الرفله أو الرافله ، وتعنى بالفصحى المرأة التي ترفل بمشيها ، أي لا تحسن المشي السليم ، وبالعامية تعني المرأة التي لا تجيد الأعمال المنزلية ، والكسولة التي لا تصلح لعمل شيء سوى الإنجاب والنوم ، والمثل من تراث منطقة الخليج العربي ، وقيل أن أساسه قصة من الحكايات الشعبية ، وهي أنه كانت زوجة لا تجيد أعداد الخبز لزوجها وأولادها منذ زواجها حتى أصبحت أماً لعدة سنوات ، فأصبح أعداد الخبز من مهام الأب بعد عودته من عمله ، فقالت الزوجة بإحدى الليالي : هذه المرة سيكون الخبز من نصيبي ، فقدمته لهم محروقاً ، فناموا دون عشاء ، فقال زوجها  ” خبز خبزتيه يالرفله أكليه ” .

ومن القصص المعاصرة لهذا المثل ، يحكى أن أخوين يسكنان بيت واحد ، وزوجة أحدهما ربة منزل ، وزوجة الأخر موظفة مخملية تعمل بشركة ، وكل أعباء البيت من الصغيرة حتى الكبيرة على عاتق ربة المنزل ، ومن أن تشرق الشمس حتى تغيب تكون في شغل شاغل بين التنظيف والطبخ وترتيب الأولاد للعائلتين . والموظفة لا تحرك ساكناً كالأميرة .

في يوم ما ، اقترحت الزوجة الموظفة على أخ زوجها أن يتزوج بصديقتها الموظفة التي قارب عمرها ثلاثة عقود دون زواج ، وأن مستواه أرقى وأعلى من أن يبقى على زوجة رائحتها العرق والمرق ، فأقتنع بكلامها ، وأخبرت صديقتها بأن حماها سيحضر بالليلة الفلانية لخطبتها ، فأستحم صاحبنا ، وجهز نفسه دون أن يخبر زوجته ، فأحضرت له الملابس الأنيقة ، وطيبته بالعود ، وبينما هي تنظف وتلمع حذائه نظر إليها وسألها : هل تعرفين الي أين أنا ذاهب ؟ فقالت : مهما تكن وجهتك ، فعليّ أن أظهرك أمام العالم أجمل زوج ، فكلما بدوت أنيقاً ازدادت سعادتي وبلغتُ أمنيتي ، فتركت كلماتها أثراً قوياً بقلبه ، فحسبها وشقلبها بعقله يمنة ويسرى ، فبدل رأيه وأتخذ قراراً لا رجعة فيه ، وإذا بإتصال من أخيه موبخاً تأخره عن موعد الخطوبة ، وأنه ينتظره بالشارع أمام بيت العروس كي يدخلا معاً ، فأعتذر صاحبنا قائلاً : أنا لن أتزوج على من احتوتني وربتني وعلمتني طعم الحياة الحقيقي ، فأنا أبن من أبنائها ولست زوجاً فقط ، فأغلق المكالمة ..  حينها ، ومنعاً من الإحراج ، دخل أخيه بيت العروس مدعياً أنه هو العريس ، فتم عقد القران بنفس الليلة بعد أن أعجبته الفتاة  ، وباليوم التالي اتصلت الزوجة الموظفة بصديقتها ، وسألتها هل تمت الخطوبة ، فأجابتها : خبز خبزتيه يالرفله أكليه !

الحياة دروس وعبر ، ومن يطبخ السم سيتذوقه أولاً ، وأعرف أن الدنيا تدور كدوران لعبة الكرة ، ويوماً طبخته لغيرك سيكون عليك في المستقبل ، لذا كن حذراً وأحسب خطواتك وخططك ألف مرة قبل التنفيذ ، ولا تنسى أنك ستأكل خبزك الذي خبزته لغيرك ، وربما ستلتقطه من القمامة كسرة متسخة ، وهذا المثل ينطبق على الأفراد والشعـوب ، والعبرة للمتقين . 
 
