نحن في زمن شعار الاغلبية فيه هو:
دَعُـوا التفهُّم جانبـاً فالخير ألاَّ تَفهـمـوا !!!
وهو بيت شعري من رائعة الشاعر العراقي: معروف الرصافي التي اسمها : ناموا ولا تستيقظوا ما فاز الا النوم .

فهناك ناس في هذا الزمن مهما شرحت لهم وافهمتهم واتيت لهم بالادلة لن يقبلوا ان يفهموك ؟! و حتى لو استيقنت قلوبهم من صدق ما تقول ؟!
فهم غاية في الاخلاص لشعارهم في الحياة الذي يحثهم على عدم الفهم لان الخير كما يعتقدون هو ان لا يفهموا مطلقا !!
فامام هكذا( بني ادمين ) ان حق ان نسميهم ادميين وليس اضل من الانعام سبيلا الا ان تتخذهم هزوا وتضحك عليهم حفاظا على صحتك المهمة والغالية 😂 لا تتعب نفسك معاهم. العبط والغباء اختاروه باصرار وعن دراية ، فافضل وسيلة للتعامل مع من يريد ان يكون كالانعام بل اضل سبيلا ان تتخذه هزوا وتضحك عليه ولا تتعب نفسك بامره .
فهكذا فعل كثير من كبار الادباء والمفكرين ومنهم شاعرنا العراقي الكبير معروف الرصافي وهو يخاطب مجاميع من الاغبياء الذين عبطهم وغبائهم يضحك الثكلى .
في قصيدته التالية ، و لنتمعن ابياتها وهو يسخر من هكذا نوعيات من البشر !! حيث يخاطب الاغبياء فيها ويقول لهم :
يا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام محـرَّمُ
ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ
وتأخَّروا عن كلِّ مـا يَقضي بـأن تتقدَّموا
ودَعُـوا التفهُّم جانبـاً فالخير ألاَّ تَفهـمـوا
وتَثبتُّوا في جـهـلكم فالشرُّ أن تتعلَّــموا
أما السياسة فاتـركوا أبـداً وإلاَّ تندمـوا
إن السياسـة سـرُّها لو تعلمون مُطـلسَمُ
وإذا أفَضْتم في المبـاح من الحديث فجَمْجِموا
والعَدلَ لا تتوسَّمــوا والظلمَ لا تتجَّهـموا
من شاء منكم أن يعيش اليوم وهــو مُكرَّمُ
فليمُس لا سـمـع ولا بصر لديه ولا فــمُ
لا يستحـق كرامــة إلا الأصم الأبكــمُ
ودع السعـادة إنمــا هي في الحياة توهُّــمُ
فالعيش وهـو مـنعٌّـم كالعيش وهو مذمّـمُ
فارضوا بحكم الدهــر مهـما كان فيه تحكُّمُ
وإذا ظُلمتم فاضحكـوا طربـاً ولا تتظلَّمـوا
وإذا أُهـنـتم فاشكروا وإذا لُطمتم فابسـموا
إن قيـل هـذا شهدُكم مرٌّ فقـولوا علقــمُ
أو قيـل إن نهـاركـم ليـل فقولـوا مظلـمُ
أو قـيـل إن ثِمـادكم سيـل فقـولوا مُفعمُ
أو قيل إن بلادكـــم يا قوم سـوف تقسَّمُ
فتـحمّـدوا وتشكـّروا وترنّحـــــوا وتـرنّمـــــوا

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. فعلا في ناس عندهم عداوة مع الفهم ههههههه
    لا يفقهون حديثا كما يقول القران الكريم ، وما يقدرون ان يسمعوا وحتى لو سمعوا يعرضوا عن الحق !!
    يحبون العبط والاستعباط ههههههه وعقولهم مغلقة تماما ! او يجادلون بالباطل رغم انهم يعلمون انه باطل وكلو هباب ! لكن مجرد عناد فارغ ، ويحسبون انهم بذلك سيبنون لهم شخصية مستقلة !
    لكن بالحقيقة هم بذلك يحقرون انفسهم ويثبتون انهم بهايييم !
    والا ماذا يمنع شخص ان يتراجع عن موقفه ورايه ؟؟ بل يغير دينه ودين ابائه وليس فقط مذهبه ورايه ، ان وجد ما هو اصح وافضل .
    فكل رجال التاريخ العظماء فعلوا ذلك عندما تبين لهم الحق !
    بل حتى سحرة فرعون على عظمتهم ودهائهم وقربهم من فرعون ، لما شافوا الحق الذي اتى به سيدنا موسى عليه السلام خروا سجدا ، وما همهم ان يصلبهم فرعون في جذوع النخل !! فدخلوا التاريخ وحصلوا على الاخرة .
    لكن في المقابل هناك من لا قيمة له ولا وزن يبقى معاند رافض الحق حتى لو قبوله بذلك الحق لا يعرضه لاي مخاطر !
    شتان بين هؤلاء وهؤلاء .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *