رفض الأمير بدر الزمان طلب أبيه السلطان بتزويجه من ابنة ملك دولة بني مرجان المجاورة ، لاعتقاده أن المرأة الفقيرة تقدر وتحترم الحياة الزوجية أكثر من أميرات الطبقة المخملية والأرستقراطية ، وذات يوم وبينما كان الأمير الشاب يتجول متنكراً وسط السوق لمح حورية من الجنة تخط بأقدامها الأرض ، لكن تستعطي الناس وتشحذ قوتهم بصحبة أمها العجوز ، فتعقبها حتى عرف مكان سكناها ، فأخبر أبيه إنه يريد الفتاة التي بالسوق وألح على طلبه ، فلم يتقبل السلطان الفكرة ، لكن إصرار الأبن دفعه إلي دخوله السوق مع وزيره النعمان كي يتكشف الأمر بنفسه ، فوجدا الفتاة التي أخبر عنها الأمير ، فتوقفا عندها وسألوها وأمها عن حاجتهما ، فقالت الفتاة : فقرنا مدعـق ، وأمرنا مقلق ، وكسرة الخبز بدارنا رق ، ولنا في سد الرمق عازة ، والسؤال لنا عادة ، والله لنا فيما نقول شهادة .. فسألها عن العجوز التي تصاحبها، فقالت : هي شمطاء بلغت من الكبر عتياً ، وأنا أصغرهن عمراً فتياَ ، وليس لنا راع أبياَ ، فعرض عليها السلطان الزواج من أبنه بدر الزمان ، فوافقت لكن بشرط ، فهمست بأذنه ، فأجابها السلطان قبلنا بشرطك ، فتم الزواج .
أنقضى شهر على زواجهما ، وتعود الأمير على فقدان زوجته ذات الحسن والجمال داخل إحدى غرف القصر ُقبيـل المغرب ، وذات يوم ، زاره الفضول أن يعرف مايجري داخل تلك الدار ، والتي اشترطت هي على تجهيزها باتفاق مع أبيه السلطان قبل الزواج وحسب مواصفاتها ، فدخل الأمير خلفها خلسة ، وإذا به يجدها لابسة ثيابا رثة كالعثة كما كانت تلبس أيام فقرها بالسوق ، والغرفة مليئة بخزانات كبيرة ، وبها عشرات الأبواب المنتشرة حول الغرفة ، وبصحبتها إمرأة عجوز ، وكلما وقفتا عند باب طرقنه ، وفتحنه ، وأخذن منه هبشه مما فيه من البقوليات أو الأرز ، وضعنه بالكيس الذي معهما ، وأثناء مشيهما تكرر الأميرة من قول ” أعطوني مما أعطاكم الله .. لله يامحسنين ، أنا يتيمة ، وأمي مريضة ” ، وهكذا تفعل مع باقي الخزائن .
زجرها الأمير من خلفها بصوت غاضب ” ماهذا ! ” وصفعها ، وأزاح اللثام عن العجوز التي معها، وإذا هي إحدى جواري القصر ، فبكت الأميرة ، وبينما هم كذلك ، دخل السلطان مع الوزير ، وقال لأبنه الأمير : يا بني ، من شـبّ على شيء شاب عليه ، وأنا أردت أن تكتشف هذا بنفسك ، فالدنيا تجارب ، وأنت بفلواتها محارب ، فأختر أي المواقع لك ، وما يناسبك منها .
عزيزي القارئ الكريم ، عنوان المقال مثل عُماني ، وكان أصله ” ما يصبر عن طبعه ، لو قص صبعه ، وأنا غيرت به ، والرسالة التي أردت إيصالها إلي عقلك ، إن معظم الناس متطبعون على شئ أو فعل منذ الصغر ، وهي نواة زرعناها فينا وكبرت معنا حتى أصبحت شجرة معمرة من السلوك والعادات التي تعودنا عليها وأصبحت عادة ، سواء إيجابية أو سلبية ، ولهذا يقول الإيطاليون : لاتربي القط الكبير ، أي شجرة العادة المعتادة لديه كبرت ويبست ، ولا يمكن تغيير سلوكه أو طباعه حتى بالاعوجاج .
يقول جاي كارتر في كتابه ” رجال سيئو الطباع ” : لقد كان هتلر مولعا بالتحقير من شأن الآخرين . والذين ينتهجون نهج (هتلر) لن يألوا جهدا في السيطرة عليك , ذلك أنهم على استعداد للمضي قدما في مخططهم , حتى لو كان ذلك على حساب أصول اللياقة ليحققوا أهدافهم ، وإننا لا نبحث عن شخص يؤلف أشعارا بليغة ، أو شخص يقضي وقتا ممتعا مع الجدات في دور المسنين ، أو شخص يحافظ على علاقاته العاطفية بنا . أننا نريد الأشرار أن يتميزوا بالقبح , وتمتلئ وجوههم بالنتوءات , وتهدر أصواتهم الشريرة .. أننا لا نريدهم وسيمين ولا ساحرين ولا محبين للمرح ، كما هي حالهم غالبا .. إن الأمر المدهش في الأشخاص المعادين للمجتمع أمثال هتلر أنه ليس لديهم أية نية مبيتة لنشر الشر ، فهم لا يستيقظون كل صباح ويحدث كل منهم نفسه قائلا (اليوم سأكون شريرا إلى أبعد الحدود) ، والواقع أن من منظورهم مقصور على تلبية احتياجاتهم، فيستغلون الآخرين ويسيئون معاملاتهم لأغراضهم الشخصية ، وللأسف فالضرر الذي يلحقونه بالآخرين لا سبيل لدفعه .
