كانت تجرى وتمرح ، تبتهج وتبهج كل ماحولها ، وكانت تختبىء كالفراشات

تطلق ضحكاتها البريئـة ، ويتردد صداها بكل الأرجاء طاهراً عطراً يحمل نسمات

كانت تحلم أن تكون طبيبة تداوى الجراح ، وتمحو ألام البشرية المعذبة من الأهات

كانت تحب المطر ، وتبهج كثيراً إذا لامست خداها منه قطرات .

كانت تحب الكون كثيراً وتحلم ، وتنظر للسماء فى حب وحنو فهناك ربنا الذى بالسموات

وأحبت الأزهار ، والورود ، وتجلس الاوقات الكثيرة تعزف لها الألحان والنغمات

فهى وردة من نفس الفصيلة ، ولا تشعر معها بالغربة أو الوحشة بل بالحياة

وتمسك قيثارتها الصغيرة ، وتعزف أنشودتها اليتيمة بحب وشغف يأسر الذات

معها تتوقف عقارب الساعة ، وتستحى الشمس أن تختفى خلف السحاب ، وتترك

الأميرة الصغيرة الرقيقة تعزف ألحانها ، فتتمايل أغصان الشجر ، وترقص طيور

الجنة فالصوت ساحر والعزف نادر ، يلامس القلوب ويعانق الأرواح ويرسم البسمات .

وماتت الصغيرة الجميلة ، ماتت البراءة والحنان ، وتوقفت القيثارة عن كل الألحان

إلا لحن واحد حزين ، لف الكون والحياة ، والقى الليل بعباءته على الدنيا يواسيها ،

توقف القلب ، تلعثمت الكلمات ، وإختفت الضحكات ، والدموع تجرى فى صمت ووله

خرساء تريد أن تصرخ صرخات تشق الفضاء ، وتحطم كل السدود ، صرخات حزن

وألم تفك كل القيود ، صرخات بلا حدود ، تنتظر نجماً أفل وضل طريقه بالوجود ،،

وقلب توقف ، ينتظر ، يمكن إمبارح يعود .

بقلم / الفارس المصرى

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. كلنا مرت علينا تلك اللحظات من الاستمتاع بالجمال الكوني والبراءة والاحلام الوردية ونحن صغارا ، فلما كبرنا ( ماتت ) اغلب تلك الاحلام ولم نقدر على حتى الصُراخ، لأن مشاكل ومشاغل الدنيا جعلتنا نصاب بالبكم … رحم الله الطفولة ما اجملها ….

  2. رغم نهايتها المحزنه لكن الصور جميله والكلمات معطرة
    جميله اخ فارس

  3. شكراً لكم على تعليقاتكم الجميلة ، التى تسعدنى وتصبح بمثابة طاقة دافعة لمواصلة الكتابة والتعليق بنورت ، فأحاول أن أنقل مشاعرى وأحاسيسى من خلال بعض مواقف الحياة ، ولقد كتبت هذا الموضوع قبل سنة عندما توفيت إبنة خالى الصغيرة رحمها الله ، والتى كانت ملاكاً صغيراً لا يوصف .

  4. تحياتى لكم جميعا ، سماح ، مى ، فاتى …. أسعدنى تعليقاتكم هنا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *