ملك اليمين ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم ..!!
نتابع موضوع ” الرق في الاسلام ” واتكلم عن جزئية ” ملك اليمين والجواري ” .. وهي شبهة من الشبهات التي تُثار كثيراً أيضاً ..
وفي البداية لا بد أن أشير أن نظام ” ملك اليمين والجواري ” لم يكن اختراعاً اسلامياً .. بل كان موجودا قبل الاسلام بزمن طويل وهو في موجود في كل الدايانات التي سبقت الاسلام .. ويكفي ان نقرأ بعض النصوص في الكتب المقدسة التي سبقت الاسلام لنرى ذلك الأمر بوضوح … وهو أيضاً موجود عند الشعوب الوثنية ..!!
ما قلته بحد ذاته كاف لهدم الشبهة من أساسها .. اذ كيف تُعيبون علينا أمراً هو موجود عندكم ؟؟!!

لنترك غيرنا .. ولنرَ تعامل الاسلام مع الجواري وملكات اليمين .. وهو الأمر الذي كان شائعاً وموجوداً قبل الاسلام كما قلت..!!

 ..ولا بد أن نذكر أن أسر النساء لا يكون اعتباطاً من طرف الجنود .. وانما هناك شروط .. مثل أن تكون النساء في دار الحرب نفسها .. وان تكون الحرب مشروعة .. وان لا يكون هناك تبادل للأسرى وغير ذلك ..
وهؤلاء الاسيرات أو السبايا .. سيكون أمام المسلمين ثلاث طرق للتعامل معهن …
إما قتلهن … أو وضعهن في معسكرات ومعتقلات حتى الموت .. او تركهن في الطرقات للتسول والبغاء ..
او اتخاذهن كملكات يمين .. بدرجة أقل من درجة الزوجة .. ثم فتح الأبواب التي شأنها ان تُعيد لهن حريتهن وكرامتهن ..!!
وما قلته في الموضوع السابق أن الاسلام جعل تحرير الأرقاء والعبيد كفّارة للعديد من الآثام ينطبق أيضاً على الجواري ..
إضافة إلى ان الاسلام قد رغّب وشجع على الزواج منها … فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري
( أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ وَأَيُّمَا عَبْدٍ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ فَلَهُ أَجْرَانِ )
وأي أسيرة او جارية تحلم بمثل هذا الكلام ؟؟!!!
كما أن من تنجب ولداً وتصبح اماً لولد تنال جزء من حريتها .. فلا يجوز بيعها بعد ذلك ..فإذا مات أبو الولد أصبحت حرّة ..هذا في حال لم يتزوجها من هي لديه ..!!

أيضاً منع الاسلام اكراه هؤلاء الفتيات وأقول الفتيات احتراماًُ لهن كما علمني سيدي وحبيبي رسول الله عندما قال كما في صحيح البخاري ( وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي ) أقول منع من اجبارهن على البغاء .. وأوجد نظام المكاتبة .. وهو أن تدفع مبلغاً من المال لصاحبها نظير حريتها وفرض أن يتم معاونتها ومساعدتها في دفع المال كما جاء في القرآن العظيم
( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) النور 33.

ومن التشريعات الاسلامية أيضاً بحق الفتيات وملكات اليمين أن الاسلام قصر معاشرتهن على رجل واحد فقط .. فلا تحل لغيره
واذا زوجها سيدها من أحد فتيانه تصبح محرمة على السيد ..وليس بمكانه فسخ عقد زواجه او اجبارها على الطلاق كما قال صلى الله عليه وسلم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يُزَوِّجُ عَبْدَهُ أَمَتَهُ ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا إِنَّمَا الطَّلَاقُ لِمَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ).
وغير ذلك من المزايا والتسهيلات التي جعلها الله لأولئك الفتيات وملكات اليمين .. ليضمن لهم حياة بعيدة عن حياة التسول والبغاء التي قد يُجبرن للجوء إليها ..!!

وفي النهاية..يتباهى الغرب والويلات المتحدة أنهم وضعوا قانوناً في العصر الحديث يلغي الرق والعبودية في العالم .. رغم ان هناك الكثير من المناطق لا تزال فيها عبودية حتى الآن في العالم الغربي .. ولكن هل تعلمون ان اول من وضع القوانين لالغاء الرق والعبودية هم المسلمون .. هم الخلافة العثمانية المسلمة في عام 1830 عندما كانت امريكا تطفح بالعبيد ..؟؟!!!

وقد تلقى المسلمون ذلك القانون بالفرح .. لأنه تطبيق لروح الاسلام ولتعاليم الاسلام ..!!
والحمدلله على نعمة الاسلام العظيم وكفى بها نعمة ..!!

أخوكم .. مــــأمون