شوكُ صبار .. وجلنار 18

مرسلة من صديق نورت قاسيون

بدعوة من صديقي ” ماوحاول عينو ” زرت الصين يوماً ..
لم أتفاجأ بأفعى سور الصين .. جبال دراجاته الهوائية .. وجوه الصينيين التي رسمت بقالب واحد .
كانت مفاجأتي حين حملني صديقي ” ماوحاول عينو” الى مقبرة الصين العظيم .
قال مضيفي بعينين مفتوحتين مغمضتين :
هنا يرقد شعب الصين العظيم .
فَتَحَ فمي فاهُ متعجباً .. مقبرةٌ بلا قبور !!!.
على اليمين زرع سيف ساموراي ..
يساراً زرعت وردة ..
وفي الوسط خوذة محارب مثقوبة , نبتت منها قرنفلة .
لم ينتظر سؤالي ” حاول عينو” مستمراً بالشرح :
الجانب الأيمن دفنَ آل ” سنج ماسك عصا ” من الملك ” هومين حَكَمَهُ ” الى مراقب كلمات العامة ” شلون مانع معلق ” .
جميعهم لهم عينٌ واحدة تقرأ الأحرف من الأعلى الى الأعلى .
مثل ” قتل , تدمير , سجن , منع , تهجير , نهب , حرب , تعليق ” .
ثم أردف ” ماو” :
يساراً بعد الوسط دفنَ العامة من آل ” مين أخد إمي هو عمي ” . جميعهم أيضاً في رؤوسهم عينٌ واحدة زرعت . تقرأ الأحرف من الأسفل الى الأسفل .
مثل ” مقتول , مستسلمٌ , خنوع , مستكين , خاشع , ذليل ” .

داهم الصمت صاحبي الصيني وهو ينظر لمنتصف المقبرة , نحو خوذة المحارب المثقوبة التي نبتت منها قرنفلة ..
سألته بعد أن طال إنتظار صمتي بلغتي الصينية الركيكة : ..
شوهادماو.. ؟.
ركع على ركبتيه ساجداً .. فركعت وعيناي تنظران نحوه ..
تحركت شفتاه ببسملات صينية من الأعلى الى الأسفل . . بصوت قدسي قال :
هنا دفن الأبطال من آل ” تموت الأشجار واقفة ” ..
كانت لهم عينان تقرأ , وقلبٌ يكتب ..
مازالت محفورة كلماتهم على جدران القرنفل ..
” نقاتل لنحيا , الموت ولاالمذلة , الخشوع لغير الله ذلّة “.

رفعتُ كفيّ عالياً ..
قرأت الفاتحة على روح أبطال الصين العظيم . وشهداء العرب , والمسلمين , والمستضعفين .

ماأشبه حال العرب بمقبرة الصين العظيم .

من الصين .. قاسيون