دخلت بوابة التشريفات بقاعة الزواج المعنية ، فإذا بالوجهاء من عائلة العروسين قد أصطفوا بكل بهاء ووقار لإستقبال المدعوين، فقدمت التبريكات لهم حتى وصلت إلي آخر الصف الطويل، وما إن أنتهيت وتنفست الصعداء من التـقبـيل ، حتى قابلني أحد أقربائهم وسلم علي بحرارة ، فسألته عن شاب شد إنتباهي حالته وموقعه الذي أخذ الرأس من الجسد بين الصفوف ، فهل تعرفه ؟ ففهم أني أقصد الشاب المقـعـد على الكرسي المتحرك عند مدخل الصالة ، إذ قدموه ذوي العريس في الإستقبال ، وكان بجواره شاباً يمسح لعابه ! ، فأخبرني إنه عم العريس مباشرة .. فأسترسل : ولماذا تسأل عنه ؟
فأخبرته أني ما إن وقفت أمامه ، وما إن صافحت كـفي كـفه ، حتى وقفت مع نفسي وقفة ، وزارتني العبرة ، وأرجعتني الذكرى ، فتأثرت من حركات جسمه المرتعش ، ولسانه العاجز الملتوي ، وسيل لعابه المتواصل .. فخـيـّل إليّ المشهد أني أمام إنسان عاجز ، قد هـز وضعه وحالته مشاعري المتعالية ، وأوقظ موقفه حفنة النرجسية التي تسكـنني وتسيطر عليّ.. كـقوي يهز الأرض بخطواته ، ومتعال يأنف الناس بلسانه ، وجبروت مزيف يلهث بي وراء الدنيا .. وما أثارني أيضاً ، الدموع الغائرة التي أستعمرت عينيه حتى بان سيلهما طرفي محاجرهما .. وحتى كدت أقرأهما لولا تحفظي وإصرار من بعدي بالمضي قدماً للسلام على من يلينا .. لكن قبـيل تحرير كفه أحسست بصرخة وأنـّـة قد خرجتا من قلبه ودقتا بابي قلبي ، وألماً قد رماه ككومة أمامي ! ، وكأنه يخبرني إنه يود البوح لي بشئ بأمانه، وهي ان الدنيا الدنية قد اخذت منه مكانه وهيلمانه.
فأرجعت إليه السؤال : أريد أن أعرف المزيد عنه ، فاستدعى أحد محارم زوجته ( أي المقعد ) ، وهرج لي :
لقد تزوج هذا المركون أمامك قبل عشر سنوات ، وكانت الأرض تهتز من تحت أقدامه ، والمرآة تخجل من وسامته ، والبعيد قبل القريب يخجل من دماثة أخلاقه وسمو مكانته .. لقد كان موظفاً مرموقاً مؤثراً بعمله ، وقد أرتبط بإحدى بنات عمه بزواج مثالي وناجح ، وقد كان إختيار كلاً منهما للآخر بإرداتهما ، بعد النظرة الشرعية كما سنها الشارع المقدس وعرفتها الأعراف والتقاليد . فرزقا بصبي أوصبية يمرح ويلعب وسط قفصهما الذهبي ، وكانت سيارته الجميلة أشبه ماتكون فارهة .
لكن ! قطار السعادة توقف ، وهجرتهم الفرحة ، وأحتلت أرضهم الترحة .. إذ تعرض الزوج الوسيم بالخطأ لجرثومة شيطانية خطيرة ، فأستعمرت قوة عـقله وشـلت أعصابه وسرقت منه معظم حواسه ، فألتوى بعدها لسانه ، وأختلطت عليه أعداد بنانه .. فتدرج جسمه بالخمول ، وأصاب أطرافه الضمور ، وكل يوم يمرعليه يكون أصعب من الذي قبله .
مضت السنون تلو السنون، وحالته من سيئ إلي أسوأ ، فهجرت الزوجة عملها ، وأعتنت به وأحتوته كإبنها وأعظم من حفيدها .. فقد أصبح وزن جسمه كالطفل ذو السبعة، فباتت تحمله من مكان إلي مكان في أرجاء البيت ، وتلقمه اللقمة فوق اللقمة حتى ينام ، وتغسله كالرضيع بعد أن يقضي حاجته بدور الخلاء ، وتلبسه حافظة العجائز كي يبقى نظيفاً أمام أهله وأقربائه، وعند طلبه لآداء صلاته وتعبده ، تمسح بيديها الماء فوق كفيه ووجه مروراً بذرعانه ، وتمسح برأسه بدلاً عنه ، وأثناء السجود ، ترفع ترفع الأرض حتى يلقاها بجبته ، وكأنها قد أرتفعت إكراماً له .. وتقرأ له القرآن قبل نومه لتهدأ نفسه ويطمئن قلبه ، فأستمر الحال هكذا ، حتى عرض أهله عليها عرضاً منصفاً : أن أتركيه وأنفصلي عنه ، وهذا من حقك شرعاً وعرفاً ، وأنت غير مجبرة من إكمال المشوار مع مقعد يهتز أثناء الكلام جسمه ، ويتدلى أثناء النوم لسانه .
رفضت الزوجة الملائكية كل العروض ، فصرحت أمام الجميع ، إنها نذرت وأوقفت روحها لزوجها وأب أبنائها ، وأنها تحبه حباً جماً ، وتريد مواصلة المشوار معه.. فمضت الأيام على هذا الحال ، فأعتنت به كل عناية ، وأستمرت في الإبتسام بوجهه ، والضحك أمامه ، ومداعبة أحلامه ، ولم تشغلها الدنيا وزينتها عنه ، وعروض الناس ودعواتهم لهجر شريك لم تثنيها عن رأيها ، فأستمرت على هذا حتى رأيته أنت بأم عينيك .. حسناً سؤالي الأخير وأنصرف : من هو الشاب الذي يمسح لعابه ؟ ولماذا يداعب الجوال بين الفينة والأخرى ، فأجابني : هو أخوها الصغير ، وقـد أوصته أن لا يغفل عنه برهة ، والإتصال يأتيه منها كي تذكره.
