلومين والمسحوقين والفقراء، فكانت أسبقهم لها…
لو كان ربع نصف ربع ما لخديجة من ثروة ومكانة اجتماعية عند المتدينين اليوم وعرفوا بفكر جديدٍ وعقيدة جديدة صحيحة تخالف عقيدتهم الموروثة فهل سيتركون الإرث الفكري والعقائدي الذي ورثوه لأجل الإيمان بفكرٍ جديدٍ يخالف الفكر الموروث عن الآباء والأجداد…؟!
وهل سيبذلون كل أموالهم عليه…؟!
وهل سيضحون بصحتهم وجهدهم ويتحملون الجوع والضيق والحر والفقر والمرض والعذاب والحصار والقطيعة ومحاربة بطون وكبراء الفكر القديم الموروث…؟!
وهل سيتواصلون ويدعون بهذه الفكرة والعقيدة الجديدة رغم صحتها وسلامتها ولكن عيبها أنها تخالف العقيدة الموروثة…؟!
أم سيتساقطون الواحد تلو الأخر، فلقد ألفوا آبائهم عليها عاكفون، كما اليوم الذي أصبح فيه الدين والعقيدة والطائفة تورث وراثة عن الآباء والأجداد ويتم أخذ الدين على إنه موروث لا فكر يُدرس ويُنقح وينظر به طويلاً للتأكد منه…!!
قصة امرأة قدسية، جمعت بين قدسيتها وموقفها فكانت من النساء الأربع اللاتي فضلهن الله على نساء العالمين أجمع، حيث يقول واصفاً إياهن النبي الأمين محمد (ص) قائلاً: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع)، فكانت أولهن آسيا زوجة الطاغية فرعون والتي أخفت إيمانها، وثانيهن مريم بنت عمران أم النبي عيسى السيدة الطاهرة النقية، وكانت خديجة زوجة النبي محمد (ص) ثالثتهن، لتلد العظيمة الثالثة أفضلهن وأكملهن وسيدتهن وهي سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة تلك هي فاطمة الزهراء…
زوجة مخلصة بما يحمله الإخلاص من معنى الحب والوفاء، لا حب التصنع والرياء ومنيّة وتثاقل بل حب حقيقي…
وهل الإخلاص إلا حبٌ ووفاء…؟!
زوجة جادت بنفسها وصحتها وراحتها لأجل زوجها والله من وراء زوجها والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ…!! فكيف لو تجاوز الجود بالنفس جوداً بالمال والثروة وتحمل حرب الأقارب والأصحاب والجيران وحصار وقطيعة سنينٍ طوال…!!
في عصرٍ كانت المرأة توأد وتدفن حية، وإذا بُشِر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم… وفي عصر يحتقر المرأة ويحط من شأنها ويهينها رجال ذوي شوارب نتنة راب عليها اللبن ليالٍ حيث كانوا ينامون واللبن والخمر وبقايا الطعام والشراب تغطي تلك الشوارب النتنة التي لا يغسلوها لسكرهم وعربدتهم ونتانتهم، حتى شرفهم الله برسول الإسلام والأيمان، والنظافة من الأيمان…
في تلك الأيام جاءت رسالة لتنصر المرأة، وأول من ينصر ويؤمن بهذه الرسالة امرأة… والله أراد لهذه المرأة أن تشرف التاريخ وتشرف المكان والزمان والظرف وتشرف نساء العالمين وتبدل وأد النساء برفعة السماء، وليصل بفضلها صرخة الحق للخافقين، فكان بها أحد عوامل كمال البعثة والرسالة التي لم تكتمل إلا بثلاث كما قال الرسول الأكرم محمد (ص) فيما مضمونه: (نصرة أبي طالب، وسيف علي، وأموال خديجة)…
في أسبوعٍ واحدٍ فقد رسول الله أكبر دعامتين أعتمد عليهما في رسالته الإسلامية، في السادس من رمضان توفي عمه وناصره وأحد كبار صحابته عبد مناف (أبو طالب)، وفي العاشر منه توفيت مؤنسته ومن تشد أزره وتواسيه أم المؤمنين خديجة.
