القذافي… صدام… بن لادن

مرسلة من صديق نورت العربي 0001

عندما حذر الزعيم الليبي معمر القذافي زملاءه الزعماء العرب اثناء مشاركته في قمة دمشق العربية قبل ثلاث سنوات، بانهم سيواجهون مصير الرئيس العراقي صدام حسين الذي أعدمه النظام العراقي المنبثق من رحم الاحتلال الامريكي بعد محاكمة صورية مفتعلة لم يخطر بباله انه سيواجه مصيرا مشابها لزميله العراقي بطريقة او بأخرى.
الرئيس العراقي اختفى عن الانظار بعد سقوط بغداد في ايدي القوات الامريكية في التاسع من نيسان/ابريل عام 2003 وبدأ في تنظيم صفوف المقاومة وتفعيل الخلايا التي اسسها قبل سنوات تحسبا للاحتلال، واتبع نهج زعيم تنظيم ‘القاعدة’ الشيخ اسامة بن لادن في اصدار الاشرطة الصوتية والبيانات التي تحث على مقاومة المحتل وتحرض الشعب العراقي على الصمود.
بعد حوالي عامين من التخفي تحت جنح الظلام، والعيش بطريقة خشنة، ومتواضعة، نجحت القوات الامريكية في القبض على الرئيس العراقي بعد خيانة احد ابرز المقربين منه، وابلاغ القوات الامريكية عن مخبئه، طمعا في الحصول على المكافأة المالية الضخمة.
الزعيم الليبي بات يتبع اساليب زعيم تنظيم ‘القاعدة’ نفسها، ومن بعده الزعيم العراقي الشهيد، ويتنقل بحذر في مخابئه، تارة في شبكة انابيب مياه النهر الصناعي العظيم التي بناها لنقل المياه الجوفية من صحراء الكفرة الى الساحل، وتارة اخرى بالاختباء في منازل اقرب مساعديه او اقاربه.
طائرات التجسس الامريكية التي تصور كل شبر في ليبيا، وتتنصت على اي همسة في ربوعها، في اطار جهودها لاغتيال الزعيم الليبي، حاولت اكثر من مرة اصطياد الرجل وقتله، حين قصفت منزله في باب العزيزية وقتلت ابنه سيف العرب وعددا من احفاده، او عندما اغارت على بيت الخويلدي الحميدي احد اقرب مساعديه وقتلت حوالي عشرين شخصا من بينهم احد عشر طفلا من احفاده، علاوة على زوجة ابنه ومربية مغربية، وهي الغارة التي ادت الى ردود فعل عالمية غاضبة لبشاعتها.
العقيد الليبي لا يستخدم الهواتف النقالة ولا اجهزة الكترونية اخرى يمكن ان تقود طائرات الحلفاء الى مقره، ولكنه بدأ في اصدار اشرطة مسجلة بصوته لبثها في اجتماعات حاشدة لانصاره في الساحة الخضراء بطرابلس لحثهم على قتال ‘الصليبيين’، وتهديد معارضيه بالزحف الجماهيري الوشيك للقضاء عليهم في مقرهم في بنغازي.
اصطياد الزعيم الليبي ليس مهمة سهلة، وقد يستغرق وقتا طويلا، فقد احتاجت القوات الامريكية ما يقرب العشر سنوات للوصول الى مكان اختباء زعيم تنظيم ‘القاعدة’، واقل من نصفها للوصول الى مخبأ صدام حسين، وبقاء الزعيم الليبي حيا لاشهر او سنوات ليس قطعا في مصلحة قوات الناتو وحلفائها من الليبيين الذين يقاتلون تحت اجنحتها لاسقاط النظام او بقاياه في طرابلس.
قادة حلف الناتو وخبراء اجهزة مخابراته يراهنون على حدوث انشقاق في نظام الزعيم الليبي، او اقدام احد حراسه على الغدر به سواء بقيادة اعدائه الى مخبئه او اغتياله، وهو رهان جائز الحدوث وليس مستبعدا على الاطلاق.
غير مستبعد لانه بالنظر الى القيادات المنشقة والمنضمة الى المعارضة، يكتشف المرء ان هؤلاء كانوا من اقرب المقربين الى الزعيم الليبي وكاتمي اسراره، وعملوا في خدمته اكثر من اربعين عاما، وابرز الامثلة على ذلك اشخاص مثل موسى كوسا قائد جهاز المخابرات لعشر سنوات، او عبدالفتاح يونس عضو تنظيم الضباط الاحرار ووزير الداخلية، وعبد الرحمن شلقم وزير الخارجية والاعلام لسنوات. فلماذا نستغرب انشقاق حارس او حارسة برتبة صغيرة مقابل وعود امريكية او فرنسية بمال وفير واقامة في الغرب؟

راي القدس العربي