حيدر محمد الوائلي
ملاحظة: الأنبار منطقة فيها الخير والشر مثلما في ميسان الخير والشر لكي لا يحصل لبس في الموضوع ولكن الجريمة حدثت في الأنبار بمباركة ودعم ديني طائفي وعشائري من (بعض) الساكنين هناك.
يحكى إن إمرأة عجوز كانت تسكن ببيتٍ معزولٍ بأطراف المدينة حيث لا يجاورها جار فأقرب البيوت لها تبعد عنها مسيرة ساعة فقد كانت تعيش لوحدها بعد وفاة فارس أحلامها العجوز الذي عرفت الشباب معه، فشبت وشابت معه.
ذات مرة ولدى خروجها وجدت سمعاً (صغير الذئب) ينوء بنفسه قرب صخرة حيث تركته أمه وعمره ساعات، فأخذته معها لترعاه حيث أدخلته حضيرتها الصغيرة التي توجد فيها نعجتها الوحيدة فأخذت تحلب له منها حليباً يرم عظمه وهكذا واضبت حتى اذا كبر السمع قليلاً فأخذ بنفسه يرضع من ضرع النعجة وإستمر على ذلك حتى صار ذئباً بالغاً دبت فيه قوة الذئاب ولكنه لم يكن يعرف سوى المرأة العجوز التي اعتنت به والنعجة التي كانت تغذيه حليبها.
يبدو أن ليس جسمه وحده من دبت في القوة والحيوية بل غدره وطباعه السيئة فلمّا بانت له حدة أسنانه كانت اول فريسة يلتهما ويجرب أسنانه بها أمه النعجة حيث بقر بطنها وأخذ يلتهمها.
وفجأءة…!
دخلت المرأة العجوز لترى نعجتها (شاتها) مبقورة البطن ودمائها تلطّخ الأرض كما تلطّخ فم الذئب، فهرولت للمنزل تحضر بندقية صيد فارس احلامها المعلقة على الجدار، حشتها برصاص السنين وأوجاعها لتفرغ همها وغدر الأيام بذلك الذئب الذي زحف ليلفظ أنفاسه في زاوية الحضيرة.
جلست العجوز وهي تتأمل دماء النعجة التي خطت جدولاً صغيراً لاقت جدولاً اخر من دم الذئب فأنشأت تقول مخاطبة الذئب:
قتلت شويهتي وفجعت قلبي … وكنت لشاتنا ولداً ربيبا
غذيت بدرها ونميت منها … فمن أنبأك أن أباك ذيبا
إذا كان الطباع طباع سوءٍ … فلا أدب يفيد ولا أديبا
وبعد…
فما خان الأمين ولكن اؤتمن الخائن.
وما كان لمقتل اربعة جنود طبابة من أهل ميسان في أرض الأنبار لشجاعة العدو بل لغدره.
وما كان لضعف الجنود الأربعة بل لأنهم ائتمنوا الخائن.
وما كان لوضعنا أن يكون مآسي وفجائع لو كان لسياسينا ضمير طالما إدعوه ولرجال ديننا أخلاق طالما صدعوا رؤوس الخلق بمكارمها.
جنود أربعة من ميسان حيث البؤس والحرمان، مدينة النفط والثروات التي تؤثر على نفسها خيرها لتطعمه من سيقوم بقتل أبنائها لاحقاً.
جنود أربعة من طبابة الجيش كانوا ضيوفاً على شيخ عشيرة لا كرم عنده للضيف ولا حميّه ولا مرؤة الرجال، ترك أخلاق العرب كما ترك الكثير من رجال الدين الأسلامي وأتباعهم أخلاق الأسلام.
جنود أربعة كانوا أسارى فقتلوا الأسير الذي طلب النبي محمد (ص) اطلاق سراح كل من يُعلّم عشرة من المسلمين منهم أليس كذلك يا مسلمين؟!
جنود أربعة كانوا ضيوفاً فقتلوا الضيوف الذين تربينا دينياً وإجتماعياً على إكرامه وحفظه وصون كرامته.
جنود أربعة كانوا عُزّل من السلاح فقتلوهم مقيدين وهم يروون أن النبي محمد (ص) أوصى بأن لا يُقتل مدبراً وذات مرة دخل صحابياً مجاهداً على الرسول (ص) لدى عودته من غزوة أمر بها الرسول فهوى قائلاً للرسول (ص): يا رسول الله استغفر لي الله غفر الله لي ولك.
فقال له الرسول (ص) أأحدثت حدثاً. (عملت مصيبة).
فقال الصحابي: نعم أنه لمّا فر القوم أدركت رجلاً بين القوم والنساء فهويت عليه بحربتي فقال انه مسلم (أشهد أن لا اله إلا الله) قالها تعوذاً خوفاً مني.
فقال له الرسول: ماذا…! وعلى ماذا نقاتل الناس…! هلا شققت عن قلبه فأطلعت على ما فيه…!
فقال الصحابي: لا…!
فقال له الرسول (ص): أما أني لن أستغفر لك… إذهب! (وطرده).
يقول عمران بن حصين راوي الرواية الموجودة في مسند الأمام أحمد بن حنبل: فمات فدفنه أهله وأصبح قد نبذته الأرض.
ما هذا الذي أتفوه به، وكأني أظنهم مسلمين أصلاً…!
هم وحوش كالذئب الذي لا أدب يفيد معه ولا أديبا، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
عرفنا أين الذئب وعرفنا أين النعجة وبإنتظار من يقوم بدور المرأة العجوز.
