بقلم ابن سوريا:

منذ بداية الأحداث في سوريا .. والنظام السوري يسعى إلى تحقيق أمرين مهمين هما عسكرة الثورة وأسلمتها ..وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد ..مستخدما كل الوسائل المتاحة أمامه .. إلى جانب المساعدة الغربية والعربية في هذا المجال .. من خلال ارسال السلاح والمسلحين إلى سوريا ..

وأريد في هذه المقالة التركيز على جهود النظام في أسلمة الثورة .. وفي خلق وانشاء ” الاسلاميين المتطرفين او التكفيريين ” .. ونشرهم تسليمهم زمام الامور ..

على الرغم من أن النظام كان ولا يزال يملأ الدنيا صراخا على ارسال المقاتلين إلى سوريا .. لكن في الحقيقة أن تدفق هؤلاء كان أكبر خدمة يُمكن أن تقدّم للنظام … وأن النظام قد مهّد الأرض لقدومهم .. وخلق الظروف الملائمة والمناسبة لنموهم وتكاثرهم وسيطرتهم .. فعمد إلى اطلاق سراح المعتقلين المتطرفين لديه .. وهم من الأمراء والقادة ..وغض الطرف عن نشاط المتطرفين خارج السجون والذي يعرفهم واحداً واحداً .. فكلهم كانوا في سجونه بعد عودتهم من العراق .. وكلهم تحت مراقبته .. ولا أظن أن نشاطهم في الفترة السرية للاسلاميين كان خافياً على أجهزة مخابراته …وترك لهم مجالا واسعاً للنمو والتكاثر والعمل .. وحرص على أن يكون بعيداً عن عاصمته وعن مكان وجوده .. وأنسب مكان يمكن أن يتواجدوا فيه هو الشمال السوري .. البعيد عن العاصمة .. وعلى حدود تركيا وبالتالي على حدود أوروبا ..

لكن قد يتسائل أحدكم : كيف يمكن أن يقوم النظام بخلق هؤلاء وفسح المجال لهم مع أنهم أكثر الفصائل المقاتلة ضده فعالية وتأثيراً .. وهم الأكثر إيلاماً له ؟ .. الجواب على ذلك أن النظام يعلم تماماً أنه مهما بلغت قوّة هؤلاء فإنهم لن يتمكنوا من اسقاطه .. ويعلم أنه متفوق عليهم من الناحية العسكرية .. وأن تدمير حاجز هنا .. او قتل بضعة جنود هناك .. أو احتلال ضيعه أو مدينة لن تقلب الموازين على الأرض .. طالما أن العاصمة بعيدة عنهم ..وبالمقابل فإن وجودهم سيجلب له منافع أكثر بكثير من المضار .. منها :

1 – شق صف المعارضة وتشتيتها وجعلها تتناحر فيما بينها بين اسلامي وعلماني .. إن كان على مستوى الفصائل المسلحة أو على مستوى القاعدة الشعبية .. ونحن نرى التناحر القائم الآن بين داعش والجيش الحر في العديد من المناطق ..

2 – استعمالهم كفزّاعه في وجه الغرب .. ويجعلهم في خيار اما النظام أو التطرف ..ودائما ما نسمع المندوب السوري في الأمم المتحدة يردد مقولة ” سوريا تواجه الارهاب نيابة عن العالم .. كما أن وجودهم سيجعل الغرب يفكّر ألف مرة قبل ارسال أي سلاح ” نوعي ” إلى المعارضة ..

3 – تأثيرهم على الناس في الداخل السوري .. فهناك الكثير من المعارضين لو خيّروا بين النظام أو داعش سيختارون النظام على الرغم من معارضتهم له ..

4 – اعطاء الحجة والذريعه لتدخل حزب الله في سوريا .. فحزب الله في البداية كان يتذرع بحماية حدوده .. لكن بعد توغله في القتال أكثر لم تعد هذه الحجة مقبولة .. وأصبحت مثيرة للضحك .. اليوم حسن نصر الله يقول في كلا خطاب يلقيه : نحن في سوريا نواجه التكفيريون .. ولو لم نواجههم في سوريا اليوم .. سنواجههم في الضاحية الجنوبية غداً .. !!!!

كل ذلك ترافق مع حملة اعلامية كبيرة يقودها النظام .. هدفها تشويه داعش قدر الامكان .. فتم اختراع قصص ” جهاد النكاح ” .. و ” قتل النصارى ” وغير ذلك من القصص التي يتم تدويرها بعناية .. حتى تصل إلى المتلقي في سوريا .. وفي الغرب ..

أخيراً أقول لمن يظن أن النظام السوري يدافع عن سوريا ضد هؤلاء المتطرفون أنتم واهمون .. لأن النظام هو من جاء بهم وهو من ابتلى سوريا بهم .. لا من أجل سوريا … بل من أجل وجوده هو .. ولا يهمه كم ستعاني سوريا من وجودهم .