سيدتي . بماذا أمدحك ، وبماذا أصفك ، لكن قبل هذا ، هل لي في تقبيل تراب قدميك .. والله أني قزم صغير أمام بصماتك ، فأنت بحق إنسان تجلت فيه الحقيقة ، وأنت زوجة تجسدت بها الملائكية الأخلاقية ، فـلتـتعظ ولتـقـتدي نساء قومي بك أينما حلوا ورحلوا .
فوزي صادق / روائي وكاتب : الموقع الرسمي : www.holool.info
شكرا على الموضوع
هذا هو وفاء هاته الزوجة في وقت قل فيه الوفاء ونرجع لكلمة ياترى لو كانت محل زوجها فهل كان سيعتني بها ؟؟؟ أم أنه…..
هاته القصة ذكرتني بحلقات امراة من جهنم اين صاحبها ومتى نشهد الموسم الثاني من المسلسل
الله الله عليك يافوزي الله يحميك لشبابك.. قصة حلوة تجنن… أنا حسدت هذه الزوجة الوفية على حبها واخلاصها لزوجها…
Roses في فبراير 24, 2012 6:09 ص
هذا الشعر من نزار قباني الى أمولة (:
تسألني حبيبتي ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما أنك إن ضحكت يا حبيبتي أنسى السما
الحب يا حبيبتي قصيدة جميلة مكتوبة على القمر.. الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على ريش العصافير.. وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي إذا أحبت رجلا ترمى بخمسين حجر
حين أنا سقطت في الحب . . تغيرت.. صار الدجى ينام في معطفي وتشرق الشمس من الغرب
يا رب قلبي لم يعد كافيا لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره يكون في مساحة الدنيا
قصه جميله ..
ولهذا لا يعرف البشر مصيرهم بعد لحضه ..
وحتى اختيار الزوجه صعب
واعتقد فقط الله هو المعين والستار
اما الزوجه فهي عملت لله واخرتها ووفاءا لايمانها بمبادئها
وقد التقيت بعائله بنفس الحاله في دوله عربيه وكانت الزوجه عراقيه والزوج فلسطيني .. وحسب ما عرفت ان الزوجه عاشة التعب والمشاكل على يد زوجها بحياته .. وعند اصابته بمرض الشيخوخه المبكره بقية معه للنهايه الى حين وفاته متحملتا عناء حياته الصعبه جدا.
الله يرحمنا ويرحم الجميع
وتحياتي للاخ احمد
على القصه الرائعه ..
..
ها… حتى لو ادخل بالجدر راح يلحكوني
بس وداعتك شحدهم يتقربون ميعرفوني بعد ههههههههه
بلا احلام غير واقعيه الارض غير السماء والملائكه غير البشر واه اومال
Roses, اعرف انك طيبة و قلبك ابيض, و الا ما كنتي وقعتي علي.
مش المثل يقول الطيور على اشكالها تقع و احنا فيها هههههههههه
يا ستي انا فيني اكتب عربي باسلوب يعجبك كتير بس مشكلتي هي اللوحة;
انا هلق عم بكتب في غير محل و بعدين اقص و انقل و الصق بتاخد وقت شوية;
يعني ما عم باكتب مباشرة مشان هيك بعصب و بصير بغلط !
انا دايما بقول انو الهدف من وجودي في نورت هي اللغة العربية;
ميشان هيك بقرء تقريبا لكل العالم و بس للضرورة بستعمل لغة تانية !
بشوفك بعدين يا جبارة ههههههههه اه اه كيوت عم بتشفط متل العادة !
Roses
انا دايما بقول انو الهدف من وجودي في نورت هي اللغة العربية;
ميشان هيك بقرء تقريبا لكل العالم و بس للضرورة بستعمل لغة تانية !
بشوفك بعدين يا جبارة ههههههههه اه اه كيوت عم بتشفط متل العادة !
تشفيط يعني رايحة و جاية مو عيب
هلق ماني فاضية برجع ع الضهر
بس ما تعمليلي قصة عم نمزح
hahahahahahahha
تضرب يا كونترول يا معفن انشر زميل خلينا نظهر الحقائق كما هي
Roses
و الله اسفة يا روز و انت كمان ما عم بتردي
فكرت انو خطء الايمايل و انا نسيت انو الفجر عندك
و نسيت الفرق الزمني ! انا عقلاتي طارو على الدنيا السلام
حلو اسم كلبك الله يخليه و انا كمان مغرومة بالكلاب
بس هلق ما فيه بحكيلك القصة بعدين
طبعا فيكي تكتبي عربي ع الايمايل عادي و انا فيني رد عربي
بس الرد تبعي ياخد وقت قصير لاني انقل من غير محل
ببعتلك لسة اغاني ههههههههههههه
الحمدلله مجتمعاتنا لا تخلو من النماذج المشّرفة من النساء
قدر المرأة التضحية ٠٠٠
قصة رائعة تأثرت كثيرا عند قراءتها
القصه حزينه بجد .. الحمدلله ياربي ع كل حال
فعلا فعلا زوجه ملائكيه .. ياعيني ع المراه بس
شفوا المراه كيف تتحمل … تعلموا بس
ma cha a alhe 3alayka يافوزي 🙂