مرسلة من صديقة نورت nanosa
لم تكن “كولزار حسين هامشين” إلا واحدة من بين نساء كثيرات لم يستطعن أن يقلن لأزواجهن كلمات الوداع الأخيرة في لحظات الفراق غير المتوقع الذي طال أمده.
” أذكر ذلك التاريخ جيداً, كان يوم الحادي والثلاثين من مارس/ آذار عام 1991, اليوم الذي فقدت فيه زوجي إلى الأبد.. فقدته بينما كان يحاول تقديم العون إلى الآخرين الذين كانوا بحاجة للمساعدة”. بهذه الكلمات التي تخفي وراءها حزنها بدأت “كولزار” تروي القصة التي تعيش معها منذ ذلك الوقت. سنوات طويلة تفصلها الآن عن آخر مرة رأت فيها زوجها, الذي أسرع مع رجال آخرين للمساعدة في إخراج الضحايا من تحت أنقاض بيت في الجوار أصابته قذيفة ليسقط على ساكنيه, لكنها لم تره بعد ذلك أبداً.
قبل أن يتوجه مع الآخرين إلى بيت الجيران الذي دمرته القذيفة, أخبر الزوج عائلته بضرورة ترك البيت والرحيل عن المدينة لأن القوات العسكرية آخذة بالتقدم نحوها.. تركت ” كولزار” البيت مع بقية العائلة, وبدأت الرحلة إلى خارج المدينة, وكانت تتوقع أن يلحق بهم زوجها في أية لحظة لكن ذلك لم يحدث مطلقاً.
وقد ظلت “كولزار” تتوقع عودة زوجها منذ ذلك التاريخ المحفور عميقاً في ذاكرتها وحتى عام 2003. ” طوال 12 عاماً كان قلبي يخفق في كل دقيقة يتحرك فيها مقبض الباب, كان يتملكني ذلك الإحساس بأن زوجي يقف خلف الباب وما هي إلا لحظات ويدخل منه”.. كان حزنها واضحاً وهي تنسج خيوط الكلمات وتعود بذاكرتها إلى سنين مضت.
” لكني فقدت الأمل تماماً بعد العام 2003″, تواصل “كولزار كلماتها الحزينة لأنها قبل ذلك العام تظن أن زوجها ربما ما يزال سجيناً من قبل السلطات الحكومية آنذاك مثل عديدين غيره.. ولكن بعد عام 2003 وما تلاه من أعوام فقدت “كولزار الأمل بعودته تماماً.
“كولزار” أم لابنة وشاب. وقد عانت الكثير من الصعاب من أجل أن تربيهما كما ينبغي, بينما كان الوضع الاقتصادي السيئ يطبق بفكيه عليها في عام 1991 وما تبعه من سنوات بسبب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على البلاد. فقدانها لزوجها أمات شيئاً في داخلها لكنها بالرغم من ذلك نذرت حياتها لطفليها اللذين تفخر “كولزار” بهما الآن كثيراً, ” بعون من الله تمكنت من تربيتهما بشكل أفتخر به”, تضيف قائلة.
لم يوقف فقدانها لزوجها رغبتها في العمل وهكذا راحت تعمل في حرف عديدة من بينها حياكة الأغطية التقليدية الشائعة كثيراً بين سكان مدينتها وخياطة الملابس لتتمكن من توفير لقمة لها ولأبنيها. ” لكوني أرملة فإن المجتمع لا يرحم ولا يمنحني الفرصة بالعمل خارج منزلي”, تقول ” كولزار”. و لأنها فقدت زوجها وهي بعمر 39 عاماً, فقد فضلت أن تعمل داخل بيتها خوفاً على سمعتها.
وبالرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية التي أحاطت بها وبغيرها من الناس وأدت إلى تدهور الحالة المعيشية, استطاعت “كولزار” أن تقف على قدميها بثبات. ودفعت تلك الظروف بعض الموسرين إلى إحصاء الأرامل والفقراء من أجل مساعدتهم ببعض المال والغذاء. تقول “كولزار”: ” لسنوات عديدة تصلني الحنطة من أناس يقدمون مساعدات وكانوا عوناً كبيراً لنا”.
تشكر ” كولزار” الله كثيراً لأنها تمكنت من تزويج ابنتها, وقريباً ستزوج ابنها أيضاً, وفي عينين مليئتين بالدموع تقول: ” ذلك سيسعد روح والدهما كثيراً”.
بالنسبة لها, انتظرت “كولزار” 12 عاماً هو زمن انتظار لغائب لن يعود, لتتأكد أنها أرملة وأن ولديها يتيمان, استسلمت لذلك أخيرا.ً
ليست كولزار فقط على هذا الحال .. وانما اغلب نساء العراق يعيشون نفس المأساة والمعاناة .. الله يرحم شهدائنا
بدر البدورررر هنا .؟؟؟؟؟
كلاااااام صحيح مي …..
سلمت يدك تحياتى
نانوسه ،،عزيزتي سبب كتابتك لهذه المواضيع الآن بلذات هو ارتمائك بحزن لهذه الظروف ،،اعانك الله
شكرا ننوسه بس بلا الحزن ازا انا بحكيلك قصتي لحتى تبكي
بس يالله ما رح احكي قصه حياتي وزعلكون خلص خليها بقلبي
اهئ اهئ اهئ
:'(
🙁
هي قصة من قصص العديد من العراقيات اللواتي عانين الكثير نتمني أن ينهض العراق و يعود شامخا كما في الماضي.
ننوسه عزيزتي … لو نجلس ونكتب عن قهر العراق يحتاج ايام .. شكرا
بغداد ما بك؟
تفائلي بالخير
كيفك تودي حنان بغداد انشالله بخير
مساء الخير حبيبتي سوزي …
حنان اخبارك