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

  1. فعلا شيء مخزي و محزن للغاية …
    فعندما نفكر بكل الخسائر التي اصابت كل أسرة سورية على كل الأصعدة .. خسائربشرية .. خسائر عائلية .. خسائر اجتماعية .. خسائر اقتصادية .. خسائر نفسية وعاطفية .. خسائر وطنية .. لم تبق عائلة داخل وخارج سورية الا وأصابها شيىء من الضرر والخسائر والمصائب .. من يعوض السوريين على كل ما قدموه وكل الكوابيس التي مروا بها لما يقارب 3 سنوات .. ؟!
    من يدفع فاتورة “العطل والضرر” بعد ان تحول الانسان والمواطن السوري الى سلعة رخيصة وتجارة في سوق صراع السلطة و النخاسة السياسية الوضيع ؟
    اليهود حتى اليوم يذكرون ويحاسبون العالم كله على أفعال هتلر ، فهل يقدر السوريون على الغفران بعد كل هذه الخسارات والذل والخراب ؟! محال…محال ….محال
    لكي الله يا سورية و ربي يهلك كل من تسبب في حزنك و شتات امرك…
    لا حول ولا قوة الا بالله

  2. مع سهولة فهمه ووضوحه وايضا خطورته نفس الوقت !! الا اني اعتبره اصدق تحليل عما يحدث في سوريا فعلا ولو انه ينقصه فقط ذكر ان الغرب ايضا الذين هم ضد العرب والمسلمين على حد سواء وليس فقط السوريين !!! لايريدون اصلا اسقاط نظام من مصلحتهم ابقاءه لتشابه كبير بين نواياهم ونواياه ولاسباب كثيرة مشتركة بينهم !!!! شكرا لكاتب الموضوع ….

  3. مشكلة سورية باختصار ان نظامها رهن نفسه للخارج كي يحميه،…. وان المعارضة استنجدت بالخارج كي يدعمها،……. فأصبحت سورية رهينة الخارج***
    والخارج لا يهمه الا مصلحة وامن الطفل المدلل اسرائيل*….والعمل على تدمير كل من يهدد امنها و حدودها …و عملت على تدعيم الدكتاتوريات العسكرية و القتالية بنفس الوقت بسورية
    و دخلت الجبهات ببعضها حتى يبق الشعب مطحون بالوقت الضائع باللعبة
    ——
    شكرا لصاحب الموضوع

  4. كلام صحيح بنظري فالنظام جزء من داعش واكبر دليل على كلامك يا ابن سوريا تعامل النظام مع من يسميهم الارهابيين في الصفقات التي تمت ما بين تبادل اسرى وتبادل جثث وهدنات مؤقتة
    واعتقال ثم الافراج عن بعض كبار هؤلاء المسلحيين ولا داعي لذكر الاكثر
    ولكن هذا كله لا ينفي ان يوجد شريحة كبيرة جدا من شبابنا الاحرار والشرفاء لا يبغون الا ازاحة
    الظلم عن البلد واهلهم وماتو ليرسم اطفالهم ومن تبقى درب جديد لسوريا جديدة هؤلاء لن يوذهب الله
    دمائهم هدار فمنهم رجل يقابله مئة مزيف ولولاهم لولا الشرفاء الحق لماتت الثورة من زمان
    ولكن يبقى هناك من لازال يأبى الظلم ويرى بعين الحق ويجاهد فعلا لأجل سوريا ادعو الله ان يوفق هؤلاء ويؤيدهم بنصر من عنده وان يخلصنا ممن ركب موجة الثورة لمصالحه الشخصية ويخلصنا من ظلم حاكمنا ومن معه ثلاث سنوات تقريبا وما زال شعبنا رغم كل همومه وتشريده وحرمانه ورغم دماء شبابنا الذي لم يجف صاااااااااااااااامدون فيارب مدنا بعون من عندك وصبر من عندك

  5. بارك الله فيك اخي العزيز على هذه المقالة الملخصة..
    انا قلتها و ذكرتها مراراً و تكراراً ان داعش ما باعش، كله من صنع النظام الهارم….

  6. هجوم على قاعده عسكريه ايرانيه في بلوشستان …وجيش العدل البلوشي يتبنى الهجوم

  7. بارك الله لك وبقلمك يا ابن سوريا الحق فقد كتبت واجدت ددددددد هذا اختصار للواقع السوري خططه النظام ونفذ حرفيا لا بارك الله بمن خطط ودعم بحرف او بعما

  8. كلام صحيح و تحليل جيد ومنطقي , ينقصه بعض النقاط .
    وان شاء الله تعالى بينقلب السحر عالساحر %
    واذا اراد الله نصرة عبده كانت له اعداؤه انصارا .

  9. اي فريق في اية لعبة انما يفوز بجهوده من جهة وتراخي الفريق الاخر واهمها عدم الاستعداد الكاف للمباراة

  10. أحسنت يا ابن سوريا تحليلك منطقي وواقعي جداً
    لكن بإذن الله رح تنتصر ثورتنا رغم أنف هالنظام القاتل والمرتزقة اللي أحضرهم من لبنان والعراق وغير دول لأنه ثورتنا ثورة حق ضد باطل وثورة ضد الظلم والاستبداد ..ثورة شعب مظلوم ضد طاغية متجبر والله سبحانه وعد بإنصاف المظلومين ولو بعد حين ..ربنا يجعل نهاية هالنظام قريبة وعودة سوريا لشعبها الصابر يارب

  11. أتعجب من بعض المعلقين الذين يغيرون رأيهم كل دقيقة بسرعة الضوء ولن أقول من هم
    هم يعرفون أنفسهم …كانوا يقولون على هدول الأ ر ها بيين بارك الله فيهم وكانوا يدافعون عنهم بكل الوسائل مع إنهم كانوا يقتلون ويفجرون بدون رحمة ويشردون الأهالي ومع ذلك الحجج من المعلقين كانت جاااااهزة مسبقاً
    وأقول لكم وهذا جوابي لكم هو هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أعتمدولكم على رأي مشان مصداقيتكم

  12. يا اخت ليلى هؤلاء الذين تعنيهم يكابرون بالمحسوس و لا يتعلمون حتى بالتكرار

  13. بشرفك عم تحكي من عقلك والباقي عم يطبللك راجع اكشف نفاقكم بس اتاخر الوقت عندي

  14. السؤال الذي يطرح نفسه الآن
    ما مدى وعي و فهم هذه الفئات المتأسلمة للدور الذي تلعبه فعلياً في دعم النظام ؟؟

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *