للشيخ / محمد الغزالي
من الفواقر ـ كما جاء في الأثر ـ ” جار سوءٍ إن رأي خيراً دفنه , وإن رأي شراً أذاعه ” .
ومن الفواقر كذلك قارئٌ سوء يطالع سِير الرجال في التاريخ فلا يستوقفه إلا ما ينسب إليهم من هنات أو ما يواقعون أخطاءٍ !
أما ما أفاءَ الله عليهم من محامد , وما قدموا للناس من خيرات فلا اكتراث به …
المؤسف أن هذه العلة النفسية تفشو بيننا نحن العرب , لقد أُلِّف في ” نابليون ” نحو مائة كتاب , فكم أُلف في خالد بن الوليد أو في صلاح الدين ؟
ونابليون رجل حرب وحسب !
يغدر ويظلم ويسف في أحيان كثيرة , وهو من الناحية الخلقية والعسكرية دون خالد بمراحل .
ومع ذلك فإن قومه جسموا ميزانه وأهالوا التراب علي رذائله .
فما يذكر إلا بأّنه العبقري المهيب ! .
إن تاريخنا ملئٌ بالعظماء في كل ميدان. غير أننا موكلون بطيّ محاسنهم , ولولا أن هؤلاء العظماء تركوا من المواريث الحية ما بدد أكوام التراب التي أُهيلت عليهم لجر عليهم النسيان أذياله من زمن بعيد ! .
أقول ذلك لأني نظرت إلي الرجولات السامقة التي ظهرت خلال القرن الأخير فوجدت المطاعن تناوشتها من كل جانب , والتهم تتري. والمدافعين ذاهلين !!
ووجدت المعجبين بأحد المصلحين يحسبون أن الأُفق لا يتسع إلا لهالته وحدها , سبحان الله !
إن الأُفق رحب فلم نحاول إطفاءَ الآخرين ؟ .
قلت لأَحد أصحابي : إنني تتلمذت وما زلت علي أئمة مختلفين , أقرأُ لأَبي حنيفة إِمام أهل الرأي , ولابن حنبل إمام أَهل الأَثر , ولابن تيمية , ولأَبي حامد الغزالي , ولابن سينا وابن الجوزي وهذا فيلسوف وذاك واعظ , وأَقرأُ لابن عطاء الله ولابن عبد البر .
وأَقرأُ في الأدب لأَبي الطيب وأبي العتاهية , وللعقاد والرافعي ـ علي ما بينهما من جفوة ـ إن الله سبحانه وزع جمال الفكر والأَداء والخلق والسلوك علي كثيرين , وينبغي أن أَستفيد من مواهب الله عند خلقه .
أما التماس الأخطاء للتشهير بها وانتقاص أصحابها فإِنه لا يجدي عليّ شيئاً , ولا يرفع خسيستي أو يقيم عوجي .
سمعت شاباً حَدَثاً يتعرض لأَحد الأَئمة الأربعة بالنقد الحاد , فنظرت إليه مستغرباً
فقال : هم رجال ونحن رجال !
فقلت له : إنني لا آمنك علي قراءَة جريدة يومية قراءَة صحيحة , فأَّنَّي لك هذه الرجولة المزعومة ؟
يا بنيّ أَدب الإسلام كما قال رسوله ” ليس منا من لم يوقر كبيرنا , ويرحم صغيرنا , ويعرف لعالمنا حقه ” !! .
فلنتأَدب مع عظمائنا .. !!
لطالما حز في نفسي تطاول البعض على شخص العلماء لمجرد اختلافهم معهم في الرأي، ولأجل ذلك كان هذا الموضوع ، لعلنا نراجع أنفسنا ونرتقي بتعليقاتنا
ان كانوا علماء فبلى توقيرا واجلالا , اما ان قمشوا جهلا ونطقوا ضلالا فلا كرامة , ولا احد اصغر من ان يقول للمخطيء اتق الله ولا احد اكبر من ان يصغي لها , فلله الحجة البالغة يفهمها للجاهل كما يفهمها للعالم , والعالم الحق لايستكبر ان يتعلم من اصغر مخلوقات الله عز وجل
أكيد، نحن لا نستنكر إبداء الرأي، ولكن مقارعة الحجة بالحجة وليس الطعن في شخصهم وتكبير أخطائهم ولو كانت آراءا شخصية لهم ، فمن الإنصاف النظر لما قدموا أيضا بنفس المنظار
بارك الله فيك ……….مقالة جميلة جدا
وفيك بارك الله أخ حسام
برافو عليكِ يا نور
أنا كمان زيك بتضايق جدا لما بشوف تعليقات سب واستهزاء بعلماء وشيوخ أجلاء
وكإن المعلق الفذ اللي بيشتمهم فاهم قوي ولا عارف حتى ازاي يتوضأ الوضوء الصحيح
وبعدين ييجي يقاوح في مسائل فقه..هو لا يدري عنها شىء
للعلماء والشيوخ احترامهم
شكرا لكِ نور ..وبارك الله فيكِ
التأدب و طاعة العلماء أحد أوامر الله تبارك وتعالى .. كما في قوله :”ياأيها الذين أمنو أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم” ..
فمن مكارم الأخلاق أن يكون الانسان مؤدباً مع من هو أكبر منه .. وأن يكون الاحترام سيد المواقف التي تمر بحياته اليومية ,, مع من يصغره ومن يكبره ,, مع من يعمل عنده ومع رب عمله .. فكيف اذا ما كان من يقابله هو داعية لله و عالم يحفظ القرآن ويسعى لهداية السائلين و التائهون عن الحق؟!