فوزي صادق / كاتب وروائي سعودي @fawzisadeq البريد الإلكتروني alholool@msn.com

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. ممتازه الفكره وهي تحمل نفس فكره ” من حفر حفره لاخيه وقع فيها” لكن المثل العربي اعمق والمثل الخليجي فيه رضى مسبق
    لي تحفظ بسيط لاني ارى انه غير دقيق وهو من باب العتب اكثر

  2. اديك الف ريال ..ريال ينطح اجدعها ريال بس والنبي اقرالي العنوان مش عارفة اقراه و لا عرفه معناته … 🙁
    غير العنوان الموضوع شيق و المرا الشرانية أخدت جزاها…
    تشكرات…

    1. هههه صح من يوم مانكتب الموضوع وانا اقراه بالعين فقط لكن كسري راسك شوية اكيد كتبه كما ينطق بالهجتهم.
      وماكانت اعرف انه موضوع جميل

  3. شكراا على الموضوع
    على فكرة ليس معنى ان تكون المرأة عاملة انها من الطبقة المخملية ولا تجيد شؤون البيت بلعكس احيانا نجد نساء ماشاء الله
    الفرق بينهم وبين الرجل ان الرجل يرجع من العمل تعب يروح يرتاح ويجد كل شيء مجهز له عكس المرأة التي تعمل في البيت وخارجه

  4. موضوع الجميل ….هالموضوع بينطبق على بعض حكومات الخليج اللي دايرة تعمل ل فتن هون وهون وتدعم الإطاحة بأنظمة متل الإمارات وأكيد بيوم من الأيام رح تاكل ممما جنته يداها وتوقع بالحفرة اللي حفرتها لغيرها …شكراً للكاتب

  5. نور أزيك عاملة اية بس حبيت اقولك اني هغيب فترة عن الجريدة عشان بس بقيت بستحقرهم اووووى بعد موضوع امبارح وللمعلومات طلعت بنت مش ولد ونورت بعد مشعللتها حذفت التعليقات وعلفكرة هي بتدخل هنا بكذا اسم اسم تعمل فيها مؤدبة واسم تقل أدبها وتبين سافلتها سلام وأبقى سلميلي على دلشاد والكل

    1. صباح الخير عزيزتي مصرية …طولي بالك بلا ما تغيبي استحقريهم وانتي هون ههههه
      وعلى كل حال اللي دخل أو دخلت امبارح تسب وتبين قلة أدبها وتربايتها أساءت لنفسها وليس لنا وبينت مستواها الواطي لذلك انا ما بعتب على الناس اللي متلها بس عتبي على نورت وناشرها اللي سمح بمرور هالكلام حتى يعمل مشاحنات ويشعلللها

  6. صحيح ياحياتي، العاملة عندنا الى زمن قريب تموت تعبا ولا تعطي دينارا لخادمة ، لأن أغلبهن كن يعملن لتحسين الوضع المادي للأسرة
    أما اليوم على حسب ما أسمع، فهناك تحول طفيف، فالعاملة بدأت تتخلى عن بعض الأشغال صعبة الانجاز مثل الحلويات والمعجنات، وتفضل شراءها من مكان موثوق.
    حتى التنظيف يمكن أن تستعين فيه بمنظفة.
    فهمت العاملة أن مدخولها يجب أن يريحها هي بالدرجة الاولى
    ومع هذا تبقى المرأة عندنا كل اصبع بصنعة، ولا ندخل ضمن الرفلات أبدا هههه

  7. تبقى كاتبي المفضل لذا أقرأ لكَ عندما أكون على رواق و تأنّي

    بالغرب حتى لو المرأة كسولة, لا يعايروها
    لكن لأننا تعودنا بالمجتمعات العربية أن الأم تقوم بكل شيء .. نُـــتوقع من المرأة الكثير
    ههههههه نور .. كيما قال سامي الجزائري الله يرحمو
    يا بنات الجزائر .. خليتو عقلي حاير

  8. حكاية كُتبت بمنطق نسائي حريمي ربما كي تعجب بها النساء٠٠
    تعجبني بعض ردات فعلك يا أسمى

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *