مرسلة من صديق نورت احمد المصري
أمتع الكتب التراثية التى أعيد قراءتها بين الحين والآخر، الكتب التى تتناول قصص الحمقى فى التاريخ العربى. فهى، بجانب أنها مسلية، تفسر لى الكثير من السلوك البشرى الذى أتعامل معه فى حياتى اليومية. والحماقة هى كساد العقل والرأى، فإذا اتصف أحدهم بهذه الصفة، فلا تشاوره ولا تلتفت إليه فى أمر ولا تولينه سلطة. وبالأمس قرأت أحد هذه الكتب فغمرتنى موجة من الضحك بعدما وجدت أن الحمقى لم يختفوا من حياتنا، بل بعضهم يعيش بيننا، أحيانا نضحك من تصرفات الأحمق، وأحيانا نعانى من تصرفاته إذا كان صاحب سلطة ما.
وكان من أسباب ضحكى عندما قرأت كتاب الحمقى، أن أحدهم تجسّد أمامى، وكلما أوغلت فى القراءة كنت كأننى أرى صاحبنا يتكلم ويتحرك ويتصرف. فعندما سُئل بعض الحكماء عن وصف الأحمق، قال: «من سماته، أن رأسه صغير، ردىء الشكل، وكلما كانت هذه السمات واضحة فيه، دلت على رداءة فى هيئة الدماغ».
وقال جالينوس: «لا يخلو صغر الرأس ألبتة من دلالة على رداءة الدماغ، وإذا قصرت الرقبة، دلت على ضعف الدماغ، كما أن العين لو كانت ذاهبة فى طول البدن، فصاحبها مكار ولص، وإذا كانت العين كبيرة مرتعدة، فصاحبها بطال أحمق. ومن طالت عنقه ورقت فهو جبان، ومن كان أنفه غليظا ممتلئا فهو قليل الفهم، ومن كان وجهه شديد الاستدارة فهو جاهل».
الاحمق وانا
عندما قرأت سمات الأحمق، رأيت صاحبنا مجسدا أمامى، فحمدت الله على ما عافانا منه. فصاحبنا نموذج للأحمق الأصلى الذى وصفته الكتب، فهو إذا استغنى (أصبح غنيا) بطر، وإذا افتقر قنط، وإذا فرح أشر، وإذا قال فحش، وإن سُئل بخل، وإن سأل ألح، وإن قال لم يحسن، وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك نهق، وإن بكى خار (صوت البقرة).
وقد عرف صاحبنا بصفات الأحمق الأصيل، فهو يغضب من غير شىء، ويقول كلاما فى غير منفعة، ويفشى السر، ولا يفرق بين عدوه وصديقه ويتوهم أنه أعقل الناس. ومن علاماته: إن أعرضت عنه أعتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك. لذلك يقول الحكماء: من ابتلى بصحبة الأحمق فعليه أن يكثر من حمد الله على ما وهبه وحرم الأحمق منه.
ومن خصال الأحمق التى رأيتها فى صاحبنا، فرحه بالكذب فى مدحه وإن كان غير مستحق، ومن أخلاقه: الخفة، الجفاء، الغرور، الفجور، السفه، الجهل، الخيانة، الظلم، الخيلاء، المكر. والحماقة فساد فى العقل، وغريزة لا ينفعها الدواء. وقد سُئل إبراهيم النظام: ما حد الحمق؟ فقال: سألتنى عما ليس له حد !. وقال أبوزياد لولده: يا بنى، الزم أهل العقل وجالسهم، واجتنب الأحمق، فإننى ما جالست أحمق إلا وجدت نقصا فى عقلى.
ويقول الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدرى ويدرى أنه يدرى، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدرى وهو لا يدرى أنه يدرى، فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدرى وهو يدرى أنه لا يدرى، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى، فذاك أحمق فارفضوه. وقال الأعمش: معاتبة الأحمق نفخ فى بليسة.
الحديث عن الأحمق ممتع، لكن الحمق ليس له علاج، والشاعر العربى قال: لكل داء دواء يستطبّ به..إلا الحماقة أعيت من يداويها. وقال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء فى أصول الحنظل، كلما ازداد رياً زاد مرارة. بل لقد سئل عيسى عليه السلام: إنك تحيى الموتى، وتبرئ الأكمه، قال: نعم بإذن الله، قيل: فما دواء الحمق؟ قال: هذا الذى أعيانى. أما بشر بن الحارث فقد قال: يأتى على الناس زمان تكون فيه السلطة للأحمق.
الحمد الله على ما وهبني وحرم الأحمق منه.
اخي احمد انا رأسي صعير و انفي صغير و عنقي طويل و انا لا ادري ولا ادري انني لا ادري فهل اكون حمقاء ههههههههههه
شكرا على هذا الموضوع الجميل يا استاذ احمد و اتمنى ان تكتب لي إسم هذا الكتاب للمطلعة قليلا ولا تقل لي انك لاتدري فأنا ادري انك تدري و شكرا
ملحوظه اخي: ما معنى بليسه ؟ < >
للتصحيح هناك بعض الأخطاء الإملائيه : رأسي صغير و للمطالعة
احمد يا مصري لولا الغباء ما انعرف طعم لزكاء
ولكن هل الأحمق هو نفسه الغبي،،اوتشابه اسماء
بالفعل هل المواصفات بتنطبق على رئيس عربي اقرءو الموضوع
كتير منيح بتلاقو صوره هل الرئيس بتطلع لحالها بالخيال
hahahahahahahahahaha
رموش ،،صلي على النبي
خناقه على بكرة الصبح
ذكرتيني بسوزي
ماهذا الكلام يا ابوأحمد ؟ جعلت قراء نورت كل منهم يتحسس أنفه وعنقه ويضع إصبعه فى عينه ليتأكد ،، والشيخ/ جالينوس الذى تتكلم عنه ده يطلع مين ،، ده جعل البشرية كلها حمقاء ،، طب ماكان يقول أى واحد شكل الخنفسة يبقى أحمق ويريح دماغه بطل المواصفات القياسية التى تكلم عنها .
وهناك تصحيح لكلامك والذى نقلت فيه ” ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى، فذاك أحمق فارفضوه” ، والتصحيح ” ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى فذاك جاهل فاجتنبوه ” .
فمثلاً شعوب شرق أسيا مثل اليابان والصين عيونهم ضيقة ورؤوسهم صغيرة ، فهل هذا يعنى أنهم حمقى ؟ ، طب التكنولوجيا التى صدروها للعالم إذا كانت ستأتى من هؤلاء الحمقى ، ليتنا العرب حمقى مثلهم .
فالحمقى ليس لهم مواصفات شكلية ،، فهناك اناس قد تغتر بشكلهم ومنظرهم وتجدهم احمق مايكون والعكس صحيح ،، وأتذكر صديق حكى لى هذه الواقعة أنهم عينوا شخصا لديهم باحد المعارض لبيع المعدات البحرية وكانوا يظنون هذا الشخص احمق أو غير يقظ كما يجب ، ويقول ك ذهبت بجولة لاستعراض المبيعات الاسبوعية لعدد من المعارض فوجدت من باع هذا الاسبوع بخمسة الاف دولار ومن باع بعشرين الف دولار وأعلاهم باع بثلاثون الف دولار واخيرا ذهب لزيارة الشخص المسكين الذى نتكلم عنه وهو يعتقد أنه لوباع بخمسمائة دولار فهو جيد ،، ففوجىء به يخبره أنه باع بمائة وخمسة وثلاثون ألف دولار ، وتعجب وسأله ” كيف ؟؟ ورد الموظف : لقد أتى شخص ثرى يريد شراء سنانير حديدية لسنارته بعشرون دولاراً ، وقد أقنعته بشراء بدلا من هذه السنانير شراء طقم سنانير فولازية من الاستانلس تيل لا تصدأ بخمسون دولاراً ، فوافق ، فقلت له ولكن هذه السنانير الفولازية لن تناسب سنارتك الحالية فالافضل ان تشترى معها هذه السنارة التى تناسبها وقيمتها 450دولار فوافق ، فقلت له : ولكنك عندما تصطاد بهذه السنارة فستحتاج لمساحات أوسع داخل البحر لالتقاط الاسماك الضخمة المخصص لها هذه السنانير ولذا ممكن ان تشترى هذا اللنش البحرى الرائع الذى ستستمتع معه بالصيد فى أعماق البحر وقيمته 50الف دولار فقط لاغير ، فوافق ، فقلت له : بالتأكيد ستحتاج لسيارة قوية تجر هذا اللنش لك كلما ذهبت للبحر وسيارتك الحالية غير مزودة بخطافات فولازية لسحب قارب بهذه الثقل ،، ولذا اقترح عليك شراء هذه السيارة الجيب القوية والتى ثمنها فقط85 ألف دولار فقط ،، فوافق .
وهذه القصة قد نستفيد منها الكثير .
تحياتى ………………******************
اه اومال يخويا اه اومال
ههههه سيد الفارس المصري هذا ما نسميه الخفة التجاريه او marketing
ليس من يشتغل بالتجارة ذكي و سلس مثل هذا الموظف فعلا قصة جميله و معبره خصوصا لنرد بها على مدراءنا الذين يستهينون بمهاراتنا و بقدراتنا فنحن لا نطلب سوى فرصه لفرض وجودنا في السوق شكرا لك
اصدقاءي شكرا لمروركم
فعلا استاذ احمد، مثل هذه الكتب قد تبدو للبعض على انها كتب للتسلية والمتعة، ولكنها تحمل الكثير من تجارب الحياة، وفلسفتها.
شكرا جدا على الموضوع، لانى بالفعل استطيع ان ارى من خلالها الاحمق الذى عجزت عن وصفه من فترة.