أبو طالب (رض) حامي الرسول الأكرم من مشركي قريش، الذين عجزوا عن التصدي للرسول القائد (ص) لعلمهم أن أبا طالب شيخ البطحاء يحول دون ذلك، فهو كان رجلا مرهوب الجانب ذا سطوة ونفوذ، وليس في بني هاشم وحدهم بل في قبائل مكة كلها.
كان أبو طالب (رض) سند الدعوة وجدارها الشامخ الذي تستند إليه، ومن اجل ذلك سلكت قريش أسلوب التفاوض والمساومة مع الدعوة والرسالة في شخص الرسول (ص) مرة وفي شخص أبي طالب مرة أخرى.
تحاوره بشأن الدعوة طالبة منه أن يستخدم نفوذه بالضغط عليه لترك رسالته وتهدده باحتدام الصراع بينه وبين قريش كلها إذا لم يخلّ بينهم وبين رسول الله (ص) ويكف عن إسناده له.
غير إن أبا طالب كان يعلن إصراره على التزام جانب الرسول الأكرم (ص) والذود عنه مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات، حتى عاش معه في الشِعب الذي سمي بأسمه (شِعب أبي طالب) تحت الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته قريش، وللأهمية البالغة التي احتلها أبو طالب في سير الحركة التاريخية لدعوة الله تعالى صرح رسول الله (ص) بفضله قائلاً (ص): (مازالت قريش كاعّة عنيّ حتى مات أبو طالب)، فأي حسرة حلّت بالرسول (ص) حين قال ذلك وأي ألم…!!
وبذلك فجع الإسلام بفقد مؤمن قريشٍ أبي طالب، لتزداد الفجيعة فجيعة أخرى كبيرة بفقد أم المؤمنين خديجة…
هذه هي خديجة بنت خويلد، ناصرة الرسول يوم لا ناصر له ولا معين من بطون العرب وشعبها إلا القليل…
امرأة استغنت عن الراحة وحلاوة الدنيا والثروة الكبيرة من أجل دين الله ووفاءاً منها لزوجها رسول الله…
وإن تكن النساء كمثل هذي … لفضلت النساء على الرجالِ
فما التأنيث لأسم الشمس عارٌ … ولا التذكير فخراً للهلالِ
امرأة كان كلما يتذكرها الرسول سالت دموعه حزناً لفقدها وهل يبكي الرسول على أي شخص…؟!
زوجة صالحة ولتسمع زوجات اليوم ويتعلمن منها إحترام الزوج ومودته وتقديره ونصرته ومواساته، يقول فيها (ص): (والله لقد آمنت بِي إذ كذّبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس).
نزل جبرائيل على الرسول في أحد الأيام لا لأجل تبليغه بتشريع سماوي، أو لأجل الدعوة أو لأجل نزول آية قرآنية، بل لأجل تشريع سماوي ودعوة وآية قرآنية ولكن من نوع آخر…
أتى جبرائيل النبي (ص) فقال له: (هذه خديجة أتتك…، فاقرأ عليها السّلام من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيتٍ في الجنة من قصبٍ، لا صخب فيه ولا نَصب)…
الله وجبرائيل يُسلمان على خديجة…!!
واليوم…!!
ها هو اليوم قبرها مهملاً متروكاً من قبل مالكي شعاب مكة ورجال دينها، وأهل مكة أدرى بشعابها…!!
بعد أن كان قبرها قبراً مهيباً تعلوه قبة شماء عالية حتى العام (1924) من القرن العشرين الميلادي، ليهدموه بفتوى صدرت من علماء السلطة التي أستحوذ عليها عائلة آل سعود (وكل من قرأ التاريخ يعرف كيف…؟!) وكانوا ولازالوا يحكمون ويتحكمون ببيت الله العتيق بسياستهم وبفتاوى رجال دينهم متناسين ومتجاهلين ومخالفين الملايين من المسلمين ممن يخالفونهم بالفكر والعقيدة ممن يقدسون ويحترمون ويتبركون لله بتلك القبور، ويتذكرون بها أمجاد التاريخ لتلهمهم بناء حاضرٍ أفضل لمستقبلِ أفضل وأفضل، فهي آثار وذكرى مجيدة لتاريخٍ مجيد…
لم يكفهم ذلك فهدموا قبور أولياء الله وأصحاب الرسول وأهل بيته في مكة والمدينة وغيرها، والغريب أنهم تركوا قبر الرسول (ص) وقبر أبي بكر وعمر عن يمينه ويساره دون هدمه…؟!