كثيراً ما نرى من يستهزء و يحارب العلماء .. ومن يتعالى و يتحدث عنهم بفضاضة و جهل يعريهم من أدنى مظاهر التحضر والوعي ..!! ,, وهم من قصدهم الله عز وجل في الحديث القدسي حيث قال سبحانه: “من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ” ..
هدانا الله واياهم ..ورحم الله من مات منهم وحفظ من بقي .. وثبته و ثبتناعلى سنة خير البشر صلى الله عليه وآله وسلم ..
شكراا nor لطالما حزٌ هذا الأمر في نفسي أيضاً…!!
جزاك الله كل خير .
صباح الخير جميعاً
كلام رآئع نور السلام أشتقنا لك و لكل مواضيعك
شكراً لكِ
اعجبني أيضاً إضافتك كارولينا
السلام عليكم ..!!
طبعاً يجب التأدب مع العلماء واحترامهم واجلالهم وانزالهم المكانة التي يستحقونها ..
فالعلماء هم ورثة الأنبياء ..وهم على ثغر من ثغور الدين ..لذلك يجب عليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية التي وُضعت على عواتقهم ..!!
لكن أيضاً العلماء ليسوا بمعزل عن النقد وعن الخطأ .. فهم بشر ..يُخطئون ويُصيبون ..!!
مع حفظ مكانتهم واحترامهم ..!!
شكراً لكِ أختي نور .. موضوع مهم وقيّم كالعادة ..!!
شهيرة، كارولينا، نهى، مأمون
شكرا لكم جميعا على إثراء الموضوع
لو يتفضل أحد الأصدقاء بإعطائي موقع الأخ يوسف وسأكون ممتنة جدا
روى البخاري في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.
قال الإمامان أبو حنيفة والشافعي رضي الله عنهما : ” إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي “، فالعلماء واسطة بين الله تعالى وعباده، فمن أبغضهم فقد قطع الواسطة بينه وبين الله تعالى .
تشكرات اختي نور وسلام جعله الله في ميزان حسناتك وبارك الله بك وجزاكي كل الخير ان شاء الله
youssefes.wordpress.com هذا اسم الموقع اختي نور وسلام
جازاكِ الله كل خير اخت نور على هذا إلموضوع القيم جاء في وقته لان في هذه المرحلة بالذات زاد تطاول المنافقين و العلمانيين على علماءنا لأنهم رأوا أن الاسلام قد غلب وأن الناس رجعوا الى دينهم و فطرتهم السليمة فما وجدوا سلاحا غير حرب اعلامية شعواء للانقاص منهم و الطعن فيهم لكن لن نذخر ججهدا فيالدفاع عنهم ولو بكلمة
جزاك الله خيرا مراحب على الإهتمام بطلبي وعلى المداخلة أيضا
هدهودة، جزانا الله وإياكم بالجنة، اسمحي لي أن أناديك هدى اختصارا في الكتابة ولأنه اسم أختي
ماشي و سلميلي على أختك
لا العلماء أحترموا علمهم ومكانهم وزمانهم
ولا المنتقدين عرفوا مكانهم وجهلهم وعقابهم
شــــــــــــكرا يانـــــور
الله يجعل حياتك ومماتك نــور عـلى نـور/
ســـــــــــــــــــــلام /
ولا من اتبع من سموا انفسهم علماء اسنطاع ان يصيب الاختيار ويعلم ان هؤلاء ليسوا بعلماء اما طلاب دنيا ورئاسة او وعاظ سلاطين وندماء بيذنجان من اين اتتهم ولاية الله وحمايته ؟! انما يعرف العالم بمن خالف هواه ( كل هواه ) واطاع الله مولاه فذاك نعم العالم على الناس والعوام ان يقلدوه ويتبعوه
وكم من مرة من عاقل انزل علماء السوء من على المنابر سحلا او اهانة
وسلام على سيدي الحسين عندما كان صغيرا ربما لم يتجاوز العشر سنين رأى احدهم يخطب من على منبر رسول الله ضلالا فقال له انزل ايها الكذاب من على منبر ابي وليس ابيك فما كان من الخطيب الا ان قال صدقت انه منبر ابيك من علمك ذلك ابيك علي ابن ابي طالب ؟ ونزل . احذروا العلماء الكذبة ايها الناس وزنوهم بموازين الحق الذي لايعرف بالرجال انما يعرفون به فأنهم اهل سوء ويل للامة منهم
موضوع قيم نور شكرا لكي لكن عندي لكي سؤال يا ترى شيوخ اليوم او لنقل نصفهم على نفس علم و قيمة الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه ؟؟؟
يكفي ان نتمعن الاسم فقد نسب اليهم العلم لنعرف الفارق بيننا وبينهم ولو تساوى الناس ببعضهم لما فصلت المعارف الانسانية غثها وسمينها ولما وجدنا ما نستند عليه درءا للغوغائية في اتخاذ تدابير شؤوننا فمكانتهم محفوظة وزلاتهم وهفواتهم تثبت بشريتهم وعلمهم يثبت اجتهادهم وهذا هو المشترك والفارق والنقد بينهم وبين غيرهم من الناس ومناقشة الرأي مدعاة للاجتهاد واقتفاء آثرهم وتصيد هفواتهم والتجريح بهم مدعاة لمطاوعة هوى النفس .
شكرا نور على الموضوع الذي في الصميم والحقيقة انه يحز في نفس كل من له ذرة غيرة على رجال هذه الامة