مرسلة من صديقة نورت كارولينا

إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية؛ لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل، وظهور الرذائل.
ورد في الحديث عنرسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: { يقول الله عز وجل: مروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم وقبل أن تستنصروني فلا أنصركم }.

وفي لفظ آخر من حديث حذيفة يقول عليه الصلاة والسلام: { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم } [رواه الإمام أحمد].

أولاً: تعريفه وأنواعه:‏
‏ المعروف: يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير، وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه. وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏

‎‎ المنكر: ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً وسمّي منكراً، لأن أهل الأيمان ينكرونه ويستعظمون فعله.‏

‎‎ والمعروف يدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله من الأمور الظاهرة والباطنة ، مثل: شرائع الإسلام والإيمان بالله والصلوات الخمس والزكاة والحج، والإحسان في عبادة الله وإخلاص الدين لله، والتوكل عليه ومحبته ورجائه، وغيرها من أعمال القلوب، وصدق الحديث والوفاء بالعهود وأداء الأمانات وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار واليتيم، ومكارم الأخلاق.‏

‎‎ والمنكر يدخل فيه كل ما نهى الله عنه ورسوله مثل: الشرك بالله صغيره وكبيره، وكبائر الذنوب: كالزنا والقتل والسحر وأكل أموال الناس بالباطل، والمعاملات المحرمة: كالربا والميسر والقمار، وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وسائر البدع الاعتقادية والعملية، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.‏

ثانياً: حكمه:‏
‏ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات، وأكبر المهمات، وقد دل على وجوبه الكتاب والسنة والإجماع. وقد دلت النصوص على الأمر به، وجعله من الصفات اللازمة للمؤمنين، وسبباً لخيرية الأمة وأن تركه يؤدي لوقوع اللعن والإبعاد ونزول الهلاك وانتفاء الإيمان عمن قعد عنه حتى بالقلب. يقول تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } [آل عمران: 104]. ويقول تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } [النحل: 125]. ويقول عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم. ‏

ثالثاً: مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:‏
‏ لقد بين صلى الله عليه وسلم مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ثلاث:‏

‎‎ المرتبة الأولى: الإنكار باليد مع القدرة، وذلك خاص بمن له ولاية من مسؤول أو محتسب ممن يقدر على ذلك. وهكذا المرء مع أهله وأولاده، يأمرهم بالصلاة وسائر الواجبات، وينهاهم عما حرم الله.‏

‎‎ المرتبة الثانية: إن عجز المحتسب عن الإنكار باليد انتقل إلى الإنكار باللسان، فيعظهم ويذكرهم ويعاملهم بالأسلوب الحسن مع الرفق، ويستعمل الألفاظ الطيبة والكلمات المناسبة، حتى لو قوبل بالسوء فهو لا يقابل إلا بالتي هي أحسن.‏

‎‎ المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب وهي آخر المرتب، ولا رخصة لأحد في تركها ألبته، بل يجب ترك المنكر وبغضه بغضاً تاماً مستمراً. وهذا يقتضي مفارقة أهل المعصية ومجانبتهم حال معصيتهم، يقول تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، إنكم إذاً مثلهم } [النساء: 140]. ففي الآية نهي صريح عن مجالسة أصحاب المنكر حال مواقعته، حتى يتحولوا عنه، وإلا كانوا مثلهم في الإثم، لرضاهم بذلك.‏

رابعاً: وسائله وأساليبه:‏
‏ قال تعالى: {ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } [النحل: 125]. فالدعوة بالحكمة تكون بحسب حال المدعو وفهمه، وقبوله، ومن الحكمة: العلم والحلم والرفق واللين والصبر على ذلك. والموعظة الحسنة: تكون مقرونة بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد والمجادلة بالتي هي أحسن. وهي الطرق التي تكون أدعى للاستجابة عقلاً ونقلاً، لغة وعرفاً .‏

‎‎ قال سفيان الثوري: “ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه “.‏

‎‎ ووسائل الخير كثيرة لا تحصر، فيسلك الداعي فيها أفضل الطرق، وأدعاها للقبول والاستجابة، ومنها: الخطب في أيام الجمع والأعياد والمجامع العامة، والعناية بتربية الأولاد ونشر العلم الشرعي، والإحسان إلى الناس بالقول والفعل، والكتابة والنصيحة المباشرة لصاحب المنكر، ومعاونة أفراد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشد أزرهم. ‏

خامساً: قصص نبوية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:‏

1. ‏عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده .فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله لا آخذه ابداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم.‏

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردّ، وقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرده وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ) فرجع ثلاثا،ً فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني؟ فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها ) رواه البخاري.‏

3. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد تحجرت واسعاً ) ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع إليه الناس فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام وقال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه سجلاً من ماء ، أو قال: ذنوباً من ماء ) رواه أبو داود، ووصحه الألباني. تحجرت واسعاً: ضيقت ما وسعه الله، وخصصت به نفسك دون غيرك.‏

أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع، والعمل الصالح، وأن يمنحنا الفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يرزقنا جميعا القيام بهذا الواجب حسب الطاقة والإمكان…

وصلى الله وسلم وبارك على عبده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫23 تعليق

  1. بارك الله فيــــكِ يا كارولينا ..الموضـــوع شامل ووافي ..
    ****
    ‏ لقد بين صلى الله عليه وسلم مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ثلاث:‏
    المرتبة الأولى: الإنكار باليد مع القدرة، وذلك خاص بمن له ولاية من مسؤول أو محتسب ممن يقدر على ذلك. وهكذا المرء مع أهله وأولاده، يأمرهم بالصلاة وسائر الواجبات، وينهاهم عما حرم الله.‏
    المرتبة الثانية: إن عجز المحتسب عن الإنكار باليد انتقل إلى الإنكار باللسان، فيعظهم ويذكرهم ويعاملهم بالأسلوب الحسن مع الرفق، ويستعمل الألفاظ الطيبة والكلمات المناسبة، حتى لو قوبل بالسوء فهو لا يقابل إلا بالتي هي أحسن.‏
    المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب وهي آخر المــراتب، ولا رخـصة لأحـد في تركـها ألبـته، بل يجـب ترك المنـكر وبـغضه بـغضاً تاماً مستمراً. وهذا يقتضي مفارقة أهل المعصية ومجانبتهم حال معصيتهم، يقول تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، إنكم إذاً مثلهم } [النساء: 140]. ففي الآية نهي صريح عن مجالــسة أصحاب المنكر حال مواقعته، حتى يتحولوا عنه، وإلا كانوا مثلهم في الإثم، لرضاهم بذلك.‏””

    هذا الكــلام الذي كنا نقوله.. الأمـر بالمـعروف والنهـي عـن المـنكر واجب على كل واحد منا .. كلٌ حسب موقعه ومسؤولياته .. وهناك من يحصره فقط في المرتبة الثالثة .. أي فقط البعد عن أهل المعصية وتركهم .. ويستشهدون بالآية المذكورة .. وينسون المرتبتين السابقتين وهما التغيير باليد ( لأولي الأمر ولأصحاب الولاية ) والمرتبة الثانية وهي التغيير باللسان ..
    شكراً كاروووو
    كاروووو شكراً ..

  2. موضوع قيم ونحن بأشد الحاجة له
    بارك الله بك كارولينا وجزاكي كل خير
    وبارك الله بك اخ مأمون وجزاك كل خير على الاضافة هنا وفي كل الصفحات
    الله يكثر من امثالكم امتنا الاسلامية بحاجة الى امثالكم

  3. {ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }
    Merci كارولينا
    كارولينا Merci

  4. مـــــأمون
    مراحب
    سوزي
    ام احمد
    مصطفى
    اشكر لكم المرور الكريم اخوتي نورتوا

  5. بعتزر ازا الموضوع طويل .. بس ما كان بينفع اختصر منه
    بتمنى يكون وضح الغاية السامية اللي بيجهلها كتير من اللي نحسبوا على الاسلام والمسلمين وهم لا يفقهون شيئا في دينهم ..
    وشكراا

  6. ووسائل الخير كثيرة لا تحصر، فيسلك الداعي فيها أفضل الطرق، وأدعاها للقبول والاستجابة، ومنها: الخطب في أيام الجمع والأعياد والمجامع العامة، والعناية بتربية الأولاد ونشر العلم الشرعي، والإحسان إلى الناس بالقول والفعل، والكتابة والنصيحة المباشرة لصاحب المنكر، ومعاونة أفراد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشد أزرهم. ‏
    ________________________
    شكرا لك كارولينا موضوع قيم كما ذكرت مراحب
    بارك الله بك ولك في علمك وأدبك سلام للكل

  7. قال سفيان الثوري: “ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه “.‏

    مهمة جداً المقولة دى…. مشكورة كارول، بارك الله فيكِ

  8. إذا كان جهل المسلم بأمور دينه هو السبب خلف عدم أمره للمعروف ونهيه عن المنكر, فهو معذور من ناحية خوفه بأن لا يصدر منه ما هو غير صحيح, لكن هو ليس بمعذور بأن لا يتعلم ويعرف ويقرأ, ويكون مسلما بالفعل وليس بالهوية فقط.
    أما إذا كان التعذر عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ناتج عن ضعف في الشخصية, أو محاولة للتودد والتقرب او النفـاق والرياء, فهذا ليس من الاسلام في شيء, ويفضل أن يسكت هذا الشخص نهائيا وأن لا يهرف بما لا يعرف بدلا من ان تتفق قريحته عن أقوال مثل: دع الخلق للخالق.
    ( اذا اردت ان تترك الخلق للخالق, فإبدا بأهل بيتك ولا تحاسبهم على اي تصرف يتصرفونه مهما كااااااان, فهناك اله سيحاسبهم يوم القيامة, صح؟).
    أما ما لا افهمه هو, كيف يكون الشخص قوي الشخصية, متعلما وملما بأمور دينه ودنياه, لكن يرى المنكر فيسكت عنه!!!!
    بما أن الله وهب البعض حسن الاسلوب وطيب الكلام والمعشر, فماذا يوقفهم عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
    الساكت عن الحق شيطــان أخرس.