ربما خافوا من فعل ذلك لبروز قبر النبي عن غيره، فستحصل ثورة ضدهم لو فعلوا ذلك يومها، أو اليوم…!!
أنظروا كيف غيروا ما بدين الإسلام من سماحة وتعايش ومودة مع من هم ليسوا مسلمين أصلاً إلى حكم التطرف والهدم والتفجير وحكم الرأي الواحد بالغصب والجبر والإكراه، رغم صراحة قول الله تعالى: (لا إكراه في الدين)…!!
هدموا قبر أم المؤمنين خديجة، فصعدت حمامات روحها مرة أخرى إلى السماء فملأت السماء نوراً وكبرياء العظماء…
يا رب… أتوجه إليك بحق أم المؤمنين خديجة وبحق عم رسولك أبو طالب وأقول:
يا سيدتي ويا سيدي…
إنا توجهنا واستشفعنا بكما وقدمناكما بين يدي حاجاتنا…
يا وجيهين عن الله، أشفعا لنا عن الله…
وأسأل الله بحقكما وهو عظيمٍ عنده، أن يلهمنا صبركما العظيم، وإيمانكما النقي، وإخلاصكما الطاهر في كل الأمور مهما صعبت واشتدت…
اللهم صلي وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
ورضي الله عن سيدة نساء العالمين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها
رغم تحفضي على ماكتب في هذا المقال لما فيه من مغالطات ودعوه للاشراك بالله من توسل بالقبور
وبالاموات الذين لايملكون لانفسهم ضراًولا نفعا
الا ماورد عن ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يرد على من يصلي عليه
الا ان لدي ملحوظه صغيره
من استطاع ان يكتب هذا المقال بأكمله الا يستطيع كتابة صلى الله عليه وسلم بدل(ص)
ف الرسول صلى الله عليه وسلم يستحق منا اكثر من هذه (ص)
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدا اوستنّ بسنته الى يوم القيامه
رضي الله عن السيده خديجة المبشره بالجنه ،، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ – عليه السلام – النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا – عَزَّ وَجَلَّ – وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ)) .
يبشرها الله ببيت في الجنه من لؤلؤ و حيدر يطالب بزخرفة قبرها ويظهر حقده لاجل قبه يزعم انها كانت فوق قبرها رضوان الله عليها !!
فبماذا ستفيدها القبه ؟ وما نفع الزخرفه أيها المضلل ؟ أم أن مايهمكم هو مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ألم يعلمك معممي الجهل والضلال هذا الحديث ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه)) وخرجه الترمذي وغيره بإسناد صحيح وزاد ((وأن يكتب عليه)) ولأن ذلك نوع من أنواع الغلو .. تريدون أن تطوفوا حولها كما تفعلون في مزاراتكم وأضرحتكم , تريدون أن تسجدوا عند القبور و قد نهى رسول الله من اتخاذ القبور مساجد ونهى أن يكون قبره عيدا ,, علم الله بكم فلم يولكم على بيوته وإلا لنشرتم البدع والخرافات تنفيذا لأوامر وليكم الفقيه ومخالفةً لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام الذي حرفتم نهجه واتبعتم اليهود فقد قال عليه الصلاة والسلام :” ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك) .
. فأنتم تريدون الطواف حول القبور و سجودكم لها و اللطم و النواح حولها وعبادة و دعاء من فيها و ترك عبادة الله وهذا مالن يحدث ولن يمكنم منه الله عز وجل .
