مسلمو بورما لا بواكي لهم ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم ..

لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ …. إن كانَ في القلبِ اسلامٌ وإيمانً ..

هذه الأبيات قالها الشاعر أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس .. بعد انتهاء الحكم الاسلامي لها .. وسقوط تلك الحضارة العظيمة التي أنارت أوربا والعالم لثمانية قرون .. وما جرى بعد ذلك من مجازر مروّعة بحق المسلمين .. فيما سمّي ” بمحاكم التفتيش ” ..

واليوم ..نرى مجازر تُماثل في فظاعتها ” محاكم التفتيش ” .. تُرتكب بحق المسلمين في ” بورما ” أو ” ميانمار ” ..
اختلف الجلاد .. وتشابه الحقد ..

مُعاناة المسلمين في بورما ليست جديدة .. بل هي تعود إلى عشرات السنوات .. ولكن لم يكن أحد يعلم عنها شيئاً أو يلتفت لها .. ففي عام 1938 قام البوذيون وبالتعاون مع الانجليز .. حيث كانت بورما حينها مستعمرة انكليزية .. بارتكاب مذبحة قُتل فيها حوالي ثلاثين ألف مسلم .. ودُمّر وأُحرق 113 مسجد .. وفي عام 1942 حدثت مذبحة أخرى بحق المسلمين في “أركان” ..التي كانت في يوم ما دولة اسلامية .. قُتل فيها مئة ألف مسلم وتدمر جنوب أركان بالكامل .. وفي عام 1962 عند استيلاء الجيش على بورما حصلت مجازر أكثر بشاعة .. ولكنها كانت سريّة .. في عام 1978 تم طرد أكثر من نصف مليون مسلم مات الكثير منهم أثناء التهجير وخاصة من النساء والأطفال والشيوخ ..وذلك حسب احصائية لوكالة غوث اللاجئين .. وعندما فازت المعارضة في الانتخابات الوحيدة التي جرت في بورما عام 1991 .. ثم تم الغاء النتيجة ليدفع المسلمون ثمن دعمهم وتصويتهم للمعارضة .. الامر الذي أدى إلى طرد ما يقارب النصف مليون مسلم ..!!

ما ذنب هؤلاء ليقتلوا ويشردوا وينكّل بهم ؟ .. وأين الانسانية عمّا يجري بحقهم ؟
” وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ” ..

اليوم .. كل الحكومات العالمية والعربية والاسلامية مهتمّة بما يجري في سوريا .. ونشكر لها ذلك الاهتمام .. ولكن دمي ليس أغلى من دم أخي في بورما ..أم أن في بورما لا توجد كعكعة لتقسّم ؟؟

المسلمون في مكّة عندما كانوا يناضلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتحطيم الشرك والاصنام ويقاسون ألوان العذاب .. ورغم كل أحزانهم وجراحهم .. كان لديهم متسع من الألم لكي يحزنوا على الروم أهل الكتاب .. الذين انتصر عليهم الفرس المجوس عبدة النيران .. ونزل قرآن يخبر المسلمين بذلك ويبشرّهم بنصر قريب للروم أهل الكتاب على المجوس .. وبالفعل صدق ما أخبر به الله تعالى وانتصر الروم على الفرس .. وفرح المسلمون يومئدّ بنصر الله كما هو ثابت في القرآن ..
 
( غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )

فإذا هذا تصرف المسلمين مع غيرهم من اهل الكتاب .. فأين هم اليوم من أخوتهم في الدين وهم يذبّحون ويقتّلون ..؟!

ليس أقل من دعاء صادق لهم .. ليس أقل من التعريف بما يتعرضون له من اضطهاد .. فدمي ودمك ليس أغلى من دمائهم ..

فلا يكون مسلمي بورما .. لا بواكي لهم ..!!!