مصريان .. وسوريا ..

مرسلة من صديق نورت قاسيون

ممنوع القراءة لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً وطنياً ..

لماذا يكره العرب مصر؟..

سؤال طرح في فضاءات الإنترنيت وساحات مصر وباقي الشعوب العربية .

في البدء مصر هي القوة البشرية , والتاريخية , والحضارية العظمى في العالم العربي ..

من خلال تجربتي المتواضعة توصلت لفهم واقع مصر الحديث .
بعد جمال عبد الناصر بهفواته ونجاحاته على الصعيد الداخلي المصري , وخارجياً بالوقوف بوجه اسرائيل وقطعان المستعمر العالمي ومناصرة حركات التحرر العربية والعالمية .
كان لابد لهذا المارد الجبار مصر العروبة أن تدخل في قمقم المحور الأمريكي الإسرائيلي .. المعادي للشعوب وأولهم شعب مصر , والمناصر والمساند لإسرائيل وأمريكا ومخططاتهم في المنطقة .
بدء من تجربة السادات وصولاً الى مبارك . الذي قبض على الحكم لثلاثة وعشرون عاما حتى الآن .. والتي عاش خلالها الشعب المصري حالة الطوارئ . والعديد من القوانين المقيدة للحريات والعمل النقابي والأهلي والحبس للصحفيين ,والفساد .. فامتلأت المعتقلات بعدد يتراوح بين 16 و30 ألف معتقل في عهد مبارك وتم العصف بمعظم الحريات ، وتم اغتيال ما يقرب من 1400 شخص في مواجهات الدولة..
بالإضافة لقتل العشرات بالتعذيب في المعتقلات ومقار أمن الدولة..
( ملاحظة : الأرقام مأخوذه من صحف المعارضة المصرية وحقوق الإنسان ) .
نتيجة هذا الوضع حصل فرزٌ طبقي وسياسي كبير بين فئات الشعب المصري . وقسم الشعب المصري الى ثلاثة أقسام غير متجانسة ..

– الشعب المصري بفلاحيه وعماله وطلبته ومثقفيه . يحملون مصر التاريخ وهموم الوطن مصر وهموم العرب ومناصرين للمقاومة ضد اسرائيل في لبنان وفلسطين وسوريا . ومواقفهم السياسية واضحة ومعروفة وهم الأكثرية الساحقة ..
لكنهم المغلوبين في الأرض لاحول لهم ولاقوة .. ( سنسميهم جدلاً مصر بهية ) .
– فئات تجار لقمة العيش المسروقة من المواطن والمتسلقين والمنتفعين أصحاب الكروش الذهبية والمطبعين مع اسرائيل والمطبلين لطبول الخيانة . والتي وصل الأمر لدرجة الوقاحة بالخيانة . وعلى رأس قمة الهرم آل مبارك وحاشيته وفرعون مصر حسني مبارك.. ( سنسميهم جدلاً مصر مبارك ) .
والذي استطاع عبر 23 التي خلت من حكمه تحييد الكثيرين من شعب مصر عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وغسل عقولهم عبر هتافات مهبطة للعزائم , ومحفزة لنعرات إقليمية وفرعونية . ( وهذا القسم لن نتناوله في مقالنا ) .
القسم الأول مصر بهية .. كما أسلفنا ليس بيده القرار لكنه لم يستسلم رغم سنون العجاف الثلاثة والعشرين التي حملها نظام مبارك لمصر . تتعالى أصواتهم الرافضة لمواقف النظام في جعل مصر مركز المؤامرة على القضية الفلسطينية . وقرار المنع لأي مقف عربي موحد . كمثال القمة العربية بعد حرب غزة . بينما اجتاحت هذا القسم من الشعب المصري ناران أشعلت اللهيب في صدورهم .. لهيب مناصرة إخوتهم في حرب تموز الأخيرة على لبنان .. ومجزرة حرب غزة .. ونار طاغيتهم مبارك . الشرطي الأمريكي الإسرائيلي القابض على أعناق مصر .
أما القسم الآخر .. مصر مبارك .. هللوا لحرب اسرائيل في لبنان واتهموا المقاومة وسوريا أنهم سبب الحرب .. كما اتهموا حماس أنها سبب مجزرة حرب غزة .. فتراكضوا يباركون الجدار الفولاذي الذي يكمل الحصار على مليوني فلسطيني محاصر .
سوريا ليست أفضل من مصر من ناحية الإقتصاد , والفقر , وصراع طبقي , وكبت حريات الرأي .. وتوريث مخالفٍ للدستور . هي نظامٌ عربي كما في جميع أقطار العرب .
لكن سوريا كشعبٍ ونظامٍ موحد ضد أمريكا واسرائيل .. ومؤيد ومساند للمقاومة .
سنفصفص هذا الكلام للإجابة على بعض الأسئلة ..
بعد خروج مصر , القوة العسكرية والبشرية الكبرى من ساحة الصراع مع اسرائيل بتآمر حكامها وحكام العرب . ظلت سوريا شبه وحيدة في دائرة الصراع وظل جولانها محتلاً , رغم الجميع يذكر المفاوضات التي كانت بين الأسد الأب وكلنتون . والتي فشلت بسبب تمسك الأسد بكامل تراب جولاننا المحتل .
خروج مصر كان طعنة ليس لسوريا والعرب وحسب , بل لمصر بهية ولشهداء مصر الذين ضحوا بدمائهم من أجل فلسطين وسيناء وغزة .
مما جعل سوريا هي الأضعف أمام أي مواجهةٍ عسكرية قادمة مع اسرائيل أمام جبروت آلة الحرب الإسائيلية المدعومة عالمياً وبعض حكام العرب , وأضعف المقاومة الفلسطينية .
مما جعل سوريا تساند وتدعم أكثر حول المقومة الفلسطينية , وساهمت في خلق المقاومة اللبنانية وساندتها .
فالعدو واحدٌ .. والجبهة واحدة , وإن تغير مكان القتال .