اخواني قاطعو مثل هاته المسلسلات التي تعتبر ‘دس السم بالعسل’
و الله اخواني لن يستقيم امرنا حتى نغير ما بانفسنا
لا افهم شئ – الكثير يعارض المسلسل لكن بنفس الوقت يتفرجه! على من تتحايلون الا تعلمون ان الله يراكم ام ان الدفاع عن صحابة رسول الله مجرد كلام و انتهى
رمضان فرصة لمراجعة النفس
وفقنا الله لما يحبه و يرضاه
http://youtu.be/jIs_fs_SbKk
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR9j2PZjM1TbpOWGB7nFv_KKfjlBhyqVBAqS3jpcF9FPwvJ7z367A
حسبنا الله و نعم الوكيل على MBC – قناه قطر و كل من يؤيد اعمال محاربة للدين بطريقة مباشره او غير مباشره
قاطعو المسلسلللل جزاكم الله خير
لا داعي للتحجّج ان مثل هاته الأعمال تعلمنا امور ديننا و مفيدة للأطفال لأنه من يريد تعلم دينه فمن كتاب الله و هديّي نبيّه
سيظل قبر أبوبكر الصديق و عمر الفاروق رضي الله عنهم ملازمين لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام ما تعاقب الليل و النهار و حتى قيام الساعه فموتوا بغيظكم .
قال تعالى : ( وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ) .
تعودتم و تعودت السنتكم على نطق الشرك وها أنت تنهي حديثك بالشركيات التي تعلمتها على يد معمميك الجهلة ،، هه لن تستغرب عزيزي القارئ فماذا بعد أن يفتي معممي الجهل والضلال بأن أسماء الله الحسنى هي أسماء آل البيت !!!!!!! و بإمكان الجميع البحث في جوجل ليرى حجم الكذب و الخرافات والجهل التي نشره هؤلاء الضالين
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTIQwpgd-0K-kTVbqUhIFre4sl5_FAB8bPcJkfLizdWGRgXAdSV
رمضان كريم صيامكم و قيامكم مقبول ان شاء الله
القران الميمون من خديجة عليها السلام
تزوّج الرسول العظيم صلى الله عليه وآله بالسيدة خديجة الكبرى وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي بنت أربعين سنة، وقيل: ستة وعشرين سنة وقيل: ثمانية وعشرين سنة.
ويقال إنها كانت قد تزوّجت قبل الرسول بزوجين متعاقبين، وقيل: بل كانت عذراء يوم تزوجها الرسول ولكنه غير مشهور.
لم يكن زواج الرسول بالسيدة خديجة يشبه الزواج المتعارف بين الناس بل يعتبر هو الزواج الوحيد من نوعه، إذ لم يكن ذلك القران الميمون نتيجة حُبٍ وغرام بل لم يكن هناك دافع مادِّي أو ما يشبهه من الأغراض التي كثيراً تحدث في زواج العظماء من جوانب السياسة.
بل لم يكن هناك تناسب بين الرسول وبين السيدة خديجة من حيث الحياة الاقتصادية، فالرسول العظيم كان يعيش تحت كفالة عمِّه الفقير أبي طالب.
والسيدة خديجة هي أثرى وأغنى امرأة في مكة، فهناك بون شاسع في مستوى المعيشة بين هذا وتلك. ولكن السيدة خديجة كانت قد علمت أو سمعت أن للرسول مستقبلاً متلألئً واسع النطاق، ولعلَّ غلامها ميسرة هو الذي حدَّثها بما جرى للرسول في أثناء رحلته إلى الشام قاصدا التجارة بأموال خديجة، فهنا اقترحت السيدة خديجة قضية الزواج، وفاتحت الرسول، وطلبت منه أن يطلب يدها من والدها خويلد أو عمَّها (على قولٍ).
لكن الرسول كان يفضِّل أن يتزوَّج بامرأة فقيرة تنسجم حياتها مع حياة الرسول، واعتذر من خديجة، وامتنع من تلبية طلبها لهذا السبب.
لكن السيدة خديجة العاقلة اللبيبة الفاضلة أجابته بأنها تهب نفسها للنبي فهل يصعب عليها أن تبذل أموالها له، وتجعلها تحت تصرُّف الرسول؟
وطلبت من الرسول أن يرسل أعمامه إلى أبيها خويلد ليخطبوها.
