القرآن الكريم والطب الحديث – الجزء الخامس عشر و الأخير

دراسة مقدمة من د. رانيا جمعة تنشر على أجزاء

ومن المعجزة أن ذكرت الآيتين في نفس السورة الكريمة
ولننظر إلى نظرية العلم الحديث أولا في وضع أساس جميع أو معظم الأمراض النفسية , وهو أصوات يسمعها المريض فيهيأ إليه أن أحدا ما يحدثه , ويطلب منه أشياء معينة , ولكن الحقيقة أن الطب النفسي فسر هذه الأصوات أن مصدرها الدماغ (المخ) لخلل ما حدث به .
ولكن نحن المسلمون إذا تأملنا في الآية العظيمة لن نحتار , فالصوت هو صوت الشيطان, ومن منا لم يسمعه سواءا كان مريض نفسي أو لا ؟؟ .
فهو يأتي الجميع ولكن بحديث متغير , فمنهم من ينهره بقوة الإيمان, ومنهم من يستمع إليه وينساق ورائه حتى يكون هو الصوت الأعلى الذي يسمعه .
والدليل على خطأ علماء طب النفس الغربيين في تفسير تلك الأصوات أنها خلل بالمخ , أنه إذا حدث خلل بالمخ فالأولى أن يكون هناك تأثير عضوي قبل التأثير النفسي أو يصحبه.
فمثلا أقل مثال هؤلاء الذين يصابون بشلل نصفى مؤقت وسريع عقب الغضب أو التعرض لخبر مفاجئ transient ischemic attack , فهذا الحدث الجليل حدث لمجرد تقلص شرايين المخ لبرهة لا تتجاوز بضع ثوان , فكيف يحدث خلل يؤدى إلى مرض نفسي دون أن يصاحبه أعراض جسدية؟؟!
فالشيطان يتمثل له في صوته أولا , ثم عندما يستجيب الفرد يبدأ في الاستحواذ على عقله وفكره ويأتيه بصوت الكثير .
وهنا أتحدث عن تلك الأمراض النفسية التى يصاب بها الشخص السليم عضويا وليس ذلك الشخص المصاب بأمراض قد تؤدى إلى العته أو البلاهة مثل الخلل فى وظائف بعض الغدد .

والآية الثانية التي ذكرت بأن القرآن فيه شفاء للناس , فهو الشفاء الروحي والنفسي من جميع الأمراض النفسية عند المرء شديد الإيمان والصلة بالله تعالى , بالرضا و التسليم لأوامره . و الاحتراز من وساوس الشيطان , و إتباع الحق سبحانه فيه شفاء ليس من الأمراض النفسية فقط ولكن من الجسمانية أيضا ,
فكون الإنسان يسلم بأمر الله تعالى ولا يعترض على قضاء الله في مرضه , وأن الشافي هو الله والضار هو الله , هو في حد ذاته شفاء .