لماذا لا تفتح جبهة الجولان المحتل إذاَ ؟. سؤال يطرح .

الجواب بكل بساطة هو انتحار عسكري .. حين يكون عدوك يركب أحدث وأعتى آلات الحرب . لن تستطيع موجهته بجيش عسكري نظامي صغير العدّة . بل بضربات استنزاف تضعفه في جبهاتٍ غير مباشرة . تستطيع فيها الصمود واستمرار المواجهة .

ماذا حصل إذاً في السنوات الأخيرة ؟..

سنضع مقارنة بسيطة بين سوريا نظاماً وشعباً .. وبين مصر مبارك ( تذكروا التقسيم بالأعلى ) .

حرب تموز على لبنان 2006 :

– سوريا لم تتخلى عن المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله ومدتها بكل ماتستطيع , متحدية العالم وقراراته ضدها . وفتح السوريون صدورهم قبل بيوتهم لمليون ونصف من إخوتهم اللبنانيين الهاربين من الموت .

– مصر مبارك .. حمّلت حزب الله المسؤولية وتناغمت مع كونداليزارايز بوعود شرق أوسط جديد , خالٍ من المقاومة . نعاجٌ لإسرائيل . وعطلت أي موقف عربي يدين العدوان . ومنعت , واعتقلت , وبطشت بمصر بهية التي حاولة الصراخ تضامناً مع الشعب اللبناني في محنته .

حرب غزة 2008 والتي سميت بحرب الإبادة ..

– سوريا مأتمٌ في كل بيت .. هبّت شعباً وحكومة مساندة أهل غزة وفصائل المقاومة . وسعت حكومتها لرص الموقف الرسمي العربي بموقف ضاغط للعالم . ليضغط على اسرائيل بوقف المذبحة .

– مصر مبارك .. حمّلت المقاومة حماس المسؤولية عن الحرب . وعطلت أي موقفٍ عربي موحد لعقد مؤتمر قمة . لم تكتفي بذلك . بل أغلقت منافذ غزة على 2 مليون فلسطيني يقتل . ومنعت عنهم الدواء والغذاء والنجاة .

كلمة أخيرة ..

مصر بهية ستعود ولن تخنقها مصر مبارك رغم الجوع ورغم القهر ..
وتظل في قلب كل عربي ومسلم .

مصر مبارك ستذهب الى مزبلة التاريخ كفرعون وأعوانه .

سوريا أخت مصر بهية العظيمة ..

نحبك مصر بهية ..

نحقد عليك ونكرهك مصر مبارك .

قاسيون .

أقرا أيضا “رد على مصريان وسوريا”