لكن ، هذا لايعني أن نقف مكتوفي الأيدي أمام أصحاب العادات السلبية ، وخاصة من نعيش معهم ، فربما هم شركاء معنا مباشرة بالحياة ، كزميل العمل أو الأسرة ، أو الجار . فلدينا بعض الفرص للحد من تلك الطباع أو التحكم في وقت بروز العادات السيئة ، كأن نتحكم بمسبباتها والمهيجات لها ، وعدم تكرار تلك الطباع أمامنا ، ومحاولة الانصهار معه كي نفهم سلوكياته ، وخاصة من قبل المهتمين لأمره كالزوج والزوجة ، وأيضاً معرفة أهوائه ، والمؤثرات على أوصافه وانفعالاته ، أو ربما السبب أشخاص يتحسسون من الجلوس معه ، ونحن لا نعلم بذلك ، فتجد الشخص صاحب الطباع السيئة في التعامل ، يديم الصراخ والانفعال والتلميز والتهميز لشخص لا يستسيغه ، أو ربما أنت المقصود ! ، ويبقى إن نؤمن بأن التغيير يبدأ منا نحن تجاه الأشخاص والمجتمع ، والذي سيعود بالسلبيات على نفس المجتمع قبل أن يتفاقم ويكبر ، ولكل منا تجاه أنفسها مسؤولية ورعاية ، والتغير والتعديل من السلوك السلبية واجب من النفس أولاً ثم مع من حولنا ، يقول تعالى : إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ / سورة الرعد / 11.
فوزي صادق / كاتب وروائي : تويتر : @Fawzisadeq
مقال جميل و مقولة الطبع يغلب التطبع بها بعض الصحه لان الانسان يعيش اسير ما تعلمه و غرس في وجدانه من طباع و ان اراد التغيير فعليه ان يجاهد نفسه و جهاد النفس اصعب انواع الجهاد و لكنه ممكن مع الاراده !!!!!
مقال جميل جداً !!
علماء النفس يقولون أن خمس السنوات الأولى من عمر الطفل هي التي تحدد شخصيته في المستقبل .لذلك يجب التركيز على هاته السنوات في التربية ..
و لا احد سيئ يقول عن نفسه سيء لانه تربى على هاته الطباع و صارت شخصيته لكن من منا ينظر إلى ذاته و ينتقذها و يصلح مساوؤها رغم أن الكل يعرف هاته الآية و أن هذا كلام الله ،.( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم
متل ما بيقولوا في دعايات روتانا عالأصل دوّر
اللي عندو نفسية شحّادة رح يضل يشحد من دون مبالغة
مرة جبت عمّال يصلحوا عندي في البيت خبروني أن لسه جايين من عند ست بيتها ثمنه 4 ملايين دولار لكنها إنزعجت من طلبهم المتكرر للماء قائلة : هيدا المي حقوا مصاري ٠٠٠٠
القصة جميلة ومعبرة… كان عندنا سيدة معروف ان ظروفها بسيطة، وعلى قد حالها زي ما بنقول وبتشتغل فى ترتيب المنازل ومساعدة ربات البيوت فى التنظيف وخلافه… وكان لينا نصيب انها تيجى وتساعد ماما، وماما اتفقت مع خالتى كمان علشان تساعدها في البيت… المهم كل ما تيجى تقريبا لما تحط عينها على اى شئ لازم تاخدها وطبعا ماما من الاحراج بتديهالها، وكررت الموضوع مع خالتى ومعانا فى كل مرة كانت بتيجى فيها، وكانت دائمة الشكوى من الفقر وخلافه، لدرجة تخلى الواحد يبكى، وادعت ان ابنها هايعمل عملية خطيرة في المخ…
في اخر مرة من كتر طلباتها قولتلها ما تاخدى ماما بالمرة معاكى وانتى مروحة!!!
الست دى طلع عندها عمارتين في منطقة فى محافظة القليبوبية اسمها “المرج”، وفاتحة فرن عيش افرنجى هى وزوجها.
يعنى برغم انها عندها عمارتين وفرن واكيد من عرق جبينها وشغلها… لكن اسلوب الاستعطاف والسحاته المقننة دي، والمتاجرة بفقرها شئ مقزز جدًا… وتسبب ان ناس كتير من اللى كانوا بيتعاملوا معها بطلوا يطلبوا خدماتها.
مشكور أخ فوزي، بس عندي سؤال: البنت دى قالت للملك ان شرطها هو الشحاته؟!!