    جزاك الله كل خير كارولينا…

  9. وروود تسلميلي اختي كلك ذوق وشكراا عالمرور

    فاتي الغالية اكيد مهمة متل كل كلمة انكتبت بهالموضوع .. تسلميلي وشكراا عالمرور الكريم

  10. كلامك اختصر الكثير يا جنتل .. ما يدعوا للاستغراب انو فوق جهل بعض الناس او عدم موافقتهم على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , ينهون غيرهم عن القيام بهذه المهمة السامية !!!
    كان الله في العون !
    شكراا على المرور الكريم ..

  11. آمل ان اكون قد ساهمت بتذكير الناس فيه .. لعل الذكرى تنفع المؤمنين !
    شكراا عالمرور الكريم PRINCE NORWAY

  12. شكرا جزيلا على الموضوع كارولينا
    اصبحنا نغفل عنه في وقتنا الحالي بل صرت ارى في كثير اشياء المراة تتكلم عن شي غلط وتعترض والرجال يمرون سكوتا.

  13. hayatiiii المشكلة لا تكمن في الغفلة عن هذا الموضوع .. انما بتجاهله والصد عن سبيله , وهذا ما أفسد الكثيرين للاسف ..
    شكراا على مرورك الكريم اختي

  14. كارو خطوة مهمة نقاش امبارح كشف الكثير….
    واصلي جهودك و لك الأجر و الجزاء ….
    مشكوووورة…….

  15. الموضوع حلو, لكن خلينا نقول الحقيقة بلا أي رتوش, تطبيق هذا الكلام اصبح صعب جدا بيومنا هذا حتى بالبلاد الاسلامية الا مارحم ربي

  16. قصَّ الله تعالى علينا أخبار الأمم السابقة والعواقب الوخيمة التي انتهوا إليها حين شاعت فيهم الانحرافات والمخالفات دون أن يرفع أحد منهم رأساً أو يقول كلمة لأولئك الذين يستعجلون أيام الله لأنفسهم ولأممهم فقال تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة : 78-79] .
    فقد أجرم القوم مرتين : مرة حين وقعوا في الآثام ، وأخرى حين تركوا المعاصي تشيع فيهم دون أن تسود فيهم روح التناهي عنها .
    وقد جاء في الحديث ما يفسر تدرجهم نحو الحال التي استوجبت لهم اللعن ، فقد روى ابن مسعود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : » إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا .. } « [1]
    لقد طال العهد بصالحي بني إسرائيل فبدأت المناكر تزحف إلى حياتهم عن طريق أهل الأهواء والشهوات ، وكان فيهم صالحون فقاموا ونهوا أصحاب المعاصي ووعظوهم ولكن هؤلاء تأصل فيهم المنكر وصار النزوع عنه أمراً عسيراً ، وكان الأمر يتطلب من صالحيهم جلداً وصبراً ومفاصلة إلا أن درجة التوتر الحيوي عند أولئك الصالحين لم تكن كافية بحيث يشعرون بالتميز ويشكلون تياراً نشطاً يحاصر أولئك العصاة ويشعرهم بالشذوذ والإثم …
    وكانت المرحلة التالية سيطرة شعور العجز والضعف على أولئك الصالحين مما جعلهم يخالطون أهل المعاصي ويرضون عن أعمالهم أو يظهر للناظر أنهم كذلك فضاعت معالم الحق وجاءت أجيال تالية فنشأت في الانحراف وشبت فيه وصار التفريق بين المعروف والمنكر أمراً غير متيسر لكل الناس .
    وكانت العاقبة أن ضرب الله قلوبهم بعضهاً ببعض ، وهذه العبارة في الحديث النبوي ترمز إلى حالة من الفوضى المصحوبة بالعذاب حيث فقدت تجمعاتهم الشروط الضرورية لبقائهم واستمرارهم المادي والمعنوي فكانت أيام الله في خاتمة المطاف جزاء ما فعلوا
    أ.د. عبدالكريم بكار
    شكرا كارو

  17. فاتي في أيلول 18, 2011 |

    قال سفيان الثوري: “ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه “.‏

    مهمة جداً المقولة دى…. مشكورة كارول، بارك الله فيكِ
    copy———————
    موضوع كتير حلو و مجهود مشكورة عليه لكن كما ذكر مصطفى الموضوع طويل شوي

  18. ام ريان ان شاءالله اختي
    دليلة الصريحة اي للاسف
    نهى ما كان بينفع اختصر منه او قسمه .. هو طويل شوي بس قرائته ممتعة لان كل افكاره متواصلة مع بعضها ..
    نور شكر عالاضافة القيمة

    شكراا عالمرور الكريم اخواتي

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *