نسيم الذكريات

بقلم صديق نورت الفارس المصري العربي

وضعت على الطاولة أمامي .. باقة الورود الحمراء ..

وبجانبها هديتي القلبية .. قلبين يتعانقان داخل علبة وردية بشريط فضى لامع ..

خلعت معطفي الاسود على جانب الكرسي .. وبجانبه حقيبتي السوداء ..

وجلست أتأمل القمر يداعب نجوم الليل ..

فيضاحكها تارة .. وتارةً يختفي منها خلف السحاب ..

كنت أنتظرها كى تأتي .. لتلتقط علبتها الوردية وتمرح مع زهورها كالفراشات

طال الوقت .. فأخرجت من حقيبتي السوداء قلمي وبعض الوريقات البيضاء

ورحت أخط بعض العبارات … وألون من بينها بضع كلمات ..

ليل العاشقين يهمس بأذني … بنسيم الحكايات ..

وقلمي يلاحقه .. يسطر معه .. حكايا من دنيا الذكريات ..

ربما تأخرت لأنى أغضبتها آخر مرة .. بل ذاكرتي تقول مرات ..

ربما منعوها أن تأتي .. ربما تداعبني كالقمر الغائب خلف السحاب ..

ربما مرضت فجأة .. أو ربما نسيت موعدنا .. وغردت بعيداً مع بعض الصديقات ..

ربما .. وربما .. إحتمالات كثيييرة تدور وتدور .. وترسم كثيراً من تساؤلات ..

شاهدت ظلي المختبىء خلف وميض الضوء الخافت …

يتلفت ويتلهف … يبحث عنها بكل الأرجاء ..

ويعود يائساً .. خلف معطفي الأسود للإختباء ..

ونظرت لأوراقي البيضاء .. فطارت منها كل الذكريات .. لتعود بيضاء ..

ونظرت لساعة يدي .. وادركت أن الوقت .. قد فــــات …

النجوم لم تعد تلمع بالسماء .. والقمر القابع إستكان خلف السحاب …

إرتديت معطفي .. وحملت حقيبتي السوداء …

ونقلت علبتها الوردية .. من الجانب الأيسر .. للجانب الأيمن ..

وظلي يرقبني .. يردع من قريب سحابة حزن ظهرت بالأجواء ..

وأمسكت بقصاصة ورقية .. وخططت عليها عبارة واحدة :

” إلى من غيبت القمر .. وخبت نجومها خلف السحاب ”

ووضعتها بين الباقة الحمراء .. وأهديتها للنيل تتهادي على صفحاته بإباء

ورحت أرقبها .. وهو يحملها بعيداً .. تتمايل حزناً بين الأمواج ..

لقد أصبحت بعيدةُ جداً عن ناظري …

من خلفي .. يد حانية تمسك كتفي ..

فإلتفت لأجد عرافة .. تسألني ، إعطني كفك لأقرأ لك طالعك وتمنى كل الأمنيات

إبتسمت بشحوب .. ووضعت بيدها بعض نقود

لقد قرأته لنفسي .. منذ لحظات ..

تحياتي