مرسلة من صديق الموقع فريد فرج

الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله مريض الفشل الكلوي حتى يؤخر مسألة رحيله عن هذه الدنيا هو غسيل الكلى

فما الذي يستطيع فعله مريض الفشل القلبي ؟

غسيل قلب طبعاً

أحب ممارسة غسيل القلب ..
وهو شيء أشبه بغسيل الكلى الذي يتعرض له مرضى الفشل الكلوي ..
أي أنه العلاج الناجح الوحيد لمرضى الفشل القلبي ..

الفضفضة ..

أنت تمنح شيئاً رخيصاً ، وهو الكلام أو الكتابة ..
فتحصد الراحة ، والسكينة والسلام ..
صفحة واحدة تتخلص منها ، كفيلة بإزالة أطنان من الصديد الجاثم على روحك ..

…………….

تداعي الذكريات لعبة جميلة أحب أن ألعبها بين الحين والآخر ..
دع كل شيء يخرج ، الشيء الحقيقي وليس الشيء الذي يكتبه هواة المذكرات ..
يعني لا تصنع من نفسك بطلاً على الورق ..
لأنك لن تصبح كذلك حقيقة ، تحدث عن أمور حقيقية في حياتك ..
فالحياة كفيلة بأن تجعل منك بطلاً حتى ولو كنت فاقد الأهلية ..
الخيبات ، الصراعات ، الفشل ، العبثية ..
رحلة ثور الحقل الذي يدور يومياً في نفس الدائرة لكنه لا يصل إلى أي مكان أبعد من ذلك ..

هذه بطولة تستحق أن يسمعها أحد ..

على الأقل هي حياتك

أهلاً بكم مرة أخرى

أما كيف تعرف أنك مصاب بالفشل القلبي .؟

فمعرفة ذلك سهلة ..

هل تمت تهيئتك لتكون طبيباً ، فأصبحت موظف استقبال للفترة المسائية في مستوصف خاص !
تتسلى بمشاهدة الجراح وهو يقوم بتطهير الرضع .!
للمتحذلقين

هل كنت تحلم بأن تصبح لاعب كرة قدم سيئ

أو مذيع تلفزيوني فاشل

أو مطرب شعبي لاغاني هابطة

ولكن كان هناك من يحلم (بدلأ عنك ) لتكون مهندساً

لم تصبح أي شيء مما خطر في أحلامك

وأثبتت ذلك لأحدهم أنك لا تجيد الحلم

لكنك في المقابل ـ لم تصبح مهندساً

مما يعني أنك عجزت عن تحقيق حلمك الخاص

فكيف تستطيع تحقيق حلم الآخرين

هل كرهت نفسك يوماً لأنك لم تستطع تحقيق آمال وتطلعات الآخرين ؟

هل تحملت وزر الإحباط الذي شعرت به أمك لأنك لم تصبح أستاذأ؟

هل تشعر بأنك أفضل من الآخرين ، لكن الظروف لم تنصفك ؟

هل شعرت بأنه لا هم للعالم إلا أن يقف ضدك ويؤخرك ويهدم أحلامك ؟

…..أذن …..

أهلاً بك في نادي ..القلوب الفاشلة

…………………………..
………………………………

في المرات القليلة التي كان يزورنا فيها أحد اقربائنا من القرية

كنت أحب الجلوس معه وأ تحمل أحاديثه المملة

وأحاديثه التي لا معنى لها

لأنني ـ أولاً ـ كنت أحب رائحة التبغ التي تصدر من فمه

ثانياً ـ كان يجلب أطيب ( جكليت ) ذقتها في حياتي

سباك هو

فقيــر هـــو

مدخن هو

فخور جداً بنفسه

لا لشيء إلا.. لأنه ( سباك و فقير و مدخن )

وهذه حقيقة من الصفات القبيحة جداً في ضيفنا عموماً ..
فخورون جداً بأنفسهم لا لشيء إلا لأنهم.. أنفسهم هم

أذكر أنني في واحدة من المناسبات التي من المفترض أن تتحدث فيها عن شخصية بارزة كان لها التأثير الكبير في حياتنا

وجدت أنني تركت الحديث عن والدي

و تحدثت عن نفسي طبعاً

لأنه لا يوجد شخصية أثرت بي مثلي أنا

ولولاي ـ لولا وجودي ـ لما كان لأي أحد دور في حياتي

لأن انعدامي معناه ـ بالمقابل ـ انعدام كل الوجود

السبب الرئيسي لتقاطع كل تفاصيل الحياة معي ، هو وجودي أولاً وأخيراً

أعود لضيفنا الزائر الذي يحب الحديث عن نفسه ، وهو شيء مفهوم طبعاً

ويمكن تحمله إذا كان يفضي إلى كمية هائلة من الجكليت تملئ جيوبك

حدثنا عن ( ضحى ) الفلاحة التي كان يحبها وتحبه

( من المستحيل أن يحكي بطل ما حكاية يكون هو المحب من طرف واحد ، لا بد من أن تحبه كذلك )