في الذاكرة مقتل خمسة عشر نجماً من نجوم منتخب التايكواندو العراقي لدى عودتهم ببرونزية امم اسيا للوطن سنة 2006 فتم خطفهم وقتلهم في صحراء الأنبار ليعثر عليهم بعد سنة من مقتلهم بقايا نهشتها الكلاب.
كريم — تسلم ياغالي يسلمي راسك
يارب يرجع بلدنا مثل ماكان
وترجع ناسنا بطيبتها ويعم الامن والامان
قادر ياكريم ————- مشكور اخوي
البعض هنا اقتطع جزءاً من خطبة لسيدنا علي رضي الله عنه وقال أنه كان يتحدث عن الانبار ..
لكن تعالوا نقرأ الخطبة كاملة لنعرف من كان سيدنا علي رضي الله عنه يوبّخ ويقرّع :
(( أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء، وديث بالصغار والقماءة، وضرب على قلبه بالأسداد،وأوديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخس،ومنع النصفَّ ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا, وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم، حتى شنت عليك الغارات، وملكت عليكم الأوطان، وهذا أخوغامد قد وردت خيله الأنبار، وقد قتل حسان البكري، وأزال خيلكم من مسالحها، ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجْلها وقُلبها وقلائدها ورغاثها ، ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع ، والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين ، ما نال رجل منهم كلم ولا أريق له دم، فلو أن امرأً مسلمًا مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان عندي جديرا، فيا عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، فقبحا لكم وترحا ، حيث صرتم غرضا يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تَغزون, ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم: هذه حمارة القيظ، أمهلنا يسبخ عنا الحر، وإذا شأمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارة القر، أمهلنا يسبخ عنا البرد، كل هذا فرارا من الحر والقر، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون، فإذا أنتم والله من السيف أفر يا أشباه الرجال ولا رجال ، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال،لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندما، وأعقبت سدما، قاتلكم الله، لقد ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيظا وجرعتموني نغب التهام أنفاسا،وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب.. لله أبوهم، وهل أحد منهم أشد لها مراسا مني وأقدم فيها مقاما؟ لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنذا قد ذرفت على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع
نفهم من الخطبة أن سيدنا علي رضي الله عنه كان يوبّخ شيعته وأتباعه ..وليس اهل الأانبار .. وهم من قال فيهم أشباه الرجال ولا رجال .. وقال عنهم يُغار عليكم ولا تُغيرون .. وتُغزَون ولا تَغزون .. وقال فيهم حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال .. وتمنى لو أنه لم يعرفهم .. تلك المعرفة التي جرت عليه الندم .. ودعا عليهم أن يقاتلهم الله .. فقد ملأوا قلبه قيحاً .. وجرعوه نغب التهام انفاساً .. وأفسدوا رأيه بالعصيان والخذلان .. ووالله إنهم كذلك ..
ويقول هذا المعلق : [ فسلام الله عليه كان جداً متوجع من قلة. نخوتهم وعدم دفاعهم عن المسلمات والكتابيات …. ثم يأتي من يقول ان الانبار هدى ونور ونخوة وبطيخ !! عجبي !! انت يادليمي في الكنترول انشر ] ..
فانظروا حجم الكذب والخداع .. فسيدنا علي كان متألماً من قلة رجولة وشهامة ونخوة أتباعه وليس اهل الانبار .. وهذا واضح من خلال الخطبة .. فيصف أتباعه بأنهم الفرّار من السيف .. وأنهم أشباه الرجال .. أما جرى في الأنبار فيقول سيدنا علي : ( فلو أن امرأً مسلمًا مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان عندي جديرا،) فهو يقول حُق للمسلم أن يموت أسفاً على ما جرى بحق أهل الأنبار .. ولم يكن يتحدث عنهم بسوء رضي الله عنه ..
انشر ردي على همز الهمازين يا بوعلوان ليعلم من هو رمح الله في أرضه فعلي عليه السلام عمره ما وبخ شيعته الخلص إنما إعراب العراق والدخلاء فهو كان حاكما على ربع العالم يومها وفي رعيته أشكال وألوان ادعوا أنهم قدموا من الحجاز ومنهم من تراخى أو لحق بمعاوية فخسر عرضه واخرته أما خلص شيعة علي عليه السلام فهم على مواءد من نور في القيامة
إذن هاهو صاحبنا المهرّج يعترف ان النص الذي نسخه لسيدنا علي رضي الله عنه لم يكن لاهل الأنبار وإنما ( لأعراب العراق والدخلاء ) طبعا هربا من مواجهة الحقيقة ..فليس له أن يدعي ذلك وان يكذب على نفسه قبل غيره .. فلا يوجد في الخطب الكثيرة التي كان يوبّخ فيها سيدنا علي رضي الله عنه أنه كان يقصد بعضا منهم دون بعض .. بل كان يشملهم كلهم
ويا ترى هل مدح سيدنا علي في خطبة له ( الخلّص ) من شيعته كما يقول .. ويا ترى لو وُجدوا كم يبلغ عددهم ؟؟
وهذه خطبة أخرى لسيدنا علي يوبخ فيها أتباعه من أهل العراق :
[ أما بعد:ياأهل العراق فانما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أقلصت ، ومات قيمها ، وطال تأيمها ، وورثها أبعدها ، أما والله ما أتيتكم اختياراً ، ولكن جئت اليكم سوقاً ، ولقد بلغني أنكم تقولون : علي يكذب قاتلكم الله فعلى من أكذب … ” ]
ونلاحظ أنه يقول ( يا أهل العراق ) ..
وقال لهم في آخر خطبة وبخهم وقرعهم فيها (( و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! )) ^___^ ..