فوجئ أعمام الرسول بهذا النبأ الوحيد من نوعه واستولت الدهشة على عمات الرسول حينما سمعن منه الخبر، إنّه لعجيب!!.
سيدة تملك الآلاف من الأموال، ويعيش العشرات والمئات من العملاء والأجراء من بركات أموالها وتجارتها القائمة صيفاً وشتاءً، بين اليمن ومكة وبين مكة والشام.
سيدة خطبها الأمراء والأشراف فرفضتهم، سيدة هكذا تقدِّم نفسها هبةً لشاب فقير يعيش تحت كفالة عمِّه الفقير أبي طالب.
فيا ترى هل صدقت خديجة في تقديم نفسها للرسول؟ وهل لهذا الخبر نصيب من الحقيقة؟ قامت صفية بنت عبد المطلب (عمة النبي) وتوجهت إلى دار خديجة للتحقيق عن الخبر، وإذا بها تجد الترحيب والاستعداد بجميع معنى الكلمة.
السَيّدة خَديجة على أبواب السّعَادة
رجعت صفية إلى أخوتها (أعمام النبي) وأخبرتهم بصدق الخبر، واستولت الفرحة على أعمام النبي، فرحة ممزوجة بالتعجب والدهشة والذهول.
فإن خديجة خطبها الأمراء وأشراف العرب فرفضت ولم توافق، إذ إنها لم ترهم لها أكفاءً، فما الذي دعاها إلى انتخاب هذا الزوج الفقير الذي لا يملك من حطام الدنيا تبراً، ولا من الأرض البسيطة شبراً؟ يا للعجب العجاب!.
قام أعمام النبي وقصدوا دار خديجة، وخطبوها من أبيها خويلد أو عمِّها، فامتنع ثم وافق بعد ذلك. ثم لابدَّ من تقديم مبلغ من المال صداقاً يليق بمقام خديجة، فكيف يمكن تحصيل هذا المال؟ ومن أين؟ ومن الذي يتبرع بالصداق؟
وإذا بالسيدة خديجة تباغتهم مرة أخرى، وتدفع إلى الرسول أربعة آلاف دينار هدية، وتطلب منه أن يجعل ذلك المبلغ صداقاً لها ويقدِّمه إلى أبيها خويلد.
وفي رواية: أن أبا طالب هو الذي دفع الصداق من ماله.
إن كانت السيدة خديجة تؤمن بالقيَم، وتضحَّي بالمادة في سبيل تحصيل الشرف فإن أباها خويلد لم يكن يحمل هذه الفكرة، وكثيراً ما تجد التفاوت الكثير بين ثقافة الأب وابنه أو ابنته.
وهذا الاختلاف في التفكير موجود بين طبقات الناس، وحتى بين الأخ وأخيه، والرجل وزوجته، والأب وولده الخ.
كانت هذه المبادرة نادرة عجيبة جداً، فلم يعهد أحد في العرب أن المرأة تقدِّم الصداق لزوجها، فلا عجب إذا هاج الحسد بأبي جهل وقال: (يا قوم رأينا الرجال يمهرون النساء، وما رأينا النساء يمهرون الرجال!).
فيجيبه أبو طالب مغضباً: (ما لك؟ يا لكع الرجال! مثل مُحمد يُحمل إليه ويُعطى، ومثلك يُهدي ولا يُقبل منه) أو قال: (إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوَّجوا إلاَّ بالمهر الغالي).
وتمَّ الزواج المبارك الميمون على أحسن ما يرام، وانتقل الرسول إلى دار السيدة خديجة، فكانت خديجة تشعر أنها في أسعد أيام حياتها إذ أنها وصلت إلى أغلى أمانيها وأحلى أحلامها.
وأنجبت السيدة خديجة أولاداً ماتوا كلهم في أيام الصغر، وأنجبت بنات أربع: زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة الزهراء، وكانت فاطمة أصغرهنَّ سناً وأجلَّهنَّ شأْناً وأعظمهنَّ قدراً..