مابين عام مضى وعام جديد قادم

 

مضى عام وبدأ عام جديد .. مضى عام ملىء بالمفاجأت أبرزها ثورات

الربيع العربي بما تحمله من ألام وبما منحته من حريات غير متكملة

بعد للشعوب التى قامت بها ..

 

أين موقعك بالعام المنصرم ، وماهو موقعك بالعام الجديد ؟؟

ماذا أردت ولم يتحقق ؟؟ وماذا تريد أن تحققه بالعام الجديد ؟؟

عام جديد ملىء بالتحديات ، ندخل اليه ونحن نأمل فيه الكثير لعله ينسينا

ماحدث بسلفه القديم .. لا نعلم هل نحتفى بالعام الجديد أم نقيم حفل تشييع

للعام المنصرم ؟؟ .. فالعام الجديد لاح وظهر من بين سحابات الدخان ،

وبحار دم الشهداء .. فهل كانت ولادة متعثرة لهذا العام الجديد صاحبها

آهات واحزان .. فقد البعض حياته من أجل وطنه .. وفضل البعض أن

يفقد عينيه حتى يرى وطنه شمس الحرية ..

الشمس التى غيبتها غيوم الفساد ، وسلطة الإحتكار ، والديمقراطية العمياء

المكبلة والمحبوسة داخل سجن الوطن الكبير .. تصرخ فيه بلا مجيب ،

وتستغيث بلا منقذ لعقود طويلة ..

الألسنة ظلت معقودة ، والحناجر بح صوتها ، والقلوب عرفت معنى الخوف

ثم تملكته وتملكها حتى سكنها .. وظلت الأنظمة المستبدة ترتع فوق جماجم

شعوبها .. فليس هناك خوف من قلوب مرتجفة ، وعقول مغيبة ، ومشاعر

ملتهبة نحو شهواتها وفرديتها ..

 

تحية لكل الأحرار والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وفقدوا حواسهم ، فهم

ماتوا حتى نعيش ، وإعتموا حتى نري … فكيف سنعيش ؟؟ وكيف سنري ؟؟

ولازال الباب مفتوحاً على مصراعيه يطلب المزيد من الأحرار ويسأل عن

المزيد من الواهبين لحواسهم ..

 يمكنك أن تعزف منفرداً بعامك الجديد ولا يستمع  لك سوى نفسك ،

ويمكنك أن تشارك الآخرين عزفك حتى يعزفوا معك ..

فأن تغرد بجناحيك منفرداً سيحرمك من لذة الإنضمام للسرب  ..

 

على المستوي الشخصي .. ان لم تحقق بعامك الماضى ماتصبو اليه فغير

بوصلتك وإضبط ترددك الجديد ، فلن يحمل أحد مشعلك ولن ينشد أحد لحنك

المفضل .. حقق طموحاتك مهما كانت .. وإحلم بكلتا عينيك وعقلك وبدنك

سأحكى لك عن قصتين قصيريتين علهما تكونا دافعاً لك عندما تستقبل عامك

الجديد .. الأولى عن فلاح هولندي باع كل مالديه بوطنه حتى يشتري أرضاً

كبيرة ويقيم بها مزرعة ضخمة ، وإتجه الى جنوب افريقيا وإشتري الأرض

التى حلم بها ، وعندما بدأ بزراعتها إكتشف أن الأرض لا تصلح للزراعة

فهى بور ، ومليئة بالثعابين خصوصاً من نوع الكوبرا والعقارب .. ولم يطل

بالفلاح الهولندي الحزن كثيراً على مافقده والحظ التعيس الذى لازمه بعد

أن باع كل مايملك .. فغير نمط تفكيره ووجد أن الحل ينجم من المشكلة

نفسها ، فطالما أن الأرض الواسعة التى إشتراها بها كل هذا الكم من

الثعابين والعقارب والتى هو على دراية تامة بها بحكم عمله ، فلماذا لا يقوم

بإستخدامها والحصول منها على السمم وتصنيع مضادات للسموم ، وبالفعل

بدأ تنفيذ فكرته وتحول هذا الفلاح الهولندي ليصبح من أصحاب الملايين

ويصبح معمله من أكبر معامل مضادات السموم بالعالم ..

القصة الثانية عن خياط أمريكي من نيفادا  ذهب للبحث عن الذهب مع

الكثيرين بكاليفورنيا فى ذاك الوقت حين إجتاحت حمى البحث عن الذهب

الكثيرين ، وشعر بالتعب والإرهاق الشديد وأنه لا يحصل سوى على أقل

القليل لا يكفيه لمعيشته وإستمرار البحث .. وغير من بوصلته وتفكيره

وذات صباح مزق جدران خيمته واخذ يصنع من أستارها بناطيل قوية

تتحمل المجهود للكبير للبحث عن الذهب بالمناجم ، وقام ببيعها للعمال

الباحثين عن الذهب ، واقبل الجميع عليها لمتانتها وعدم تهالكها بسرعة

فإشتري كميات من هذا القماش وإذدهرت تجارته واصبح بغضون مدة

قصيرة أغنى واحد من الباحثين عن الذهب ، ان هذا البنطلون الذى نطلق

عليه ” الجينز ” اليوم كان مصدره خياط من نيفادا ذهب يوما للبحث عن

الذهب ..

 

كل أدواتك معك .. طاقتك .. عقلك .. قوة إرادتك .. طموحك …

وأنت فقط من تستطيع إدارة أدواتك بنفسك  ، فالجميع يملكها ولكن الجميع

لا يجيد إستخدامها .. فهل فعلت أنت ؟؟

 

أتمنى لك عاماً جديداً تحقق فيه ماتطمح إليه ، فالذى تراه اليوم بعين خيالك

لابد وأن تمسك به بين يديك بيوم ما .

 

عام سعيد للجميع وكل أصدقائي بنورت.

الفارس المصري العربي