بقلم عبدالله عنايت
بينما الناس في سبات عميق ؛ الشوارع فاضية، المتاجر مغلقة،السكون يعم أرجاء المدينة‘ استيقظت فئة من الناس تاركين لذيذ نومهم بعد أن سمعوا \”الصلاة خير من النوم\” توضؤوا متجهين إلى المسجد في ظلمة الليل وهم في شوق للجوائزالربانية فصاحب صلاة الفجر محاط بالفضائل، ومبشر بعظيم البشائر.. قال عليه الصلاة والسلام: { بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة }
وفي الوقت نفسه نجد هناك فئة أخرى من الناس لاتزال في سباتها العميق ، وما إن تنتهي صلاة الفجر ويخرج وقتها ، تشرق الشمس، ويبدأ وقت الدوام وإذا بذلك الهدوء يتحول إلى ضجيج. فالشوارع ممتلئة والمتاجر فتحت أبوابها وترى زحمة الداخلين والخارجين منها…وبينما نحن في لحظات التحول السريع لماذا لم نسأل أنفسنا هل أصبح الدوام أهم من صلاتنا؟ هل صارت الجامعة أو المدرسة التي طريق نجاحنا أهم من عمود الإسلام؟ هل أصبحنا نفكر ماذا سيقوله المدير لنا إذا تأخرنا عن أعمالنا ولم نفكر ماهي نظرة الله لنا عندما تأخرنا عن الصلاة؟
لنتأمل معا ماذا يقول الله في كتابه العزيز:( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين)…هل بلغنا لهذا الحال الموصف في الأيه أم لا؟
فكم من الأجور والحسنات ضيعناها يوم تساهلنا عن أدائها ،لنتأمل سوياً الأحاديث التالية عن فضل صلاة الفجر في جماعة ،يقول الرسول صلى الله عليه ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله)) رواه مسلم. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله)) رواه مسلم.
سبحان الله مجرد إنك تصلي الفجر في جماعة تدخل في ذمة ،وتحيط بك حماية ورعاية الله في يومك كله وتشعر بالسعادة والطمأنينة لأنك تحت رعايته سبحانه.فلنحرص أشد الحرص على أدائها ،ولنكن من أهل الفجر.
قال صلى الله عليه وسلم: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون))….
ألا يكفينا ثناء الملائكة للمصلين جماعة فخرا!!؟؟؟
أنا شعيرة من شعائر الإسلام ضحية للسهر المحرم عند قوم ، وأسيرة الالتزام الأجوف عند آخرين ، بليت بقوم لا يعرفون قدري ، ولا يدركون أثري، آثروا راحة النفس على فضائلي أتدرون من أنا ؟ ، أنا القرآن المشهود، الثقيلة على أهل الهوى والجحود ، وأرباب الكسل والخمود، أنا صلاة الفجر جئت أحمل معي شهادات الضمان ، وصكوك البراءة من النفاق، أنا وأخواتي ثمن لأغلى سلعة ، وسلعة الله غالية ، وسلعة الله الجنة ، أنا صلاة الفجر المظلومة ، بليت بضرة مشؤومة هي النفس الأمارة بالسوء، بليت بجيل غايتهم راحة الجسد ، ولو غضب الواحد الأحد ، أعمتهم الدنيا عن رؤية الآخرة ، والعمل لها فقست قلوبهم ، فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة
أنا الفجر رمز ولادة كل خير، ورمز النصر وعنوان الشباب ، وعلامة الحركة، ودليل الحق والعدالة، وقتي من أهدأ الأوقات ، ففـيه لحظات الصفاء، وفـيه توزيع الأرزاق، وأنا صلاة الفجر دليل على قوة الإيمان والبراءة من النفاق لمشقة هذا الوقت على النفس، ألم تسمعوا قول حبيبكم صلى الله عليه وسلم : (( إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فـيهما لأتوهما ولو حبوا )).
أنا صلاة الفجر قد كنت أشكو من هجر العصاة والمنحرفـين ، واليوم أصبحت أشكو حتى من أهل الخير والصلاح ، وأرباب الدعوة والفلاح, أشكو عباداً لله ينعمون بأمن فـي الوطن ، وصحة فـي البدن ، ورغد فـي العيش ، بيوتهم ملاصقة للمساجد يسمعون حتى همس المصلين ومع هذا إذا دعا داعي الله لا يجيبونه
يا أيها الغائبون عني : أنا صلاة الفجر مع صلاة العصر ثمن لأغلى مطلوب وأسمى غاية إنها رؤية وجه الجبار جل جلاله كما قال قدوتكم r : (( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون فـي رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها فافعلوا )) .
كلمات أعجبتني فنقلتها
شكرا أخ عبد الله على التذكير، جعلنا الله وإياكم من مقيمي الصلاة
قال عليه الصلاة والسلام: { بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة }
———————————————————————
شكراً للمقالة القيمة هناك احاديث شريفة أقرأها للمرة الأولى
هناك كلمات تسعد قلب الإنسان المتلهف على الحق
هل صارت الجامعة أو المدرسة التي طريق نجاحنا أهم من عمود الإسلام؟ هل أصبحنا نفكر ماذا سيقوله المدير لنا إذا تأخرنا عن أعمالنا ولم نفكر ماهي نظرة الله لنا عندما تأخرنا عن الصلاة؟
أسئلة صريحة أخي ومحرجة في نفس الوقت أتمنى من الله أن يعيننا للإ جابة عليها بأفعال تقربنا منه تعالى وليس بكلمات زائلة لعله يتجاوز عنا تقصيرنا في ديننا
مشكور أخي عبد الله على هذا الموضوع و بارك الله فيك
يارب سامحنا واغفر لنا وتقبل منا واهدينا طريق الصرااط المستقييم
غفرانك كم نحن خطايين
اللهم يا مقلب القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك
جزاك الله خير أخ عبدالله يا ريت كل الشباب مثلك ماشاءالله تبارك الله , الله يحفظك