وكيف اضطر لتركها والانتقال لقرية أخرى

وكيف عاد بعد عشر سنوات ليجدها قد تزوجت وأنجبت طفلاً ذكراً

عرف ذلك طبعاً من الطفل

سأله أحد أخوتي الذي كان خارق الذكاء منذ صغره

قد أخبره بكل تلك التفاصيل دون أن يخاف من عقاب

فاستغرب قريبنا الزائر

كيف عرف باسم الطفل

فأجابه أخي : بأنه ـ أي قريبنا الزائر ـ اسمه أحمد

ولا بد أن ( ضحى) قد أسمت ابنها باسمه

هكذا هي القصة دائمأ

طبعاً كافئه قريبنا بكمية كبيرة من الجكليت

ولم ينتبه إلى نبرة السخرية الواضحة في صوت أخي

أما أنا فكان يشغل بالي شيء واحد فقط

إن كانت القصة مفبركة حقاً ، لماذا لم يبتكر اسماً آخر غير ضحى

إن هذا الاسم يوحي بأنه اسم لأحدٍ ما حقاً

فهل يا ترى كانت هناك واحدة اسمها ضحى تحبه حقاً ويحبها

تخيلوا منظر مجموعة من الأطفال ، يسألهم عمهم ( السباك ) عن طموحاتهم المستقبلية

وهذه لعبة يحب الكبار ممارستها ..
أما أنا فكنت أكرهها ..
أكرهها بشكل لا يمكن تخيله ..

أولاً كنت أكره فكرة الطموح المعلّب الذي يفرضه علينا الكبار

لا بد من أن تكون طبيباً أو مهندساً أو طياراً

ثانياً : كنت أكره الود المصطنع الذي يمارسونه معنا

خصوصاً وهم يربتون على رأسي الضخم

لأن ذلك كان يزعجني

وفي نفس الوقت ، يصدر صوتاً غريباً يدفع أخوتي للضحك

أختي تريد أن تصبح معلمة أطفال

وأختي الأخرى تريد أن تكون طبيبة أطفال

ولا أعرف ما هي حكاية المرأة مع الأطفال ، لا بد لكل امرأة من طفل في حياتها ، يقولون بأن الدافع الرئيسي لزواج المرأة هو الأطفال ، لكن الرجل الأحمق لفرط غروره يعتقد أن المرأة ميتة في دباديب أهله ، لذلك تزوجته

وأخي يتمنى أن يصبح .. نقـيب

يسأله عمي لماذا نقيب تحديداً ليس ضابط

فيجيبه : ومن قال لك إني اريد أصير ضابط انا فقط اريد ان اكون نقيب

أما أخي الأكبر

فهو الوحيد الذي كان يريد أن يصبح سائق تاكسي

والحقيقة انه الوحيد الذي حقق طموحه

أما أنه أوتي ملكه التنبؤ ، أو أنه كان الوحيد الذي لديه طموح حقاً

لم أصبح طبيب اً

وهذا شيء واضح ولا يحتاج إلى ذكاء لاكتشافه

لذلك أستطيع أن أقول : أنني أكره الأطباء

وسوف تقولون : الأن عرفنا السبب

وأقول أنا بدوري : يا لكم من مجموعة من الأذكياء

لاني انا عملت موظف استقبال فترة قصيرة وكانت الفترة المسائية والمستوصف صغير

وبعد توطيد علاقتي مع الطبيب الجراح

وبعد رشوة الممرض المناوب لانه رجل طيب

يختفي الممرض فجأة من المستوصف

ويجد الدكتور أنني الوحيد المتوفر

فيسمح لي بمساعدته ألأمساك بالأطفال بينما هو يقص .. احم احم

وكانت تلك أيام ممتعة حقاً

ليس لأنني سادي أحب رؤية الرضع يعذبون

لكن لأنني شعرت بأنني أقرب ما أكون إلى طبيب مني إلى مجرد موظف استقبا ل ..

لم تصبح شقيقتي ( طبيبة أطفال ) ولا الأخرى .. معلمة أطفال )

لكنهن على الأقل حققن نصف الأمنية
أصبح لديهن الكثير من الأطفال

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. ولا أعرف ما هي حكاية المرأة مع الأطفال ، لا بد لكل امرأة من طفل في حياتها ، يقولون بأن الدافع الرئيسي لزواج المرأة هو الأطفال ،( لكن الرجل الأحمق لفرط غروره يعتقد أن المرأة ميتة في دباديب أهله ، لذلك تزوجته)
    حلوه حلوه يافريد هذا مو كلام انه – قنص – يا خطير .

  2. ما بزيد على كلام الاخ الفجر البعيد كلامو جواااااااااااهر
    والله يعطيك الف الف عافية يارب يا فريد.
    وكتكوت مفرفش بيحب الديموقراطية كتير<<لك شو دخل الديموقراطية بالموضوع ههههههههههههههههه

  3. انشاء الله فريد،،من هذه الكلمات المعبره تكون قد ارتحت قليلا ،،وعملت غسل للقلب المتعب،،،
    فمن منا حقق هدفه في لحياه ،،ومن قال االمرأه هدفها في هذه الحياة هو الزواج لأنجاب الأطفال ،،،عزيزي انت مخطأ من هذه الناحيه،،فلفتاة أول شييء يخطر في بالها هو الفارس االقادم على حصان ،،ليخلصهامن متاعب الحياه الذي سرعان ما يغرقها في مصاعب اصعب ،،لن ابتعدعن الموضوع،،كما قلت في الكتابه راحه عقليه راءعه تمر ساعاتها كأنها دقاءق لا تشعر بهاوهي فعلا غسيل القلوب ،،،،شكرا اخفريد؟؟؟ولك ايافريد البدري او القرقناوي او فريد جديد لا صلة له بلقديم ،،على كلا الف شكر

  4. يا فريد الله يعين أبوكم عليكم ,عيال أكل ومرعى وقلة صنعه .
    والسباك مفروض يعطيكم واشرات , حنفيات , بايبات مو جاكليت 🙂

  5. موضوع رائع اخ فريد
    حلمي الذي لم يتحقق هو تحرير اراضين المحتلة بواسطت شعوبنا المسلمة وذالك بتنضيم مسيرة هدفها ان ينطلق كل المسلمين من اي منطقة في العالم نحو اراضينا المحتلة وسلاحنا ايماننا بالله حاملين كتاب الله و رايات بلادنا .
    هدا هو حلمي ان يتحد كل المسلمين بغض النظر عن حكوماتنا ضد الاحتلال و الضلم.
    هل هو صعب المنال ؟

  6. اخي البلدوزر مو هو خبيث ومتملق يحمل الحلويات لمأرب أخرى وهو يعمل سباك او بالمجاري مثلما نسميه ويدخن بكثرة ويهذري كثيرأ …ايلين انا قلبي من زمن بعيد غسلته واغلقت كل ابوابه بالشمع الاحمر لاني كنت اتصور من احبها صرحأ في الافق واراها بدرأ لي
    الفجر البعيد حبي الطفل من اهم الاشياء في حياة كل مرأة
    وشكرأ لك اخي متيم اليسا كم حلوة هي الحرية يا متيم

  7. الارادة والعزم وتحدي الشيء ليس بصعب على الانسان ان اراد هو ذلك ليس كلام فقط انا كذا وانا عملت كذا لكن الخوف من الغدر والخيانة لا سامح الله

  8. جميل ماكتبت أخي فريد ..واعذرني اذا قلت لك أجمل ماقرأت في النص هو عنوانه .. سأعود قبل قليل . عنوان ساحر .

  9. اخي قاسيون.. الوحدة تجعل الانسان في بعض الاحيان يكون فيها لدرجة فيلسوف اذا مسك الورقة والقلم وبدأ يكتب …مرة يكتب شعر ينبع من اروع احساس ومرة يكتب القصة وهو كله الهام ومرة ينتقد من غير ما يعرف عن ماذا يعلق او ينتقد الجوع الخوف الحرمان كلها تصنع من الانسان مبدع ولكن في عالم منسي وكلمة منسي هي اقصد ليس هناك من يشجعه او يقول له هذا جيد او غير جيد واتصور يا قاسيون انت قرات كل الي كتبته وقرأت العناوين كلها ذات بعد وتأمل ولي بعض الاشعار مرة احبب فتاة وكتبت لها اروع ملحمة ووقتها نشرتها بمجلة الفيصل السعودية والكثير الكثير عندي الان جنطة او شنطة مليانة من الكتابات التي اكتبها واخبيها في هذه الشنطة او الحقيبة .

  10. قرأتها عزيزي فريد , نشرتها هنا انت اييضا وعلقت عليها اذا كنت تذكر

  11. فريد البدري والله انت مكروه شنو قصتك اليوم معي هل قرأت تعليقي على موضوع شذى ارسلته لك.. لقد ادمعت عيوني وانزلت العبرة على خدودي
    والان جعلتني اكتئب من الحياة وانا اليوم من دون هذه الجريدة اشعر بان اعصابي مشدودة قليلا ولا اعرف ما السبب
    تفاءل يافريد لان الحياة امامك واذا استمريت بهذا الشكل سوف تتغلب عليك الحياة ولا تستطيع ان تقاومها وهذا لاارضاه منك…اسمع كلامي ياابن بلدي
    واقرأ ما كتبته لك بموضوع شذى

  12. فريد الله يغسل قلبك ويغسل عظامك بزياره للحج انشاء الله
    والله يرزقك من خير الدنيا والاخره

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *