شوكُ صبار .. وجلنار 23

مرسلة من صديق نورت قاسيون

” ندعوا سيادتك لحضورمؤتمرالقمة العربية ” .
هكذا بكل بساطة تلقيت الرسالة ..
لم أكن يوماَ رئيساً لقطيع إبل , فما بالكم أن أكون رئيساً لدولة !!… ماعلينا .
بالقطع هناك خطأ .. ولحسم الشك بالصميم .. توجهت أنا العبد الفقير قاسيون لحضور مؤتمر اللمة العربية .
وصلت متأخراً ..
ياللهول .. القاعة ممتلئة بحكام العرب ..
كلٌّ يجلس فوق عرش كرسيه . وأمامه يافطة كتب عليها إسمه وإسم البلد التي يحتكرها … ماعلينا .
دون جهد عناء , عرفت مكاني ..
طاولةٌ صغيرة بجانب الباب . خلفها كرسي صغير .. مكتوبٌ على يافطتها ” أصدقاء نورت ” .
ولأن قامتي طويلة , بعد عناء جهيد , استطعت إيلاج قدمٍ واحدة تحت الطاولة .أما الثانية , فتركتها أمام وجوه القاعة دون طاولة … ماعلينا .
جميعهم حضروا ماعدا طاولة فرغ كرسيها . مكتوب على يافطتها ” الحكومة الفلسطينية المعلقة ” وبجانبها جدارٌ يفصلها عن يافطة ” عريس مصر ” .. وبجانب جانبها . إلتصقت تماما معها طاولة مفطوطةٌ عليها رئيس الشرطة الفلسطينية ” إلعب آسي ” … ماعلينا .
بدأت الخطب تنهال كجبال الماطرة ..
جهادٌ على جزيرة سوسو .. إرهاب الحوشريين .. طم ب الأكبر والأصغر .. بني 4 .. مباركة السلام العستعصية … ماعلينا .
تتبدل الأضواء بين زائْرة وحميمة .. مرورا بالمبهمة .. حسب تبدل تضاريس وجوه حكام العرب … ماعلينا .
تارةً عابسة .. تارةً حانية الجبين نائمة العينين .. وتاراتٍ مكفهرة , مزرأبة , ملتوية , ممحقة … ماعلينا .
بعدما أفرغ حكامنا ما بجعبتهم من سهام وسعالٍ ديكي بخطبهم الفلانة والعلانة ..
نادى المنادي مصحياً نعاسي :
الكلمة الآن لأصدقاء نورت ..
وقعت الصاعقة فوق سماء رأسي ..
أأأأننننن أأأأننننا.. أأأأننننن .. أنأنت من شدة المفاجعة ..
ماذا يقول العبد العربي المسحوق قاسيون أمام حاكامات ديناصورية ؟!!!… ماعلينا .
رغم ربطّي لساني المتشاكل كربطة عنق قبل دخولي .. فأنا أعرفه.. إن حُلَّ رباطه سأجد نفسي في الداهية .. وماأدراك ماالداهية .. سوط حامية … ماعلينا .
لكن هذا المتشاكل أفلت من رباطه .. وأشعل النار في في حطب شفتيّ صارخاً :

أنتم العلةُ .. والمعلول هو العرب ..
أنتم الجار .. والمجرور هو الشعب ..
أنتم حماة كان .. وأخواتها في النهب

رأيت بأبي وأمّ عينيّ الدخان يتصاعد من أنوف حكام كراسي اللمة العربية .. ماعلينا .

لم تستطع أسناني إمساك لساني رغم عضها على رقبته .. ياللداهية .

أنتم الفاعل .. والمفعول به جنّ به الغضب ..
أنتم الماضي , الحاضر, المتسقبل ..
والضائع فلسطين , بغداد وكرامة العرب ..
أنتم ذلة العرب .. والأقصى بيع ببارات اللعب..
أنتم ..
أنتم ..
هاجت وماجت وجاشت قاعة المؤتمر ..
علت الهتافات .. أصوات تعلوا وتعلوا ..
كأن جبال الشعوب تحمل نعشَّ طاولتي للسماء ..
لساني مازال يعلو.. ونحن معه نعلوا ..
أصبحنا جثة واحدة تعلوا بين الأكتاف ..
الطاولة , الكرسي الصغير, أنا ..ولساني يعلو ويعلو ..
خرجت بنا الأكتاف خارج قاعة حكام العرب .. اللذين أكل الغضب أسنان يافطات أسمائهم ..
أصبحنا في الطريق نعلوا … ثم .. ونعلوا .

يافطةٌ كتبت في الطريق الذي نعلوا باتجاهه :
” طريقٌ باتجاهٍ واحد .. نحو غوانتانيمو ”

داهم الشتاء لساني ..
كأن أصابع سحرية , ربطت ياقة لسانه ..
قلت له أيها المتشاكل يالساني ..
هذه الأكتاف تحملنا معاً نحوه ” غوانتانيمو” .. ولاتعلوا بنا فوقها … ماعلينا .

من غوانتانيمو ..
قاسيون ولسانه المتشاكل ..
ماعلينا